نشأته وتعليمه
ولد وليد المعلم في دمشق عام 1941، لعائلة دمشقية معروفة. تلقى تعليمه في مدارس دمشق، ثم التحق بجامعة القاهرة حيث حصل على بكالوريوس في الاقتصاد عام 1963. أتقن المعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية.
مسيرته الدبلوماسية
بدأ وليد المعلم مسيرته الدبلوماسية في عام 1964 بالتحاقه بوزارة الخارجية السورية. شغل مناصب دبلوماسية مختلفة في عدد من الدول، بما في ذلك:
- مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (1990-1999).
- سفير سوريا لدى رومانيا (1975-1980).
- مدير إدارة التوثيق والترجمة في وزارة الخارجية (1980-1984).
- مدير إدارة المكاتب الخاصة في وزارة الخارجية (1984-1990).
خلال فترة عمله كمندوب دائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، لعب المعلم دورًا بارزًا في الدفاع عن مواقف بلاده في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما ساهم في تعزيز علاقات سوريا مع الدول الأخرى.
وزير الخارجية والمغتربين
في عام 2006، عُين وليد المعلم وزيرًا للخارجية والمغتربين في الحكومة السورية. وقد شغل هذا المنصب حتى وفاته في عام 2020، مما يجعله أطول وزراء الخارجية خدمة في تاريخ سوريا الحديث. خلال فترة ولايته، واجهت سوريا تحديات كبيرة، بما في ذلك:
- الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011.
- العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سوريا.
- التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السورية.
على الرغم من هذه التحديات، سعى المعلم إلى الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، وتعزيز علاقاتها مع الدول الصديقة. كان مدافعًا قويًا عن سياسات الحكومة السورية، ومؤيدًا للحل السياسي للأزمة السورية.
وخلال فترة عمله كوزير للخارجية، قام المعلم بالعديد من الزيارات الرسمية إلى دول مختلفة، والتقى بالعديد من القادة والمسؤولين الدوليين. كما شارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية، حيث دافع عن مواقف سوريا وشرح رؤيتها للحلول الممكنة للأزمة السورية.
مواقفه السياسية
عرف وليد المعلم بمواقفه السياسية الثابتة والواضحة. كان يعتبر من أبرز المدافعين عن القومية العربية، ومعارضًا قويًا للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية. كما كان من المؤيدين للقضية الفلسطينية، وداعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
عارض المعلم بشدة التدخل العسكري في ليبيا عام 2011، وحذر من تداعياته على المنطقة. كما انتقد بشدة سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، واتهمهما بدعم الإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
خلال الحرب الأهلية السورية، دافع المعلم عن حق الحكومة السورية في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات المسلحة، ورفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية. كما دعا إلى حل سياسي للأزمة السورية، من خلال الحوار والمفاوضات بين الأطراف السورية.
حياته الشخصية
كان وليد المعلم متزوجًا وله ثلاثة أبناء. عرف عنه حبه للقراءة والثقافة، وكان يجيد الشعر والأدب. كان يتمتع بشخصية قوية وحضور مميز، وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل زملائه وموظفيه.
عُرف المعلم بدبلوماسيته الهادئة وقدرته على التواصل مع الآخرين، حتى مع أولئك الذين يختلفون معه في الرأي. كان يتمتع بحس فكاهي رفيع، وكان يضفي جوًا من المرح والبهجة على الاجتماعات واللقاءات.
وفاته
توفي وليد المعلم في دمشق في 16 نوفمبر 2020، عن عمر يناهز 79 عامًا. وقد نعاه الرئيس بشار الأسد، وأمر بإعلان الحداد الرسمي في سوريا. وقد أقيمت له جنازة رسمية حضرها كبار المسؤولين السوريين والشخصيات الدبلوماسية.
وقد أثارت وفاة وليد المعلم ردود فعل واسعة النطاق في سوريا والعالم. وقد أشاد العديد من القادة والمسؤولين الدوليين بجهوده في خدمة بلاده، ودوره في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
خلفه في منصب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد.
إرثه
ترك وليد المعلم إرثًا كبيرًا في الدبلوماسية السورية. يعتبر من أبرز الدبلوماسيين السوريين في العصر الحديث، وقد ساهم في تشكيل السياسة الخارجية السورية لعقود. عرف عنه إخلاصه لوطنه، وتفانيه في خدمة قضاياه. كما كان مثالًا يحتذى به للدبلوماسيين الشباب، وقدوة في العمل الجاد والإخلاص والتفاني.
سيظل وليد المعلم في الذاكرة كدبلوماسي محنك، ووزير خارجية مخلص، وشخصية وطنية بارزة. ستبقى بصماته واضحة في تاريخ سوريا الحديث، وسيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.
خاتمة
كان وليد المعلم دبلوماسيًا سوريًا بارزًا ووزيرًا للخارجية والمغتربين لمدة 14 عامًا. لعب دورًا محوريًا في السياسة الخارجية السورية خلال فترة مليئة بالتحديات. عرف بمواقفه القومية الثابتة، ودفاعه عن سيادة سوريا، وسعيه إلى حل سياسي للأزمة السورية. ترك إرثًا كبيرًا في الدبلوماسية السورية وسيظل في الذاكرة كشخصية وطنية بارزة.