<![CDATA[
الخلفية والتصميم
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، سعت فرنسا إلى إعادة بناء أسطولها البحري وتحديثه. مثلت طرادات الفئة دوغواي-تروان استثمارًا كبيرًا في هذا المسعى. كان التصميم يهدف إلى تحقيق التوازن بين السرعة والقوة النارية والحماية، مع الالتزام بحدود معاهدة واشنطن. تم تصميم هذه الطرادات لتكون قادرة على العمل كسفن استطلاع للأسطول الرئيسي وأيضًا كقوة مستقلة لمهاجمة السفن التجارية للعدو.
كان المهندس البحري الفرنسي “يوليو روير” (Jules Ruer) هو المسؤول عن التصميم الأولي، وقد سعى إلى دمج أحدث التقنيات البحرية المتاحة في ذلك الوقت. تميز التصميم ببدن طويل ونحيل لتحقيق سرعة عالية، بالإضافة إلى توزيع فعال للدروع لحماية الأجزاء الحيوية من السفينة.
المواصفات الفنية
تمتعت طرادات الفئة دوغواي-تروان بالمواصفات التالية:
- الإزاحة: حوالي 9350 طنًا (قياسي).
- الطول: 182.6 مترًا (بين العمودين المتعامدين)، 191 مترًا (إجمالي).
- العرض: 19 مترًا.
- الغاطس: 6.3 مترًا.
- الدفع: أربع توربينات بخارية من طراز بارسونز، وثمانية غلايات دو تمبل، بقوة 100,000 حصان.
- السرعة: 34 عقدة (63 كم/ساعة).
- المدى: 6100 ميل بحري بسرعة 15 عقدة.
- التسليح:
- ثمانية مدافع عيار 155 ملم (6.1 بوصة) في أربعة أبراج مزدوجة.
- أربعة مدافع مضادة للطائرات عيار 75 ملم.
- اثنا عشر أنبوب طوربيد عيار 550 ملم (21.7 بوصة).
- الدروع:
- حزام مائي: 50 ملم (2 بوصة).
- سطح السفينة: 20 ملم (0.8 بوصة).
- أبراج المدافع: 30 ملم (1.2 بوصة).
- الطاقم: 578 ضابطًا وبحارًا.
السفن في الفئة
تتكون الفئة دوغواي-تروان من ثلاث سفن:
- دوغواي-تروان (Duguay-Trouin): سميت على اسم الأميرال الفرنسي رينيه دوغواي-تروان. تم إطلاقها في عام 1923 ودخلت الخدمة في عام 1926.
- لاموت-بيكي (Lamotte-Picquet): سميت على اسم الأميرال الفرنسي كومت دو لا موت-بيكي. تم إطلاقها في عام 1924 ودخلت الخدمة في عام 1927.
- بريموغيه (Primauguet): سميت على اسم القبطان الفرنسي هيرفيه دو بريموغيه. تم إطلاقها في عام 1924 ودخلت الخدمة في عام 1927.
الخدمة
شاركت طرادات الفئة دوغواي-تروان في مجموعة واسعة من المهام خلال فترة ما بين الحربين العالميتين والحرب العالمية الثانية. عملت كسفن استعراض في المناورات البحرية، وقامت بدوريات في البحار، وزارت موانئ أجنبية كجزء من جهود الدبلوماسية البحرية الفرنسية.
خلال الحرب العالمية الثانية، خدمت السفن الثلاث في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. لعبت دورًا في حماية القوافل التجارية ومطاردة غواصات العدو. تعرضت “لاموت-بيكي” و “بريموغيه” للتدمير خلال الحرب. غرقت “لاموت-بيكي” في كمين بحري قبالة سواحل فيتنام في عام 1941، بينما غرقت “بريموغيه” في الدار البيضاء خلال عملية الشعلة (Operation Torch) في عام 1942.
نجت “دوغواي-تروان” من الحرب وتم تحديثها بعد الحرب العالمية الثانية. استمرت في الخدمة حتى عام 1952 ثم تم استخدامها كسفينة تدريب حتى تم تفكيكها في عام 1961.
التصميم والابتكارات
تميزت طرادات الفئة دوغواي-تروان بعدة ميزات تصميمية مبتكرة:
- توزيع المدافع: تم وضع المدافع الرئيسية عيار 155 ملم في أربعة أبراج مزدوجة موزعة على طول خط المنتصف للسفينة. سمح هذا الترتيب بإطلاق نار قوي إلى الأمام والخلف والجوانب.
- نظام الدفع: استخدمت السفن أربع توربينات بخارية متصلة بأربعة أعمدة مراوح. وفر هذا النظام قوة كبيرة وسرعة عالية.
- الحماية: على الرغم من أن الدروع كانت خفيفة نسبيًا بسبب قيود المعاهدة، إلا أنها كانت مصممة لحماية الأجزاء الحيوية من السفينة، مثل غرف المحركات والمخازن.
- مضادات الطائرات: كان تجهيز السفن بمدافع مضادة للطائرات عيار 75 ملم يعكس الوعي المتزايد بالتهديد الذي تشكله الطائرات على السفن الحربية.
الأثر والإرث
على الرغم من أن طرادات الفئة دوغواي-تروان لم تشارك في معارك بحرية كبيرة، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في تاريخ البحرية الفرنسية. كانت هذه السفن بمثابة شهادة على قدرة فرنسا على بناء سفن حربية حديثة بعد الحرب العالمية الأولى. كما أنها ساهمت في تطوير تكتيكات بحرية جديدة وتدريب أجيال من الضباط والبحارة الفرنسيين.
كانت الفئة دوغواي-تروان بمثابة نقطة انطلاق لتصميمات طرادات فرنسية لاحقة، حيث تم بناءً عليها تطوير فئات أخرى من الطرادات التي خدمت في البحرية الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
خاتمة
كانت طرادات الفئة دوغواي-تروان أولى السفن الحربية الفرنسية الرئيسية التي بنيت بعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تصميمها وفقًا لقيود معاهدة واشنطن البحرية. تميزت هذه الطرادات بسرعتها وقدرتها على العمل كسفن استطلاع ومهاجمة للسفن التجارية. خدمت السفن الثلاث في الفئة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي خلال الحرب العالمية الثانية، وقدمت مساهمة قيمة في جهود البحرية الفرنسية.