نشأتها وبداياتها الفنية
ولدت فاليري جيلي في ملبورن، فيكتوريا، ونشأت في عائلة تقدّر الفنون. بدأت شغفها بالتمثيل والغناء في سن مبكرة، وشاركت في العديد من العروض المدرسية والمجتمعية. أظهرت موهبة فطرية وقدرة على التكيف مع مختلف الأدوار والأنماط الفنية، مما لفت انتباه الكشافين والمنتجين المحليين.
في بداية مسيرتها المهنية، عملت جيلّاي في مسرح الفودفيل، وهو شكل من أشكال الترفيه الشعبي الذي يجمع بين الكوميديا والموسيقى والرقص والألعاب البهلوانية. اكتسبت خبرة قيمة في هذا المجال، وتعلمت كيفية التواصل مع الجمهور وتقديم عروض ممتعة ومسلية. سرعان ما أصبحت واحدة من الفنانات الصاعدات في الفودفيل، واشتهرت بخفة حركتها وحضورها المسرحي القوي.
مسيرتها المهنية في المسرح
بعد فترة من العمل في الفودفيل، انتقلت جيلّاي إلى المسرح، حيث حققت نجاحًا كبيرًا في مجموعة متنوعة من الأدوار. لعبت أدوارًا رئيسية في العديد من المسرحيات الموسيقية والدرامية والكوميدية، وأظهرت قدرة استثنائية على التكيف مع مختلف الشخصيات والأنماط الفنية. من بين أبرز أعمالها المسرحية:
- “أوكلاهوما!” (Oklahoma!): لعبت دور لوري ويليامز في الإنتاج الأسترالي الشهير لهذه المسرحية الموسيقية الكلاسيكية.
- “قبلني يا كيت” (Kiss Me, Kate): تألقت في دور لويين، وأظهرت مهاراتها الكوميدية والغنائية.
- “الزواج السعيد” (Happy Marriage): قدمت أداءً مميزًا في هذه المسرحية الكوميدية، وحظيت بإشادة النقاد والجمهور.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت جيلّاي في العديد من المسرحيات الأخرى، وأثبتت أنها فنانة متعددة المواهب وقادرة على تقديم عروض متميزة في مختلف المجالات الفنية.
مسيرتها المهنية في الإذاعة والتلفزيون
لم تقتصر مسيرة جيلّاي المهنية على المسرح، بل امتدت أيضًا إلى الإذاعة والتلفزيون. شاركت في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وأصبحت شخصية مألوفة لدى الجمهور الأسترالي. من بين أبرز أعمالها في الإذاعة والتلفزيون:
- “ذا فال جيلّاي شو” (The Val Jellay Show): برنامج تلفزيوني خاص بها، عرضت فيه مواهبها المتنوعة في الغناء والرقص والتمثيل.
- “إن ملبورن تونايت” (In Melbourne Tonight): برنامج تلفزيوني حواري شهير، شاركت فيه كضيفة دائمة وقدمت فقرات فنية متنوعة.
- “نيبرز” (Neighbours): مسلسل تلفزيوني أسترالي شهير، لعبت فيه دورًا ثانويًا لعدة سنوات.
كما شاركت جيلّاي في العديد من البرامج الإذاعية الأخرى، وأثبتت أنها فنانة قادرة على التواصل مع الجمهور من خلال مختلف الوسائط الإعلامية.
حياتها الشخصية وزواجها
تزوجت فال جيلّاي من الممثل الأسترالي بيرت نيوتن في عام 1955. كان الزوجان من بين أشهر وأنجح الثنائيات في مجال الترفيه الأسترالي، واستمر زواجهما لأكثر من ستة عقود، حتى وفاة بيرت نيوتن في عام 2021. أنجبا معًا طفلًا واحدًا، هو الممثل التلفزيوني والمسرحي ماثيو نيوتن.
كانت جيلّاي ونيوتن يتمتعان بعلاقة قوية ومحبة، وكانا يدعمان بعضهما البعض في مسيرتهما المهنية. ظهرا معًا في العديد من البرامج التلفزيونية والمسرحية، وأصبحا من الوجوه المألوفة لدى الجمهور الأسترالي. كانت جيلّاي تتحدث دائمًا عن حبها وتقديرها لزوجها، وتعتبره شريكًا وصديقًا مقربًا.
الجوائز والتكريمات
حصلت فال جيلّاي على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة. من بين أبرز هذه الجوائز والتكريمات:
- جائزة لوجي الذهبية (Gold Logie Award): رشحت لجائزة لوجي الذهبية عدة مرات، وفازت بها في عام 1974، تقديرًا لمساهمتها البارزة في مجال التلفزيون الأسترالي.
- وسام أستراليا (Order of Australia): حصلت على وسام أستراليا في عام 1979، تقديرًا لخدماتها للفنون والترفيه في أستراليا.
- قاعة مشاهير صناعة الترفيه الأسترالية (Australian Entertainment Industry’s Hall of Fame): تم إدخالها إلى قاعة المشاهير في عام 2009، تكريمًا لمسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الكبير الذي حظيت به جيلّاي من قبل الجمهور والنقاد والمجتمع الأسترالي بشكل عام.
إرثها وتأثيرها
تركت فال جيلّاي إرثًا دائمًا في مجال الترفيه الأسترالي. كانت فنانة متعددة المواهب وممثلة بارعة ومغنية رائعة وشخصية محبوبة لدى الجمهور. ألهمت العديد من الفنانين الشباب، وساهمت في تطوير وتنمية المشهد الثقافي في أستراليا. ستظل جيلّاي في ذاكرة الأجيال القادمة كواحدة من أعظم الفنانات في تاريخ أستراليا.
بالإضافة إلى ذلك، كانت جيلّاي نموذجًا يحتذى به في التواضع والاحتراف والأخلاق الحميدة. كانت تحظى باحترام وتقدير زملائها في العمل، وتعتبر قدوة حسنة في مجال الترفيه.
خاتمة
فال جيلّاي، فنانة أسترالية متعددة المواهب، تركت بصمة لا تُمحى في المسرح والإذاعة والتلفزيون. بمسيرة مهنية امتدت لأكثر من سبعة عقود، أثرت في المشهد الثقافي الأسترالي وألهمت الأجيال القادمة من الفنانين. ستبقى جيلّاي في الذاكرة كواحدة من أعظم الفنانات في تاريخ أستراليا، وستستمر أعمالها في إمتاع وإلهام الجمهور لسنوات عديدة قادمة.