<![CDATA[
بداياته ومسيرته المحلية
بدأ شنيلينغر مسيرته الكروية في ألمانيا الغربية، حيث لعب لأندية محلية قبل أن ينتقل إلى نادي كولن في عام 1958. سرعان ما أثبت نفسه كلاعب أساسي في الفريق، وساهم في فوز كولن بلقب الدوري الألماني في عام 1962. تميّز شنيلينغر بقدرته على قراءة الملعب، والتدخلات الذكية، والروح القتالية العالية، مما جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى.
في عام 1963، انتقل شنيلينغر إلى إيطاليا، حيث انضم إلى نادي مانتوفا. كانت هذه الخطوة بمثابة بداية لمرحلة جديدة في مسيرته، حيث قضى معظم سنوات احترافه في الدوري الإيطالي الممتاز. بعد فترة قصيرة في مانتوفا، انتقل إلى نادي روما، حيث لعب لمدة موسم واحد قبل أن يحط الرحال في نادي ميلان، أحد أعرق الأندية في إيطاليا وأوروبا.
التألق في ميلان والفوز بالألقاب
في عام 1965، انضم شنيلينغر إلى نادي ميلان، حيث حقق أكبر نجاحاته الكروية. لعب مع ميلان لمدة تسع سنوات، شهدت الفريق تحقيق العديد من الألقاب المحلية والأوروبية. كان شنيلينغر جزءًا من الفريق الذي فاز بلقب الدوري الإيطالي في عام 1968، وكأس إيطاليا في عام 1967 و 1972.
على المستوى الأوروبي، كان شنيلينغر عنصرًا أساسيًا في فريق ميلان الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا (كأس أوروبا آنذاك) في عام 1969، بفوزه على أياكس أمستردام في النهائي. كما فاز مع ميلان بلقب كأس الكؤوس الأوروبية في عامي 1968 و 1973، وكأس الإنتركونتيننتال في عام 1969. خلال فترة وجوده في ميلان، اكتسب شنيلينغر شهرة واسعة كواحد من أفضل المدافعين في أوروبا، وكان يُعرف بقدرته على إيقاف أخطر المهاجمين.
مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني
مثّل شنيلينغر المنتخب الألماني الغربي في أربع بطولات لكأس العالم، في أعوام 1958، 1962، 1966، و 1970. يُعتبر شنيلينغر أحد اللاعبين القلائل الذين شاركوا في أربع نسخ مختلفة من كأس العالم. خلال مسيرته الدولية، لعب شنيلينغر 47 مباراة مع المنتخب الألماني، وسجل هدفًا واحدًا.
كان شنيلينغر جزءًا من الفريق الألماني الذي وصل إلى نهائي كأس العالم 1966 في إنجلترا، حيث خسروا أمام المنتخب الإنجليزي في مباراة مثيرة للجدل. كما شارك في كأس العالم 1970 في المكسيك، حيث وصل المنتخب الألماني إلى الدور نصف النهائي قبل أن يخسر أمام إيطاليا في مباراة تعتبر من بين الأفضل في تاريخ كرة القدم، والتي انتهت بفوز إيطاليا بنتيجة 4-3 بعد التمديد.
على الرغم من أنه لم يفز بكأس العالم، إلا أن شنيلينغر يُعتبر أحد أبرز اللاعبين في تاريخ المنتخب الألماني، ومشاركته في أربع بطولات لكأس العالم تعكس مدى استمراريته وتألقه على مدار سنوات عديدة.
أسلوب لعبه ومهاراته
كان شنيلينغر مدافعًا يتميز بالقوة البدنية والصلابة في التدخلات. كان معروفًا بقدرته على قراءة الملعب والتمركز الجيد، مما جعله صعب المراس على المهاجمين. بالإضافة إلى ذلك، كان يتمتع بمهارات فنية جيدة وقدرة على بناء الهجمة من الخلف. لم يكن شنيلينغر يتردد في التقدم إلى الأمام للمشاركة في الهجمات، وكان يتمتع بتسديدات قوية من مسافات بعيدة.
يُعتبر شنيلينغر مثالًا للمدافع العصري الذي يجمع بين القوة البدنية والمهارات الفنية. كان لاعبًا متكاملًا يساهم في الدفاع والهجوم على حد سواء، وقدم أداءً ثابتًا ومتميزًا على مدار مسيرته الكروية.
حياته بعد الاعتزال
بعد اعتزاله كرة القدم، ابتعد شنيلينغر عن الأضواء وعاش حياة هادئة. لم يعمل كمدرب أو محلل رياضي، وفضل الاستمتاع بوقته مع عائلته وأصدقائه. على الرغم من ابتعاده عن كرة القدم، إلا أنه لا يزال يُذكر كواحد من أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم الألمانية والإيطالية.
إرثه وتأثيره
ترك كارل-هاينز شنيلينغر إرثًا كبيرًا في عالم كرة القدم. يُعتبر قدوة للعديد من اللاعبين الشباب الذين يسعون إلى تطوير مهاراتهم في مركز الدفاع. كما أنه يُذكر كواحد من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في تطوير كرة القدم الإيطالية، حيث لعب دورًا هامًا في نجاح نادي ميلان في الستينيات والسبعينيات.
إنجازات شنيلينغر الكروية، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي وكأس الكؤوس الأوروبية، تجعله أحد اللاعبين الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ كرة القدم الألمانية. بالإضافة إلى ذلك، مشاركته في أربع بطولات لكأس العالم تعكس مدى استمراريته وتألقه على أعلى المستويات.
أبرز الإنجازات والألقاب
- الدوري الألماني: 1962 (مع كولن)
- الدوري الإيطالي: 1968 (مع ميلان)
- كأس إيطاليا: 1967، 1972 (مع ميلان)
- دوري أبطال أوروبا: 1969 (مع ميلان)
- كأس الكؤوس الأوروبية: 1968، 1973 (مع ميلان)
- كأس الإنتركونتيننتال: 1969 (مع ميلان)
خاتمة
كارل-هاينز شنيلينغر، مدافع أسطوري جمع بين القوة والمهارة، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ كرة القدم الألمانية والإيطالية. مسيرته الحافلة بالألقاب والمشاركات الدولية تعكس تفانيه وإصراره على تحقيق النجاح. سيظل شنيلينغر في ذاكرة عشاق كرة القدم كواحد من أفضل المدافعين على مر العصور.