التصميم والخصائص
كانت لاموت بيكيه جزءًا من فئة دورغ (Duguay-Trouin class) المكونة من ثلاثة طرادات خفيفة. تم تصميم هذه الطرادات لتكون سريعة وقادرة على العمل في البحار المفتوحة. تميزت بتصميم أنيق وخطوط انسيابية، مما جعلها تبرز بين السفن الحربية الأخرى في تلك الفترة.
بلغ طول الطراد 181 مترًا، وعرضه 17.5 مترًا، وغاطسه 6.2 مترًا. كانت إزاحته القياسية تبلغ حوالي 7250 طنًا، بينما بلغت إزاحته الكاملة حوالي 9350 طنًا. كان هيكل السفينة مصنوعًا من الفولاذ عالي الشد، مما يوفر لها قوة ومتانة جيدة.
التسليح:
- 8 مدافع عيار 155 ملم (6.1 بوصة) في أربعة أبراج مزدوجة.
- 4 مدافع مضادة للطائرات عيار 75 ملم.
- 12 أنبوب طوربيد عيار 550 ملم (21.7 بوصة).
تم تصميم المدفعية الرئيسية لتكون قادرة على الاشتباك مع السفن السطحية الأخرى، بينما كانت المدافع المضادة للطائرات توفر دفاعًا ضد الهجمات الجوية. كانت أنابيب الطوربيد تمثل تهديدًا كبيرًا للسفن الأكبر حجمًا.
الدفع:
تم تزويد لاموت بيكيه بأربعة توربينات بخارية من طراز بارسونز، مدعومة بثمانية غلايات. كانت هذه التوربينات قادرة على توليد قوة قدرها 100,000 حصان، مما يسمح للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 33 عقدة (61 كم/ساعة). كانت هذه السرعة تجعلها واحدة من أسرع الطرادات في العالم في ذلك الوقت.
الطاقم:
كان الطاقم النموذجي للطراد يتكون من حوالي 580 ضابطًا وبحارًا. تم تدريب هؤلاء الأفراد تدريبًا عاليًا على تشغيل وصيانة السفينة، وكذلك على استخدام أسلحتها وأنظمتها.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كانت لاموت بيكيه تخدم في الهند الصينية الفرنسية. لعبت دورًا في حماية المصالح الفرنسية في المنطقة، وشاركت في عدد من الدوريات وعمليات المرافقة.
في عام 1940، بعد سقوط فرنسا، انضمت لاموت بيكيه إلى قوات حكومة فيشي. ومع ذلك، ظلت في الهند الصينية الفرنسية، بعيدة عن سيطرة الألمان.
في يناير 1941، اشتبكت لاموت بيكيه مع الأسطول التايلاندي في معركة كوه تشانغ. خلال هذه المعركة، تمكنت لاموت بيكيه من إغراق سفينتين حربيتين تايلانديتين وإلحاق أضرار بالغة بسفن أخرى. كانت هذه المعركة انتصارًا كبيرًا للبحرية الفرنسية، وأظهرت قدرة لاموت بيكيه على القتال.
معركة كوه تشانغ:
في 17 يناير 1941، بينما كانت تقوم بدورية في خليج تايلاند مع السفن الحربية الفرنسية الأخرى، تلقت لاموت بيكيه تقارير تفيد بوجود قوة بحرية تايلاندية بالقرب من جزيرة كوه تشانغ. كانت تايلاند قد شنت هجومًا على الهند الصينية الفرنسية في أكتوبر 1940، وكانت التوترات متصاعدة بين البلدين. قرر الأدميرال الفرنسي ديكو، قائد القوات البحرية الفرنسية في المنطقة، الاشتباك مع القوات التايلاندية.
اشتبك الأسطول الفرنسي، بما في ذلك لاموت بيكيه، مع الأسطول التايلاندي في صباح يوم 17 يناير. كان الأسطول التايلاندي يتألف من سفن حربية قديمة ومدمرات وزوارق طوربيد. على الرغم من التفوق العددي للتايلانديين، كانت السفن الفرنسية أكثر حداثة وأفضل تسليحًا. لعبت لاموت بيكيه دورًا حاسمًا في المعركة، حيث استخدمت مدافعها الثقيلة لإغراق الطوربيدين التايلانديين HTMS Chonburi و HTMS Songkhla، وألحقت أضرارًا بالغة بالسفينة الحربية HTMS Thonburi.
انتهت المعركة بانتصار فرنسي حاسم. تراجعت القوات التايلاندية، وتكبدت خسائر فادحة. أظهرت المعركة التفوق البحري الفرنسي في المنطقة، وعززت مكانة لاموت بيكيه كإحدى السفن الحربية الرئيسية في البحرية الفرنسية.
بعد معركة كوه تشانغ، ظلت لاموت بيكيه في الخدمة في الهند الصينية الفرنسية حتى عام 1945. خلال هذه الفترة، شاركت في عدد من العمليات، بما في ذلك الدوريات وعمليات المرافقة. كما لعبت دورًا في دعم القوات الفرنسية على الأرض.
في عام 1945، بعد استسلام اليابان، استولت القوات اليابانية على لاموت بيكيه في ميناء سايغون (هوشيمينه حاليًا). تم استخدام السفينة لاحقًا كهدف للتدريب من قبل القوات الأمريكية، وتم إغراقها في نهر سايغون في وقت لاحق من ذلك العام.
إرث لاموت بيكيه
على الرغم من أنها غرقت في نهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن لاموت بيكيه تركت وراءها إرثًا دائمًا. كانت السفينة رمزًا للقوة البحرية الفرنسية، وشاركت في عدد من العمليات المهمة خلال الحرب.
تعتبر معركة كوه تشانغ من أبرز المعارك التي شاركت فيها السفينة، حيث أظهرت لاموت بيكيه قدرتها القتالية وساهمت في تحقيق انتصار فرنسي حاسم. كما أن تصميم السفينة الأنيق والحديث جعلها تبرز بين السفن الحربية الأخرى في تلك الفترة.
لا تزال قصة لاموت بيكيه تثير الإعجاب حتى اليوم، وتذكرنا بأهمية القوة البحرية في حماية المصالح الوطنية.
خاتمة
كان الطراد الفرنسي لاموت بيكيه سفينة حربية مهمة خدمت في البحرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في معارك مهمة مثل معركة كوه تشانغ، وكانت رمزًا للقوة البحرية الفرنسية. على الرغم من إغراقها في نهاية الحرب، إلا أنها تركت إرثًا دائمًا كجزء من تاريخ البحرية الفرنسية.