مقدمة
مستشفى القديس توما الأكري كان المقر الرئيسي في العصور الوسطى لفرسان القديس توما في لندن. تأسس في الأصل ككنيسة صغيرة في بداية القرن الثاني عشر، ثم تطور ليصبح مستشفى يقدم الرعاية للمحتاجين والفقراء، وخاصة الجنود العائدين من الحملات الصليبية في الأراضي المقدسة. لعب المستشفى دورًا هامًا في الحياة الاجتماعية والدينية في لندن خلال العصور الوسطى، وكان مركزًا للدعم والرعاية الصحية.
التأسيس والتاريخ المبكر
يعود تاريخ تأسيس مستشفى القديس توما الأكري إلى بداية القرن الثاني عشر، عندما تأسست ككنيسة صغيرة مخصصة للقديس توما الأكري، رئيس أساقفة كانتربري الذي اغتيل عام 1170. بعد فترة وجيزة من تقديسه، بدأت الكنيسة الصغيرة في جذب أعداد متزايدة من الحجاج والمتبرعين، مما أدى إلى توسعها وتحويلها إلى مستشفى. كان الهدف الرئيسي من المستشفى هو توفير الرعاية الطبية والإقامة للمرضى والفقراء والمحتاجين، وخاصة الجنود العائدين من الحملات الصليبية الذين كانوا يعانون من إصابات وأمراض.
تم إنشاء تنظيم فرسان القديس توما في الأصل في عكا (أكري) في الأراضي المقدسة خلال فترة الحملات الصليبية. بعد سقوط عكا عام 1291، انتقل الفرسان إلى لندن وأسسوا مقرهم الرئيسي في مستشفى القديس توما الأكري. وهكذا، أصبح المستشفى مركزًا رئيسيًا لأنشطة الفرسان في إنجلترا، حيث قاموا بتقديم الدعم المالي والإداري للمستشفى، فضلاً عن المشاركة في تقديم الرعاية للمرضى والمحتاجين.
الهيكل والتنظيم
كان مستشفى القديس توما الأكري عبارة عن مجمع كبير يضم العديد من المباني، بما في ذلك الكنيسة الصغيرة الأصلية، وأجنحة للمرضى، ومنازل للموظفين، ومخازن للإمدادات. كان المستشفى يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية، وكان يديره رئيس المستشفى (Master) ومجلس من المسؤولين. كان المستشفى يعتمد على التبرعات والهبات من الأفراد والمنظمات، بالإضافة إلى الدخل الناتج عن ممتلكاته وأراضيه.
كان المستشفى منظمًا بشكل جيد، حيث كان لكل مريض سريره الخاص والرعاية الطبية المناسبة. كان المستشفى يوظف عددًا من الأطباء والجراحين والممرضين الذين كانوا مسؤولين عن تقديم الرعاية الطبية للمرضى. بالإضافة إلى ذلك، كان المستشفى يوفر الطعام والمأوى للمرضى والمحتاجين.
دور المستشفى في المجتمع
لعب مستشفى القديس توما الأكري دورًا هامًا في الحياة الاجتماعية والدينية في لندن خلال العصور الوسطى. كان المستشفى يوفر الرعاية الطبية والإقامة للمرضى والفقراء والمحتاجين، بغض النظر عن أصلهم أو وضعهم الاجتماعي. كان المستشفى أيضًا مركزًا للتعليم والتدريب، حيث كان الأطباء والجراحون يقومون بتدريب الطلاب على أحدث التقنيات الطبية.
بالإضافة إلى ذلك، كان المستشفى يلعب دورًا هامًا في الحياة الدينية في لندن. كانت الكنيسة الصغيرة التابعة للمستشفى مكانًا للعبادة والصلاة، وكان المستشفى يستضيف العديد من المناسبات الدينية، مثل الأعياد والاحتفالات. كان المستشفى أيضًا مرتبطًا بالعديد من المؤسسات الدينية الأخرى في لندن، مثل الأديرة والكنائس.
أهم الأحداث والشخصيات المرتبطة بالمستشفى
- توماس بيكيت: رئيس أساقفة كانتربري الذي اغتيل عام 1170 والذي كُرست الكنيسة الصغيرة الأصلية للمستشفى تكريماً له.
- فرسان القديس توما: التنظيم العسكري الديني الذي انتقل إلى لندن بعد سقوط عكا وأسس مقره الرئيسي في المستشفى.
- رؤساء المستشفى: الأشخاص الذين تولوا إدارة المستشفى والإشراف على أنشطته.
حل المستشفى
تم حل مستشفى القديس توما الأكري في عام 1538 كجزء من حل الأديرة الذي أمر به الملك هنري الثامن. تم الاستيلاء على ممتلكات المستشفى وأراضيه من قبل التاج، وتم تفريق الموظفين والمرضى. بعد الحل، تم استخدام مباني المستشفى لأغراض مختلفة، بما في ذلك كمخزن للأسلحة وكسكن خاص.
البقايا الأثرية
على الرغم من أن معظم مباني مستشفى القديس توما الأكري قد دمرت بمرور الوقت، إلا أن بعض البقايا الأثرية للمستشفى قد تم اكتشافها خلال الحفريات الأثرية في لندن. تشمل هذه البقايا أجزاء من الكنيسة الصغيرة الأصلية، وأسس بعض المباني الأخرى، وعدد من القطع الأثرية، مثل الفخار والأدوات الطبية.
أهمية المستشفى اليوم
على الرغم من أن مستشفى القديس توما الأكري لم يعد موجودًا اليوم، إلا أنه لا يزال يمثل جزءًا هامًا من تاريخ لندن. يذكرنا المستشفى بالدور الذي لعبته المؤسسات الدينية في توفير الرعاية الصحية والاجتماعية في العصور الوسطى. كما يذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للمدن.
خاتمة
كان مستشفى القديس توما الأكري مؤسسة هامة في لندن في العصور الوسطى، حيث قدم الرعاية الطبية والاجتماعية للمحتاجين. تأسس المستشفى في الأصل ككنيسة صغيرة، ثم تطور ليصبح مركزًا رئيسيًا لأنشطة فرسان القديس توما في إنجلترا. تم حل المستشفى في عام 1538 كجزء من حل الأديرة، ولكن لا تزال ذكراه باقية في تاريخ لندن.