تاريخ سكارد
يعود تاريخ الاستيطان في سكارد إلى العصر الفايكنج. كانت القرية ذات يوم مجتمعًا مزدهرًا يعتمد على الزراعة وصيد الأسماك. في القرن التاسع عشر، كانت سكارد واحدة من أكبر القرى في كونوى، حيث بلغ عدد سكانها حوالي 100 نسمة.
ومع ذلك، بدأت القرية في التدهور في أوائل القرن العشرين. كان السبب الرئيسي في ذلك هو الموقع المعزول للقرية. كان الوصول إلى سكارد صعبًا، ولم يكن هناك طريق يربطها بالقرى الأخرى في كونوى. كان على السكان الاعتماد على القوارب للوصول إلى العالم الخارجي.
في شتاء عام 1913، غرقت جميع قوارب الصيد في القرية في عاصفة شديدة. فقدت القرية جميع رجالها البالغين تقريبًا في البحر. تركت هذه المأساة القرية مدمرة، وبدأ العديد من السكان في المغادرة بحثًا عن حياة أفضل في أماكن أخرى.
بحلول عام 1919، لم يتبق في سكارد سوى عدد قليل من السكان. في عام 1919، قرر آخر سكان سكارد مغادرة القرية بشكل دائم. تم التخلي عن القرية رسميًا في عام 1919.
أسباب الهجرة من سكارد
هناك عدة أسباب رئيسية أدت إلى هجرة السكان من سكارد والتخلي عن القرية:
- العزلة الجغرافية: كان الوصول إلى سكارد صعبًا للغاية بسبب موقعها على منحدر شديد الانحدار وعدم وجود طرق برية تربطها بالقرى الأخرى.
- كارثة 1913: فقدان جميع قوارب الصيد ورجال القرية البالغين في عاصفة بحرية مدمرة أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
- صعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية: كان الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى صعبًا للغاية بسبب عزلة القرية.
- البحث عن فرص أفضل: هاجر العديد من السكان إلى مناطق أخرى في جزر فارو أو إلى الخارج بحثًا عن فرص عمل وتعليم أفضل.
سكارد اليوم
اليوم، سكارد هي قرية مهجورة. لا يزال بإمكان الزوار رؤية بقايا المنازل والكنيسة. القرية هي تذكير بالحياة الصعبة التي عاشها الناس في جزر فارو في الماضي. تقع القرية اليوم في حالة خراب، ولكنها لا تزال وجهة سياحية شهيرة.
في عام 2014، تم تركيب نظام إنذار على جبل بورين لمراقبة استقرار المنحدر. وذلك لأن هناك خطر من أن القرية قد تتدمر بسبب انهيار أرضي.
على الرغم من أن سكارد مهجورة، إلا أنها لا تزال جزءًا مهمًا من تاريخ جزر فارو. إنها شهادة على مرونة الشعب الفاروي وقدرته على التغلب على الشدائد. كما أنها تذكير بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي.
كيفية الوصول إلى سكارد
لا يمكن الوصول إلى سكارد إلا عن طريق المشي لمسافات طويلة أو بالقارب. أقرب قرية هي هارالدسوند، والتي يمكن الوصول إليها بالسيارة أو الحافلة. من هارالدسوند، يمكنك المشي لمسافات طويلة إلى سكارد، والتي تستغرق حوالي ساعتين. بدلاً من ذلك، يمكنك استئجار قارب من هارالدسوند للوصول إلى سكارد.
يجب على الزوار أن يكونوا على دراية بأن المشي لمسافات طويلة إلى سكارد صعب، ويجب أن يكونوا لائقين بدنيًا ولديهم خبرة في المشي لمسافات طويلة. يجب عليهم أيضًا ارتداء ملابس مناسبة للأحوال الجوية، حيث يمكن أن تتغير الظروف بسرعة في جزر فارو.
تتوفر أيضًا جولات بالقوارب إلى سكارد من قرى أخرى في جزر فارو. هذه طريقة جيدة لرؤية القرية من منظور مختلف، وهي أيضًا خيار جيد لأولئك الذين لا يستطيعون المشي لمسافات طويلة.
نصائح للزوار
إذا كنت تخطط لزيارة سكارد، فإليك بعض النصائح:
- ارتدِ ملابس مناسبة: يمكن أن يكون الطقس في جزر فارو غير متوقع، لذا ارتدِ طبقات من الملابس. تأكد من إحضار سترة مقاومة للماء وحذاء متين للمشي لمسافات طويلة.
- أحضر الكثير من الماء والطعام: لا توجد متاجر أو مطاعم في سكارد، لذا تأكد من إحضار ما يكفي من الماء والطعام لرحلتك.
- كن على دراية بالظروف الجوية: تحقق من توقعات الطقس قبل الذهاب في رحلة المشي لمسافات طويلة. إذا كان الطقس سيئًا، فمن الأفضل تأجيل رحلتك.
- احترم البيئة: سكارد هي منطقة حساسة، لذا يرجى احترام البيئة وعدم ترك أي أثر.
- أخبر شخصًا إلى أين أنت ذاهب: قبل الذهاب في رحلة المشي لمسافات طويلة، أخبر شخصًا إلى أين أنت ذاهب ومتى تتوقع العودة.
أهمية سكارد التاريخية والثقافية
على الرغم من كونها قرية مهجورة، تحمل سكارد أهمية تاريخية وثقافية كبيرة لجزر فارو:
- شهادة على الحياة التقليدية: تمثل سكارد نمط الحياة التقليدي في جزر فارو، والذي يعتمد على الزراعة وصيد الأسماك.
- تذكير بالتحديات: تذكرنا القرية بالتحديات التي واجهها سكان جزر فارو في الماضي، مثل العزلة والظروف الجوية القاسية.
- رمز للمرونة: تُظهر قصة سكارد مرونة الشعب الفاروي وقدرته على التغلب على الشدائد.
- جزء من التراث الثقافي: تُعتبر سكارد جزءًا مهمًا من التراث الثقافي لجزر فارو، ويجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
تعمل الحكومة المحلية والمنظمات الثقافية على الحفاظ على بقايا القرية وتسليط الضوء على تاريخها وأهميتها.
محاولات إعادة إحياء سكارد
على الرغم من أن سكارد مهجورة رسميًا، إلا أن هناك بعض الجهود المبذولة لإعادة إحياء القرية:
- السياحة: تجذب القرية المهجورة عددًا متزايدًا من السياح المهتمين بتاريخ جزر فارو وجمالها الطبيعي.
- المشاريع الثقافية: هناك بعض المشاريع الثقافية التي تهدف إلى إحياء ذكرى القرية من خلال الفن والموسيقى والأدب.
- الأبحاث التاريخية: يتم إجراء أبحاث تاريخية لتوثيق تاريخ القرية وحياة سكانها.
من غير المرجح أن يتم إعادة بناء سكارد كقرية مأهولة بالسكان، ولكن الجهود المبذولة للحفاظ على ذاكرتها حية تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي لجزر فارو.
خاتمة
سكارد هي قرية مهجورة في جزر فارو، تقع على جزيرة كونوى. كانت في الماضي مجتمعًا مزدهرًا يعتمد على الزراعة وصيد الأسماك، ولكنها تدهورت تدريجيًا بسبب العزلة الجغرافية وكارثة بحرية مدمرة عام 1913. على الرغم من أنها مهجورة، إلا أن سكارد لا تزال جزءًا مهمًا من تاريخ جزر فارو، وتعتبر وجهة سياحية شهيرة. تمثل القرية شهادة على الحياة التقليدية في جزر فارو، وتذكير بالتحديات التي واجهها سكانها في الماضي، ورمز للمرونة. هناك جهود مبذولة للحفاظ على ذاكرة القرية حية من خلال السياحة والمشاريع الثقافية والأبحاث التاريخية.