التاريخ المبكر والتأسيس
في عام 1980، قرر جاك فلانغان، عازف الجيتار، ترك فرقة هارت أتاك، وهي فرقة بانك روك صاعدة في نيويورك، لتشكيل فرقة جديدة تعكس رؤيته الموسيقية. كان فلانغان يسعى إلى إنشاء فرقة أكثر حدة وعدوانية، مع كلمات تعكس الواقع القاسي للحياة في المدينة. انضم إليه في البداية عازف الطبول كورتيس كاسا، وسرعان ما اكتمل التشكيل مع انضمام المغني تيموثي سميث وعازف الجيتار الثاني فردريك جايمس.
أطلقوا على الفرقة اسم “ذا موب” (بالإنجليزية: The Mob)، وهو اسم يعكس الفوضى والعنف الذي كان يميز المشهد الحضري في ذلك الوقت. بدأوا بالعزف في النوادي المحلية والمساحات المهجورة، وسرعان ما اكتسبوا سمعة طيبة بفضل عروضهم الحية المكثفة والمثيرة.
الصعود إلى الشهرة والتأثير
ذا موب لم يمض وقت طويل قبل أن يصبحوا جزءًا أساسيًا من مشهد الهاردكور في نيويورك. تميزت موسيقاهم بالإيقاعات السريعة والصلبة، والجيتارات الصاخبة، وغناء سميث العدواني. كانت كلماتهم غالبًا ما تتناول موضوعات مثل الفقر والجريمة والعنف والفساد السياسي، مما جعلهم صوتًا للشباب المحرومين والمهمشين.
في عام 1981، أصدرت الفرقة أول تسجيل لها، وهو شريط تجريبي (ديـمو) قصير بعنوان “Steps”، والذي سرعان ما انتشر في جميع أنحاء المشهد المحلي. أدى ذلك إلى توقيعهم عقدًا مع شركة تسجيلات “Revelation Records”، وهي شركة تسجيلات مستقلة متخصصة في موسيقى الهاردكور.
في عام 1983، أصدرت الفرقة ألبومها الأول والوحيد، “Upset the System”، والذي يعتبر الآن كلاسيكيًا في هذا النوع. يحتوي الألبوم على أغاني مثل “Step Forward” و “No Friends” و “What’s Going On”، والتي أصبحت أناشيد لمشهد الهاردكور في نيويورك. تميز الألبوم بصوته الخام والقوي، وكلماته الصادقة والمباشرة، مما جعله صدى لدى العديد من الشباب الذين شعروا بالإحباط واليأس.
التوقف والتأثير اللاحق
لسوء الحظ، لم تستمر ذا موب طويلًا. بعد إصدار “Upset the System”، بدأت الفرقة في التفكك بسبب التوترات الداخلية والاختلافات الموسيقية. في عام 1984، أعلنت الفرقة رسميًا عن حلها.
على الرغم من حياتهم القصيرة، كان لـ ذا موب تأثير كبير على مشهد الهاردكور في نيويورك وما وراءه. ألهمت موسيقاهم العديد من الفرق الأخرى، وساعدت في تشكيل صوت وشخصية هذا النوع. غالبًا ما يُستشهد بهم كواحد من الفرق الأكثر تأثيرًا في حركة الهاردكور في نيويورك في أوائل الثمانينيات.
بعد تفكك ذا موب، واصل أعضاء الفرقة متابعة مشاريع موسيقية أخرى. انضم جاك فلانغان إلى فرقة كرونز (بالإنجليزية: Cro-Mags)، وهي فرقة هاردكور بارزة أخرى في نيويورك. عمل تيموثي سميث في عدد من الفرق الأخرى، لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه مع ذا موب. توفي كورتيس كاسا في عام 2004، بينما بقي فردريك جايمس بعيدًا عن الأنظار.
إعادة التوحيد والإرث
في عام 2011، اجتمع أعضاء ذا موب الأصليون مرة أخرى لإحياء الفرقة وإعادة تقديم موسيقاهم إلى جيل جديد من المعجبين. قدموا عددًا من العروض الحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، وحظوا باستقبال حافل من المعجبين القدامى والجدد.
تستمر ذا موب في العزف وتسجيل الموسيقى حتى اليوم. لقد أصدروا عددًا من التسجيلات الجديدة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ألبوم مباشر بعنوان “Live at CBGB” وألبوم استوديو بعنوان “The Truth Sells… Nobody’s Buying”.
ذا موب هي فرقة مهمة في تاريخ موسيقى الهاردكور. لقد ساهموا في تشكيل صوت وشخصية هذا النوع، وألهموا العديد من الفرق الأخرى. لا تزال موسيقاهم ذات صلة اليوم كما كانت في الثمانينيات، ولا يزال تأثيرهم محسوسًا في مشهد الهاردكور العالمي.
الأعضاء
- تيموثي سميث – غناء
- جاك فلانغان – جيتار
- فردريك جايمس – جيتار
- كورتيس كاسا – طبول
الألبومات
- Upset the System (1983)
- Live at CBGB (2012)
- The Truth Sells… Nobody’s Buying (2014)
خاتمة
ذا موب هي فرقة هاردكور أمريكية تأسست في مدينة نيويورك عام 1980. على الرغم من حياتهم القصيرة، كان لهم تأثير كبير على مشهد الهاردكور، ولا يزالون يعتبرون من الفرق الرائدة في هذا النوع. موسيقاهم تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، ولا تزال ذات صلة حتى اليوم. لقد تركوا إرثًا دائمًا في عالم موسيقى الهاردكور.