تاريخ الدير
تأسست دير شاستا في عام 1970 على يد سيريلينو مايكلس، وهي راهبة بوذية بريطانية تلقت تدريبها في اليابان. بعد سنوات من الدراسة والممارسة المكثفة تحت إشراف المعلم البوذي البارز سوشي كيوشي، عادت مايكلس إلى الغرب بهدف إنشاء دير بوذي يمكن أن يوفر التدريب الروحي للممارسين الغربيين. اختارت موقعًا بالقرب من جبل شاستا نظرًا لجمال الطبيعة المحيطة به وسمعته كمكان ذي طاقة روحية قوية.
في البداية، كان الدير صغيرًا جدًا، مع عدد قليل من الرهبان والراهبات المقيمين. ومع ذلك، على مر السنين، نما الدير تدريجيًا وأصبح مركزًا مهمًا للدراسة والممارسة البوذية في الغرب. لعبت سيريلينو مايكلس دورًا حاسمًا في تطوير المناهج التعليمية للدير وترسيخ تقاليد السوتو زن. كما قامت بترجمة العديد من النصوص البوذية المهمة إلى اللغة الإنجليزية، مما جعلها في متناول جمهور أوسع.
ممارسات الدير
تعتمد ممارسات دير شاستا على تقاليد السوتو زن، والتي تركز على التأمل (زازن) والعمل اليومي (سامو) والدراسة. يتبع الرهبان والراهبات جدولًا يوميًا صارمًا يتضمن جلسات تأمل طويلة، والعمل في حدائق الدير وغاباته، ودراسة النصوص البوذية.
- التأمل (زازن): يُعتبر التأمل جزءًا أساسيًا من ممارسة السوتو زن. يجلس الرهبان والراهبات في وضعية التأمل لفترات طويلة، مع التركيز على التنفس ومراقبة الأفكار والمشاعر دون الحكم عليها. الهدف من التأمل هو تهدئة العقل وتطوير الوعي الذاتي.
- العمل اليومي (سامو): يُنظر إلى العمل اليومي في الدير على أنه جزء لا يتجزأ من الممارسة الروحية. يقوم الرهبان والراهبات بأعمال مختلفة مثل البستنة والطهي والتنظيف، مع التركيز على الحضور الكامل والانتباه إلى التفاصيل. يُعتقد أن العمل يمكن أن يساعد في تطوير التركيز والانضباط والامتنان.
- الدراسة: يدرس الرهبان والراهبات النصوص البوذية الكلاسيكية، بالإضافة إلى تعاليم سيريلينو مايكلس والمعلمين الآخرين. تهدف الدراسة إلى فهم الفلسفة البوذية وتطبيقها في الحياة اليومية.
بالإضافة إلى الممارسات اليومية، يقدم دير شاستا مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات للزوار، بما في ذلك التراجعات وورش العمل والمحاضرات. يمكن للزوار البقاء في الدير لفترة قصيرة لتجربة الحياة الرهبانية والمشاركة في الممارسات البوذية.
سيريلينو مايكلس
سيريلينو مايكلس (1931-2014) كانت راهبة بوذية بريطانية ومؤسسة دير شاستا. ولدت في إنجلترا وتلقت تعليمها في جامعة أكسفورد. في الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت في استكشاف البوذية وسافرت إلى اليابان لدراسة السوتو زن تحت إشراف سوشي كيوشي. بعد سنوات من التدريب المكثف، عادت إلى الغرب وأسست دير شاستا في عام 1970.
كانت سيريلينو مايكلس معلمة مؤثرة وكاتبة غزيرة الإنتاج. كتبت العديد من الكتب والمقالات حول البوذية، والتي تُرجمت إلى لغات عديدة. كما قامت بترجمة العديد من النصوص البوذية المهمة إلى اللغة الإنجليزية، مما جعلها في متناول جمهور أوسع. عُرفت مايكلس بنهجها العملي والواقعي للبوذية، وقدرتها على شرح المفاهيم المعقدة بطريقة بسيطة وواضحة.
تأثير الدير
أثر دير شاستا بشكل كبير على انتشار البوذية في الغرب. على مر السنين، تخرج من الدير العديد من الرهبان والراهبات الذين أصبحوا قادة مهمين في المجتمع البوذي. كما استضاف الدير عددًا لا يحصى من الزوار من جميع أنحاء العالم، والذين تعلموا عن البوذية وتجربتها من خلال المشاركة في برامج الدير وفعالياته.
يستمر دير شاستا في لعب دور حيوي في نشر تعاليم البوذية وتوفير مكان للممارسين لتعميق فهمهم وتجربتهم للبوذية. يظل الدير ملتزمًا بتقاليد السوتو زن ويقدم بيئة داعمة وملهمة للممارسين من جميع الخلفيات.
الهندسة المعمارية
تتميز الهندسة المعمارية لدير شاستا بالبساطة والعملية، مما يعكس فلسفة الزن التي تؤكد على التواضع والانسجام مع الطبيعة. تم تصميم المباني لتتناغم مع البيئة المحيطة بها، باستخدام مواد طبيعية مثل الخشب والحجر. تشمل المباني الرئيسية في الدير قاعة التأمل (الزندو)، وقاعة الطعام، والمكتبة، ومساكن الرهبان والراهبات.
- قاعة التأمل (الزندو): هي قلب الدير، حيث يجتمع الرهبان والراهبات للتأمل. تتميز القاعة بتصميم بسيط وهادئ، مع أرضية خشبية وسقف مرتفع. النوافذ الكبيرة تسمح بدخول الضوء الطبيعي، مما يخلق جوًا مريحًا ومناسبًا للتأمل.
- قاعة الطعام: هي المكان الذي يتناول فيه الرهبان والراهبات وجباتهم. تتميز القاعة بتصميم عملي، مع طاولات وكراسي بسيطة. يتم إعداد الطعام في الدير باستخدام مكونات طازجة ومحلية المصدر.
- المكتبة: تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب والمقالات حول البوذية والفلسفة والدين. المكتبة متاحة للرهبان والراهبات والزوار.
- مساكن الرهبان والراهبات: توفر مساكن بسيطة ومريحة للرهبان والراهبات المقيمين في الدير.
البيئة الطبيعية
يقع دير شاستا في بيئة طبيعية خلابة، مع غابات كثيفة وجداول متدفقة وإطلالات خلابة على جبل شاستا. يعتبر جبل شاستا مكانًا مقدسًا للعديد من الثقافات الأصلية، ويُعتقد أنه يتمتع بطاقة روحية قوية. توفر البيئة الطبيعية المحيطة بالدير مكانًا مثاليًا للتأمل والتأمل والاتصال بالطبيعة.
يعمل الدير على حماية البيئة الطبيعية المحيطة به من خلال ممارسات مستدامة مثل إعادة التدوير والتسميد والحفاظ على المياه. كما يدعم الدير المبادرات البيئية المحلية.
برامج للزوار
يقدم دير شاستا مجموعة متنوعة من البرامج للزوار، بما في ذلك:
- التراجعات: هي فترات من التأمل المكثف والصمت. يمكن للزوار البقاء في الدير لفترة قصيرة للمشاركة في التراجعات.
- ورش العمل: تغطي مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالبوذية، مثل التأمل واليوغا والفلسفة.
- المحاضرات: يقدمها الرهبان والراهبات والمعلمون الزائرون.
- زيارات اليوم الواحد: يمكن للزوار زيارة الدير ليوم واحد للمشاركة في التأمل والاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة.
تتوفر معلومات إضافية حول برامج الدير وفعالياته على موقع الدير الإلكتروني.
خاتمة
دير شاستا هو دير بوذي مهم يقع في شمال كاليفورنيا. تأسس الدير عام 1970 على يد سيريلينو مايكلس، ويتبع تقاليد السوتو زن. يوفر الدير بيئة مناسبة للممارسين البوذيين لتعميق فهمهم وتجربتهم للبوذية من خلال الممارسة اليومية للتأمل والعمل والدراسة. يقدم الدير أيضًا مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات للزوار، مما يجعله مركزًا مهمًا للدراسة والممارسة البوذية في الغرب.