مقدمة
مدرسة ستار كينغ للوزارة، الواقعة في أوكلاند، كاليفورنيا، هي معهد لاهوتي يتبع الكنيسة التوحيدية العالمية. تأسست المدرسة عام 1904، وهي ملتزمة بتدريب القادة الدينيين الذين يسعون إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والروحية في عالم متنوع ومتغير. تتميز المدرسة بنهجها التقدمي والشامل، حيث ترحب بالطلاب من مختلف الخلفيات والمعتقدات، وتسعى إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
التاريخ والتأسيس
تعود جذور مدرسة ستار كينغ إلى عام 1844، عندما تأسست في البداية في ميدفيل، بنسلفانيا، تحت اسم “أكاديمية ميدفيل اللاهوتية”. في عام 1904، انتقلت المؤسسة إلى بيركلي، كاليفورنيا، وتم تغيير اسمها إلى مدرسة ستار كينغ للوزارة، تكريماً للقس توماس ستار كينغ، وهو قس توحيدي بارز وناشط اجتماعي في القرن التاسع عشر. كان كينغ مدافعاً قوياً عن إلغاء الرق، ولعب دوراً هاماً في الحفاظ على ولاية كاليفورنيا في الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية. يعكس اسم المدرسة التزامها بقيم العدالة الاجتماعية والخدمة العامة.
خلال تاريخها الطويل، مرت مدرسة ستار كينغ بعدة مراحل من التطور والتوسع. في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لعبت المدرسة دوراً بارزاً في حركة الحقوق المدنية وحركة السلام، وأصبحت مركزاً للنشاط الاجتماعي والسياسي. في العقود الأخيرة، ركزت المدرسة على تطوير برامج جديدة تركز على العدالة البيئية، والحوار بين الأديان، وقيادة الخدمة.
البرامج الأكاديمية
تقدم مدرسة ستار كينغ للوزارة مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية المصممة لإعداد الطلاب لمجموعة واسعة من الأدوار القيادية في الكنيسة والمجتمع. تشمل البرامج الرئيسية:
- ماجستير في اللاهوت (MDiv): وهو برنامج شهادة مهنية مدته ثلاث سنوات مصمم لإعداد الطلاب للخدمة في الكنائس التوحيدية العالمية وغيرها من التجمعات الدينية التقدمية. يركز البرنامج على اللاهوت، والأخلاق، والتاريخ الديني، ومهارات القيادة الرعوية.
- ماجستير في الفنون في القيادة الدينية الاجتماعية (MARSL): هو برنامج مدته سنتان مصمم لإعداد القادة للعمل في المنظمات غير الربحية، والحركات الاجتماعية، والمؤسسات الأخرى التي تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. يركز البرنامج على نظرية العدالة الاجتماعية، وتنظيم المجتمع، والقيادة التحويلية.
- دكتوراه في الوزارة (DMin): هو برنامج متقدم مصمم للقادة الدينيين ذوي الخبرة الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم القيادية ومعرفتهم اللاهوتية. يركز البرنامج على البحث، والكتابة، والتفكير النقدي.
- شهادات متخصصة: بالإضافة إلى برامج الشهادات، تقدم مدرسة ستار كينغ أيضاً مجموعة متنوعة من الشهادات المتخصصة في مجالات مثل العدالة البيئية، والحوار بين الأديان، والقيادة الروحية.
تتميز البرامج الأكاديمية في مدرسة ستار كينغ بالمرونة والتكيف مع احتياجات الطلاب المتنوعة. يمكن للطلاب اختيار التركيز على مجموعة واسعة من المجالات، مثل اللاهوت النسوي، واللاهوت البيئي، واللاهوت المناهض للعنصرية. تشجع المدرسة أيضاً الطلاب على المشاركة في التعلم التجريبي، مثل التدريب الداخلي، والخدمة المجتمعية، والدراسة في الخارج.
الحياة الطلابية والمجتمع
تفتخر مدرسة ستار كينغ بمجتمع طلابي نابض بالحياة ومتنوع. يأتي الطلاب من جميع أنحاء العالم، ويمثلون مجموعة واسعة من الخلفيات والمعتقدات. تخلق المدرسة بيئة داعمة وشاملة حيث يمكن للطلاب التعلم من بعضهم البعض والنمو معاً. هناك العديد من المنظمات والأنشطة الطلابية المتاحة، بما في ذلك:
- جمعية الطلاب: وهي منظمة يديرها الطلاب تمثل مصالح الطلاب وتوفر فرصاً للتواصل الاجتماعي والتطوع.
- المجموعات الدراسية: يجتمع الطلاب بانتظام في مجموعات صغيرة للدراسة والمناقشة حول مجموعة متنوعة من المواضيع.
- الأحداث الاجتماعية: تنظم المدرسة بانتظام فعاليات اجتماعية، مثل الحفلات، والنزهات، والرحلات، لمساعدة الطلاب على التعرف على بعضهم البعض والاسترخاء.
- الخدمة المجتمعية: تشجع المدرسة الطلاب على المشاركة في الخدمة المجتمعية من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والشراكات.
بالإضافة إلى الأنشطة الطلابية، تستضيف مدرسة ستار كينغ أيضاً مجموعة متنوعة من الأحداث المفتوحة للجمهور، مثل المحاضرات، وورش العمل، والعروض الفنية. تهدف هذه الأحداث إلى تعزيز الحوار حول القضايا الاجتماعية والروحية الهامة.
هيئة التدريس
تضم مدرسة ستار كينغ هيئة تدريس متميزة من العلماء والقادة الدينيين ذوي الخبرة. يتمتع أعضاء هيئة التدريس بسمعة طيبة في مجال تخصصهم، وهم ملتزمون بتدريس الطلاب وتوجيههم. يتميز أعضاء هيئة التدريس بتنوع خلفياتهم واهتماماتهم، مما يساهم في إثراء التجربة التعليمية للطلاب.
تستخدم هيئة التدريس مجموعة متنوعة من أساليب التدريس، بما في ذلك المحاضرات، والمناقشات، ودراسات الحالة، والمشاريع الجماعية. يشجع أعضاء هيئة التدريس الطلاب على التفكير النقدي، وطرح الأسئلة، والمشاركة بنشاط في عملية التعلم.
المهمة والقيم
تسترشد مدرسة ستار كينغ بمهمة واضحة وقيم أساسية. تتمثل مهمة المدرسة في “تكوين قادة دينيين شجعان ومتعاطفين ملتزمين بالعدالة الاجتماعية والروحية”. تشمل القيم الأساسية للمدرسة:
- العدالة: تسعى مدرسة ستار كينغ إلى تحقيق العدالة لجميع الناس، وخاصة أولئك الذين يعانون من التهميش والاضطهاد.
- الشمولية: ترحب مدرسة ستار كينغ بالطلاب من جميع الخلفيات والمعتقدات، وتسعى إلى خلق بيئة شاملة ومرحبة.
- الروحانية: تشجع مدرسة ستار كينغ الطلاب على استكشاف روحانيتهم وتعميق علاقتهم بالروح.
- القيادة: تسعى مدرسة ستار كينغ إلى إعداد الطلاب ليصبحوا قادة فاعلين ومؤثرين في الكنيسة والمجتمع.
تؤمن مدرسة ستار كينغ بأن التعليم اللاهوتي يجب أن يكون ذا صلة بالعالم الحقيقي وأن يعد الطلاب لمواجهة تحديات العصر. تسعى المدرسة إلى إعداد الطلاب ليكونوا قادة فعالين في مجتمعاتهم وكنائسهم، وقادرين على إحداث فرق إيجابي في العالم.
مدرسة ستار كينغ والتوحيدية العالمية
تتمتع مدرسة ستار كينغ للوزارة بعلاقة وثيقة مع الكنيسة التوحيدية العالمية (Unitarian Universalist Association – UUA). تعتبر المدرسة واحدة من المدارس اللاهوتية الرئيسية التابعة للكنيسة التوحيدية العالمية، وتلعب دورًا حاسمًا في تدريب القادة الدينيين للكنائس التوحيدية العالمية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.
تلتزم مدرسة ستار كينغ بقيم ومبادئ الكنيسة التوحيدية العالمية، بما في ذلك حرية المعتقد، والعدالة الاجتماعية، والكرامة المتأصلة لكل شخص. تساهم المدرسة في تعزيز هذه القيم من خلال برامجها الأكاديمية، وأنشطتها المجتمعية، وشراكاتها مع الكنائس والمنظمات التوحيدية العالمية.
مستقبل مدرسة ستار كينغ
تتطلع مدرسة ستار كينغ للوزارة إلى مستقبل مشرق. تلتزم المدرسة بمواصلة مهمتها في إعداد قادة دينيين شجعان ومتعاطفين ملتزمين بالعدالة الاجتماعية والروحية. تخطط المدرسة لتوسيع برامجها الأكاديمية، وتعزيز مجتمعها، وزيادة تأثيرها في العالم. تسعى المدرسة إلى أن تكون رائدة في التعليم اللاهوتي التقدمي، وأن تلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الدين والروحانية.
خاتمة
تعتبر مدرسة ستار كينغ للوزارة مؤسسة فريدة ومهمة. فهي ملتزمة بإعداد القادة الدينيين الذين يسعون إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والروحية في عالم متنوع ومتغير. من خلال برامجها الأكاديمية المبتكرة، ومجتمعها الداعم، وهيئة التدريس المتميزة، تعد مدرسة ستار كينغ الطلاب للنجاح في مجموعة واسعة من الأدوار القيادية في الكنيسة والمجتمع. تواصل المدرسة لعب دور حيوي في الكنيسة التوحيدية العالمية والمجتمع الأوسع.