<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد أرنولد بورغن في لندن عام 1922، وتلقى تعليمه في مدرسة ميل هيل وكلية ميدلسكس. بدأ دراسته للطب في كلية لندن الجامعية، لكن الحرب العالمية الثانية أجبرته على تأجيل دراسته. انضم إلى سلاح الجو الملكي كضابط طبي، وخدم في الهند وبورما. بعد انتهاء الحرب، استأنف دراسته في كلية لندن الجامعية، وتخرج في عام 1948. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة مكغيل في كندا عام 1951.
مسيرته الأكاديمية والمهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، عاد بورغن إلى بريطانيا وانضم إلى المجلس الطبي للبحوث. عمل في وحدة الفيزيولوجيا العصبية في جامعة كامبريدج، حيث بدأ أبحاثه الرائدة في مجال علم الأدوية. في عام 1962، عُين أستاذًا ورئيسًا لقسم علم الأدوية في جامعة مكغيل، وهي الجامعة التي حصل منها على الدكتوراه. بقي في هذا المنصب لمدة تسع سنوات، وخلال هذه الفترة قام ببناء قسم علم الأدوية قويًا ومحترمًا على مستوى العالم. في عام 1971، عاد إلى بريطانيا وعُين مديرًا للمعهد الوطني للأبحاث الطبية في ميل هيل، وهو أحد أرقى المؤسسات البحثية في المملكة المتحدة. استمر في هذا المنصب حتى عام 1982، حيث تقاعد وتفرغ للبحث والاستشارة.
إسهاماته العلمية
كان لأرنولد بورغن إسهامات علمية كبيرة في مجال علم الأدوية، خاصةً في مجال علم الأدوية الجزيئي. يُعتبر من الرواد الذين ساهموا في فهم كيفية تفاعل الأدوية مع المستقبلات الحيوية في الجسم، وكيف تؤثر هذه التفاعلات على وظائف الخلايا والأعضاء. من أبرز إسهاماته:
- تطوير تقنيات جديدة لدراسة تفاعلات الدواء والمستقبلات: قام بورغن وفريقه بتطوير العديد من التقنيات الجديدة لدراسة تفاعلات الدواء والمستقبلات، مثل تقنية قياس الارتباط الإشعاعي، والتي تسمح بقياس قوة ارتباط الدواء بالمستقبل.
- دراسة آلية عمل الأدوية: ساهم بورغن في فهم آلية عمل العديد من الأدوية، مثل الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي اللاإرادي والأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.
- تطوير مفاهيم جديدة في علم الأدوية: قام بورغن بتطوير مفاهيم جديدة في علم الأدوية، مثل مفهوم “التقارب” و “الفعالية”، والتي تستخدم لوصف قدرة الدواء على الارتباط بالمستقبل وتفعيل الاستجابة البيولوجية.
أدت أبحاث بورغن إلى فهم أفضل لكيفية عمل الأدوية، وساعدت في تطوير أدوية جديدة وأكثر فعالية. كما ساهمت في تطوير علم الأدوية الجزيئي كعلم مستقل ومهم.
جوائز وتكريمات
حصل أرنولد بورغن على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته العلمية، بما في ذلك:
- انتخابه زميلًا للجمعية الملكية عام 1964.
- حصوله على وسام قائد الإمبراطورية البريطانية (CBE) عام 1976.
- حصوله على لقب فارس عام 1993.
- حصوله على جائزة غالين في علم الأدوية عام 1986.
- حصوله على الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات.
مناصب أخرى
بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية والبحثية، شغل أرنولد بورغن العديد من المناصب الهامة، بما في ذلك:
- رئيس مجلس أمناء صندوق ويلكوم (Wellcome Trust)، وهي مؤسسة خيرية تدعم البحث العلمي في مجال الطب.
- عضو في العديد من اللجان الاستشارية الحكومية.
- مستشار للعديد من شركات الأدوية.
حياته الشخصية
تزوج أرنولد بورغن من إليزابيث غرانت عام 1948، وأنجبا أربعة أطفال. كان مهتمًا بالموسيقى والفنون، وكان يعزف على البيانو.
وفاته
توفي السير أرنولد بورغن في 26 مايو 2022 عن عمر يناهز المئة عام. نعاه العديد من العلماء والأكاديميين، وأشادوا بإسهاماته الكبيرة في مجال علم الأدوية.
إرثه
ترك أرنولد بورغن إرثًا كبيرًا في مجال علم الأدوية. يُعتبر من الرواد الذين ساهموا في تطوير علم الأدوية الجزيئي، وأدت أبحاثه إلى فهم أفضل لكيفية عمل الأدوية وتطوير أدوية جديدة وأكثر فعالية. كما كان له دور كبير في تدريب جيل جديد من علماء الأدوية.
خاتمة
كان السير أرنولد ستانلي فنسنت بورغن شخصية بارزة في مجال علم الأدوية، وترك بصمة واضحة من خلال أبحاثه الرائدة ومساهماته الكبيرة. سيظل اسمه محفورًا في تاريخ علم الأدوية كواحد من أبرز العلماء الذين ساهموا في فهم كيفية عمل الأدوية وتطويرها.