تاريخ قارب النجاة زيتلاند
تم بناء قارب النجاة زيتلاند في عام 1802 على يد هنري جريت هيد، وهو رائد في تصميم قوارب النجاة. تم تصميمه في الأصل لجمعية الإنقاذ من حطام السفن في أبربروثوك في اسكتلندا. كان تصميم جريت هيد مبتكرًا في ذلك الوقت، حيث يتميز بهيكل مزدوج الأطراف، مما يعني أنه يمكن توجيهه بنفس الكفاءة في كلا الاتجاهين. كان هذا مفيدًا بشكل خاص في المياه المضطربة والظروف الجوية القاسية التي غالبًا ما تواجهها قوارب النجاة.
تم تشغيل قارب النجاة زيتلاند في أبربروثوك لمدة ثماني سنوات قبل نقله إلى ريدكار في عام 1810. في ريدكار، تم تشغيله من قبل جمعية ريدكار للنجاة من حطام السفن، التي تأسست حديثًا. لعب قارب النجاة زيتلاند دورًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح قبالة سواحل ريدكار لعدة عقود.
يُنسب إلى قارب النجاة زيتلاند إنقاذ أكثر من 500 شخص خلال فترة خدمته، مما يجعله أحد أنجح قوارب النجاة في التاريخ. شارك في العديد من عمليات الإنقاذ البارزة، بما في ذلك إنقاذ طاقم سفينة “لونغويفين” في عام 1823 وإنقاذ طاقم سفينة “ميرميد” في عام 1836.
تصميم قارب النجاة زيتلاند
كان قارب النجاة زيتلاند قاربًا قويًا ومصممًا جيدًا، وقادرًا على تحمل قسوة البحر. كان طوله 30 قدمًا وعرضه 10 أقدام، وكان مدعومًا بـ 10 مجاديف. كما كان لديه شراع صغير يمكن استخدامه في الظروف المواتية.
تم بناء هيكل قارب النجاة زيتلاند من البلوط، وكان مغطى بطبقة من القماش المشمع المقاوم للماء. تم تقسيم الهيكل إلى عدة مقصورات محكمة الإغلاق، مما ساعد على إبقاء القارب طافيًا في حالة حدوث تسرب.
كان قارب النجاة زيتلاند مجهزًا أيضًا بمجموعة متنوعة من معدات الإنقاذ، بما في ذلك الحبال والعوامات والأدوية. كان لدى الطاقم أيضًا مجموعة من الأدوات، مثل الفؤوس والمطارق، والتي يمكن استخدامها لتحرير الأشخاص المحاصرين في حطام السفن.
أهمية قارب النجاة زيتلاند
يعد قارب النجاة زيتلاند قطعة مهمة من التاريخ البحري. إنه أقدم قارب نجاة باقٍ في العالم، وهو شهادة على مهارة وحرفية بناة السفن الأوائل. كما أنه تذكير بتضحيات رجال ونساء قوارب النجاة الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الآخرين.
تم الحفاظ على قارب النجاة زيتلاند بعناية وهو معروض الآن في متحف ريدكار للحياة البحرية. يمكن للزوار رؤية القارب عن قرب والتعرف على تاريخه ودوره في إنقاذ الأرواح.
يمثل قارب النجاة زيتلاند رمزًا للشجاعة والإنسانية. إنه تذكير بأهمية مساعدة الآخرين المحتاجين، حتى عندما يكون ذلك محفوفًا بالمخاطر.
ترميم قارب النجاة زيتلاند
على مر السنين، خضع قارب النجاة زيتلاند لعدة عمليات ترميم للحفاظ عليه في حالة جيدة. تم الترميم الأخير في عام 2002، عندما تم تفكيك القارب وإعادة بنائه من الألف إلى الياء. تم استبدال جميع الأخشاب الفاسدة بأخشاب جديدة، وتم إعادة طلاء القارب بألوانه الأصلية.
تم الترميم من قبل فريق من المتطوعين المهرة، الذين عملوا بلا كلل لضمان الحفاظ على قارب النجاة زيتلاند للأجيال القادمة. تم تمويل الترميم من خلال التبرعات من الجمهور والمنظمات.
بعد الترميم، تم إعادة عرض قارب النجاة زيتلاند في متحف ريدكار للحياة البحرية. إنه الآن أحد أشهر المعروضات في المتحف، ويزوره آلاف الأشخاص كل عام.
قوارب النجاة الأخرى في ريدكار
لم تكن الزيتلاند قارب النجاة الوحيد الذي يخدم في ريدكار. على مر السنين، كان هناك عدد من قوارب النجاة الأخرى المتمركزة في المدينة، كل منها يلعب دورًا حيويًا في إنقاذ الأرواح في البحر.
- قارب النجاة “كوكسون”: تم تشغيل هذا القارب من عام 1854 إلى عام 1887 وأُنقذ حياة عدد لا يحصى من البحارة.
- قارب النجاة “إليزا”: خدم هذا القارب من عام 1887 إلى عام 1916 وشهد العديد من عمليات الإنقاذ الجريئة.
- قارب النجاة “دوريس”: تم تشغيل هذا القارب من عام 1916 إلى عام 1933، وخلال الحرب العالمية الأولى، ساهم في جهود الإنقاذ في المنطقة.
تجسد هذه القوارب مجتمعة تاريخًا طويلاً من الخدمة المتفانية والشجاعة التي لا تزال تُلهم حتى اليوم. تواصل محطة قوارب النجاة في ريدكار العمل بنشاط، وتوفر استجابة سريعة وفعالة للحوادث البحرية.
التراث البحري لريدكار
تتمتع ريدكار بتاريخ بحري غني يعود إلى قرون. كانت المدينة ذات يوم ميناءً رئيسيًا لصيد الأسماك وبناء السفن، ولعب رجالها دورًا حيويًا في التجارة والاستكشاف البحريين. لا يزال هذا التراث محسوسًا اليوم، مع وجود العديد من المباني التاريخية والمتاحف التي تشهد على الماضي البحري للمدينة.
يعد متحف ريدكار للحياة البحرية مكانًا ممتازًا للتعرف على التاريخ البحري للمدينة. بالإضافة إلى قارب النجاة زيتلاند، يضم المتحف مجموعة متنوعة من المعروضات المتعلقة بصيد الأسماك وبناء السفن والتجارة البحرية. كما يضم المتحف مكتبة بها مجموعة كبيرة من الكتب والوثائق المتعلقة بالتاريخ البحري لريدكار.
تعد ريدكار أيضًا موطنًا لعدد من المعالم البحرية الأخرى، بما في ذلك رصيف ريدكار ومنارة ريدكار. يعد الرصيف مكانًا شهيرًا للمشي وصيد الأسماك، بينما لا تزال المنارة تساعد السفن على الإبحار بأمان في الميناء.
خاتمة
قارب النجاة زيتلاند هو رمز للشجاعة والإنسانية، وتراث ريدكار البحري الغني. إنه يمثل التضحيات التي قدمها رجال ونساء قوارب النجاة لإنقاذ الأرواح في البحر. زيارة قارب النجاة زيتلاند في متحف ريدكار للحياة البحرية هي تجربة مؤثرة وملهمة، وتذكير بأهمية مساعدة الآخرين المحتاجين.