نشأته وبداياته
ولد ستيفن جون هارينغتون في نيوبريدج، ويلز، ونشأ في روندا. كان شغفه بالموسيقى واضحًا منذ صغره، حيث انجذب إلى موسيقى ديفيد باوي وروكسي ميوزيك. في سن مبكرة، أدرك أن المشهد الموسيقي المحلي لم يكن كافيًا لتطلعاته، لذلك انتقل إلى لندن في أواخر السبعينيات بحثًا عن فرص جديدة.
في لندن، انغمس سترينج في ثقافة البانك المتفجرة، وأصبح شخصية بارزة في المشهد الليلي. عمل مع مالكولم ماكلارين، مدير فرقة “سيكس بيستولز”، قبل أن يبدأ مسيرته الموسيقية الخاصة. كان أسلوبه المتميز، الذي يجمع بين الموضة الطليعية والموسيقى التجريبية، يجعله دائمًا محط الأنظار.
تأسيس فرقة فيساج
في عام 1978، أسس سترينج فرقة فيساج مع عازف الطبول راستي إغان. وسرعان ما انضم إليهم ميرفين غولد، وستيف بارناس، وجون مكغيو، وآخرون. كان الهدف من الفرقة هو دمج موسيقى السينثبوب مع الأسلوب البصري المبتكر، مما أدى إلى خلق هوية فريدة ومميزة.
تميزت موسيقى فيساج باستخدام الآلات الإلكترونية، والألحان الجذابة، وكلمات الأغاني التي تتناول موضوعات الرومانسية، والحياة الليلية، والهوية. كان سترينج هو الوجه الإعلامي للفرقة، بفضل مظهره الجذاب وأسلوبه المسرحي المميز.
النجاح والشهرة
حققت فرقة فيساج نجاحًا كبيرًا في أوائل الثمانينيات بأغنيتها الشهيرة “Fade to Grey” في عام 1980. تصدرت الأغنية قوائم الموسيقى في جميع أنحاء أوروبا، وأصبحت نشيدًا لحركة الموجة الجديدة الرومانسية الجديدة. تبع ذلك سلسلة من الأغاني الناجحة الأخرى، مثل “Mind of a Toy” و”Visage”.
لم يكن نجاح فيساج مقتصرًا على الموسيقى فقط، بل امتد أيضًا إلى الموضة والثقافة. أصبح سترينج رمزًا للأناقة، وقام بتأسيس نادي “The Blitz” في لندن، والذي أصبح مركزًا للموسيقيين والمصممين والفنانين الطليعيين. كان النادي مكانًا للاحتفال بالتعبير عن الذات والإبداع، ولعب دورًا هامًا في تشكيل مشهد الموضة والموسيقى في الثمانينيات.
تحديات وصعوبات
على الرغم من نجاحه، واجه سترينج تحديات شخصية ومهنية كبيرة. في منتصف الثمانينيات، بدأت الفرقة في التفكك بسبب الخلافات الداخلية والتغيرات في المشهد الموسيقي. عانى سترينج أيضًا من مشاكل الإدمان، مما أثر سلبًا على صحته ومسيرته المهنية.
بعد تفكك فيساج، حاول سترينج مواصلة مسيرته الفنية كمغني منفرد، لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه مع الفرقة. ومع ذلك، ظل شخصية محترمة ومؤثرة في عالم الموسيقى والموضة.
العودة والسنوات الأخيرة
في عام 2000، عاد سترينج إلى دائرة الضوء من خلال المشاركة في عدد من المشاريع الموسيقية والبرامج التلفزيونية. في عام 2002، ظهر في فيلم وثائقي عن حركة الموجة الجديدة الرومانسية الجديدة، مما ساهم في تجديد الاهتمام بفرقة فيساج.
في عام 2004، قام سترينج بإحياء فرقة فيساج بتشكيلة جديدة، وأصدروا ألبومًا جديدًا بعنوان “Hearts and Knives” في عام 2013. استمرت الفرقة في تقديم العروض الحية حتى وفاة سترينج في عام 2015.
تأثيره وإرثه
ترك ستيف سترينج بصمة لا تمحى على عالم الموسيقى والموضة. كان له دور فعال في تطوير حركة الموجة الجديدة الرومانسية الجديدة، وألهم العديد من الفنانين والمصممين. كان سترينج رمزًا للتعبير عن الذات والإبداع، وشجع الناس على احتضان فرديتهم.
لا تزال أغاني فيساج تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر من الكلاسيكيات في موسيقى السينثبوب. يعتبر سترينج شخصية أيقونية في تاريخ الموسيقى البريطانية، وسيظل اسمه محفورًا في الذاكرة إلى الأبد.
حياته الشخصية
كان ستيف سترينج شخصية معقدة ومثيرة للاهتمام. كان معروفًا بأناقته الفريدة وشخصيته الجذابة. عانى من مشاكل الإدمان طوال حياته، لكنه تغلب عليها في النهاية. كان سترينج صديقًا مخلصًا ومحبًا، وسيظل في ذاكرة أولئك الذين عرفوه عن كثب.
توفي ستيف سترينج في 12 فبراير 2015 في شرم الشيخ، مصر، بسبب قصور في القلب. كان يبلغ من العمر 55 عامًا. تم تكريمه في جنازة حضرها العديد من الأصدقاء والمعجبين، وتم دفنه في ويلز.
جوائز وتكريمات
- جائزة أفضل فيديو موسيقي عن أغنية “Fade to Grey” في حفل توزيع جوائز بريت (1981)
- جائزة الإنجاز مدى الحياة في حفل توزيع جوائز موسيقى ويلز (2014)
أعماله الفنية
- ألبومات مع فيساج:
- Visage (1980)
- The Anvil (1982)
- Beat Boy (1984)
- Hearts and Knives (2013)
- أغاني منفردة:
- “Fade to Grey”
- “Mind of a Toy”
- “Visage”
- “Night Train”
خاتمة
كان ستيف سترينج فنانًا موهوبًا ومؤثرًا ترك بصمة لا تمحى على عالم الموسيقى والموضة. بصفته قائد فرقة فيساج، ساهم في تطوير حركة الموجة الجديدة الرومانسية الجديدة وألهم العديد من الفنانين. على الرغم من التحديات التي واجهها في حياته، ظل سترينج شخصية محترمة ومحبوبة من قبل المعجبين والأصدقاء على حد سواء. سيظل إرثه الفني والإبداعي حيًا للأجيال القادمة.