<![CDATA[
حياته المبكرة والخدمة العسكرية
ولد جوزيف جيمس دي أنجيلو جونيور في باث، نيويورك، وهو الأكبر بين ثلاثة أشقاء. خدم والده في البحرية خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، انتقلت العائلة عدة مرات بسبب عمل والده كفني ميكانيكي متخصص في إصلاح الآلات الثقيلة. التحق دي أنجيلو بكلية سييرا في روكلين، كاليفورنيا، حيث حصل على درجة الزمالة في الآداب عام 1970. ثم التحق بجامعة ولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو، وتخرج بدرجة البكالوريوس في العدالة الجنائية عام 1972.
خدم دي أنجيلو في البحرية الأمريكية خلال حرب فيتنام. عمل ميكانيكيًا على متن سفينة الإمداد يو إس إس كانبرا. وقد حصل على عدة أوسمة خلال فترة خدمته، بما في ذلك ميدالية الخدمة الجيدة وميدالية خدمة الدفاع الوطني.
مسيرته المهنية في الشرطة
بدأ دي أنجيلو مسيرته المهنية في الشرطة في عام 1973 كضابط في قسم شرطة إكستر. في عام 1976، انضم إلى قسم شرطة أوبرن، حيث عمل حتى تقاعده في عام 1979. خلال فترة عمله في الشرطة، كان دي أنجيلو معروفًا بأدائه الجيد وتفانيه في عمله. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا بعض الشكوك حول سلوكه، بما في ذلك حادثة سرقة صغيرة من صيدلية يُزعم أنه ارتكبها.
الجرائم والأسماء المستعارة
بدأ دي أنجيلو ارتكاب جرائمه في عام 1974 في منطقة فيساليا بكاليفورنيا، حيث عُرف باسم “سارق فيساليا”. ارتكب أكثر من 100 عملية سطو في المنطقة، وغالبًا ما كان يستهدف المنازل التي تقطنها نساء عازبات. في عام 1976، انتقل إلى منطقة ساكرامنتو وبدأ في ارتكاب جرائم اغتصاب. عُرف في البداية باسم “مغتصب المنطقة الشرقية”.
في عام 1979، توقف دي أنجيلو عن ارتكاب جرائم الاغتصاب في منطقة ساكرامنتو وانتقل إلى جنوب كاليفورنيا. هناك، بدأ في ارتكاب جرائم قتل، وعُرف باسم “الملاحق الليلي الأصلي” و “قاتل الماس”. غالبًا ما كان يستهدف الأزواج، ويقوم بتقييدهم قبل أن يقتلهم. استمر في ارتكاب جرائمه حتى عام 1986، عندما اختفى فجأة.
تشمل قائمة الأسماء المستعارة التي عرف بها دي أنجيلو ما يلي:
- سارق فيساليا (Visalia Ransacker)
- مغتصب المنطقة الشرقية (East Area Rapist)
- الملاحق الليلي الأصلي (Original Night Stalker)
- قاتل الماس (Diamond Knot Killer)
- الغولدن ستايت كيلر (Golden State Killer)
القبض عليه ومحاكمته
ظل دي أنجيلو طليقًا لأكثر من 40 عامًا. في عام 2018، تم القبض عليه بفضل استخدام الحمض النووي وتقنيات علم الأنساب الوراثي. تمكن المحققون من مطابقة الحمض النووي الذي تم جمعه من مسارح الجريمة بعينة الحمض النووي التي تم الحصول عليها من موقع ويب للأنساب. قادهم ذلك إلى تحديد أقارب دي أنجيلو، ثم قاموا بتضييق نطاق البحث حتى وصلوا إليه.
في عام 2020، أقر دي أنجيلو بالذنب في 13 تهمة قتل من الدرجة الأولى و 13 تهمة اختطاف مع ظروف مشددة. وحُكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.
التحقيق وتطورات الحمض النووي
يعتبر القبض على دي أنجيلو إنجازًا كبيرًا في مجال التحقيق الجنائي. فقد أظهر قوة علم الأنساب الوراثي في حل القضايا الباردة. كما سلط الضوء على أهمية الحفاظ على الأدلة من مسارح الجريمة، حتى بعد مرور سنوات عديدة.
لعبت تقنيات الحمض النووي دورًا حاسمًا في تحديد هوية دي أنجيلو. تمكن المحققون من استخراج الحمض النووي من عينات محفوظة من مسارح الجريمة ومقارنته بقواعد بيانات الحمض النووي العامة. أدى ذلك في النهاية إلى تحديد شجرة عائلة دي أنجيلو وتضييق نطاق البحث حتى تم القبض عليه.
تأثير القضية
كانت قضية جوزيف جيمس دي أنجيلو ذات تأثير كبير على الضحايا وعائلاتهم، وكذلك على المجتمع ككل. فقد جلبت نهاية لسنوات من عدم اليقين والخوف، وسمحت للضحايا أخيرًا بإيجاد السلام. كما سلطت الضوء على أهمية عدم الاستسلام في حل الجرائم، حتى بعد مرور عقود.
أثارت القضية أيضًا مناقشات حول أخلاقيات استخدام علم الأنساب الوراثي في التحقيقات الجنائية. في حين أن هذه التقنية يمكن أن تكون فعالة للغاية في حل الجرائم، إلا أنها تثير أيضًا مخاوف بشأن الخصوصية واحتمال إساءة الاستخدام.
التحقيقات المستمرة
بعد القبض على دي أنجيلو، واصلت السلطات التحقيق في جرائم أخرى قد يكون ارتكبها. هناك شكوك حول تورطه في جرائم أخرى لم يتم حلها، ولا يزال التحقيق جاريًا لتحديد ما إذا كان مسؤولاً عن أي جرائم أخرى.
ملخص الجرائم
فيما يلي ملخص للجرائم التي أقر دي أنجيلو بالذنب فيها:
- 13 جريمة قتل من الدرجة الأولى
- 13 تهمة اختطاف مع ظروف مشددة
- أكثر من 50 جريمة اغتصاب
- أكثر من 120 عملية سطو
إرث القضية
تعتبر قضية جوزيف جيمس دي أنجيلو بمثابة تذكير مروع بالشر الذي يمكن أن يرتكبه البشر. كما أنها شهادة على قوة الإصرار والابتكار في التحقيق الجنائي. من المرجح أن تستمر القضية في التأثير على الطريقة التي يتم بها التحقيق في الجرائم الباردة لسنوات قادمة.
الحياة الشخصية
تزوج دي أنجيلو من شارون هودي في عام 1973، وهي محامية. لديهم ثلاث بنات. ظلوا متزوجين حتى وقت اعتقاله في عام 2018.
التقاعد
تقاعد دي أنجيلو من قسم الشرطة في أوبرن في عام 1979 بعد تعرضه لحادث سرقة في متجر. بعد تقاعده، عمل ميكانيكيًا في مركز صيانة. كان جاره يصفه بأنه رجل لطيف.
الخلفية النفسية
لم يتم الكشف عن الكثير عن الخلفية النفسية لدي أنجيلو. ومع ذلك، فإن طبيعة جرائمه تشير إلى أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية عميقة. من المحتمل أنه كان يعاني من مزيج من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والسادية والشهوة الجنسية المرضية.
ردود الفعل المجتمعية
أثار القبض على دي أنجيلو ردود فعل واسعة النطاق في جميع أنحاء المجتمع. شعر الكثيرون بالصدمة والرعب من أن يكون مثل هذا الشخص الشرير قد عاش بينهم كل هذه السنوات دون أن يتم اكتشافه. كما أثار القبض عليه شعورًا بالارتياح والعدالة للضحايا وعائلاتهم.
التغطية الإعلامية
حظيت قضية جوزيف جيمس دي أنجيلو بتغطية إعلامية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم. تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية والبودكاست حول القضية. كما تم كتابة العديد من الكتب والمقالات حول القضية.
تأثير على ضحاياه
كان لجرائم دي أنجيلو تأثير مدمر على ضحاياه وعائلاتهم. فقد عانوا من ألم جسدي وعاطفي هائل. لقد عانى الكثيرون من اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب. لقد فقدوا الثقة في الآخرين ويجدون صعوبة في تكوين علاقات جديدة.
خاتمة
جوزيف جيمس دي أنجيلو هو مجرم شنيع ارتكب سلسلة من الجرائم المروعة على مدى عقد من الزمان. لقد تسببت أفعاله في ألم ومعاناة لا يمكن تصورهما لضحاياه وعائلاتهم. القبض عليه ومحاكمته يمثلان انتصارًا للعدالة وتذكيرًا بأهمية عدم الاستسلام في حل الجرائم، بغض النظر عن المدة التي مرت.