نشأة فييلفراز وتكوينها
تأسست فرقة فييلفراز في كوبنهاغن، الدنمارك، في أواخر الثمانينيات. بدأت كفكرة ارتجالية بين كلاوس هيمبلر، الذي كان يمتلك رؤية موسيقية مميزة، ومجموعة من الموسيقيين الطموحين الذين شاركوه شغفه بالموسيقى البديلة والتجريبية. الاسم نفسه “فييلفراز” لا يحمل معنى محدداً باللغة الدنماركية، ولكنه تم اختياره لكونه فريداً ولا يُنسى، مما يعكس طبيعة الفرقة غير التقليدية.
في البداية، كانت الفرقة تعتمد على العروض الحية الصغيرة في الحانات والنوادي المحلية لبناء قاعدة جماهيرية. كان أسلوبهم الموسيقي يمزج بين عناصر البوب، الروك البديل، والجاز، مع لمسة من الموسيقى التجريبية، مما جعلهم متميزين عن غيرهم من الفرق الصاعدة في ذلك الوقت.
الألبوم الأول: “Inden Du Falder”
في عام 1992، أطلقت فييلفراز ألبومها الأول بعنوان “Inden Du Falder” (قبل أن تسقط). كان هذا الألبوم بمثابة نقطة تحول في مسيرة الفرقة، حيث تلقى استحساناً نقدياً واسعاً وأدى إلى زيادة كبيرة في شعبيتهم. تميز الألبوم بألحانه الجذابة وكلماته العميقة التي تتناول مواضيع مثل الحب، الخسارة، والوجودية. كان أداء كلاوس هيمبلر الصوتي مميزاً بشكل خاص، حيث أضفى على الأغاني طابعاً فريداً ومؤثراً.
من بين الأغاني البارزة في الألبوم “Inden Du Falder” الأغنية التي تحمل اسم الألبوم نفسه، والتي أصبحت من أشهر أغاني الفرقة. كما لاقت أغنيات مثل “Drømmenes Bro” (جسر الأحلام) و “Tiden Går” (الوقت يمضي) رواجاً كبيراً بين الجمهور.
النجاح المتزايد والألبوم الثاني: “Stjernerne Venter”
بعد النجاح الذي حققه ألبومهم الأول، بدأت فييلفراز في القيام بجولات موسيقية في جميع أنحاء الدنمارك والدول الاسكندنافية الأخرى. ازدادت شعبيتهم بشكل ملحوظ، وأصبحوا من الفرق الأكثر طلباً في المهرجانات الموسيقية. في عام 1994، أطلقت الفرقة ألبومها الثاني بعنوان “Stjernerne Venter” (النجوم تنتظر). كان هذا الألبوم أكثر طموحاً من سابقه، حيث تضمن مزيداً من التجارب الموسيقية واستكشافاً لأصوات جديدة.
تميز الألبوم “Stjernerne Venter” بإنتاجه عالي الجودة وترتيباته الموسيقية المعقدة. استمرت الفرقة في استكشاف مواضيع عميقة في كلمات أغانيهم، مع التركيز على قضايا مثل الوحدة، العزلة، والبحث عن المعنى في الحياة. من بين الأغاني البارزة في الألبوم “Stjernerne Venter” الأغنية التي تحمل اسم الألبوم نفسه، والتي تعتبر من أفضل أغاني الفرقة على الإطلاق. كما لاقت أغنيات مثل “Mørkets Sang” (أغنية الظلام) و “Evighedens Port” (بوابة الأبدية) استحساناً كبيراً من النقاد والجمهور.
التحديات والتفكك
على الرغم من نجاحهم المتزايد، بدأت الخلافات الداخلية تظهر بين أعضاء الفرقة في منتصف التسعينيات. كان كلاوس هيمبلر، بصفته قائد الفرقة، يميل إلى اتخاذ القرارات بمفرده، مما أثار استياء بقية الأعضاء. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك خلافات حول التوجه الموسيقي للفرقة، حيث كان بعض الأعضاء يرغبون في استكشاف أساليب جديدة، بينما كان آخرون يفضلون الالتزام بالأسلوب الذي حقق لهم النجاح.
في عام 1996، أعلنت فييلفراز عن تفككها بشكل رسمي. كان هذا الخبر بمثابة صدمة لمحبي الفرقة، الذين كانوا يأملون في استمرارهم في تقديم الموسيقى لسنوات عديدة قادمة. بعد التفكك، اتجه كلاوس هيمبلر إلى العمل كموسيقي منفرد، بينما انخرط بقية الأعضاء في مشاريع موسيقية أخرى.
الإرث والتأثير
على الرغم من قصر مسيرتها المهنية، تركت فييلفراز بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى الدنماركية. يعتبرها الكثيرون من الفرق الرائدة في حركة الروك البديل في الدنمارك في التسعينيات. ألهمت موسيقاهم العديد من الفرق الصاعدة، ولا تزال أغانيهم تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
تتميز موسيقى فييلفراز بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين عناصر البوب، الروك البديل، والجاز. كما تتميز بكلماتها العميقة التي تتناول مواضيع إنسانية معقدة. يعتبر كلاوس هيمبلر من أبرز الشخصيات الموسيقية في الدنمارك، وقد ترك بصمة واضحة في المشهد الموسيقي الدنماركي كموسيقي منفرد أيضاً.
لا تزال أغاني فييلفراز تُبث على الإذاعات الدنماركية بانتظام، ولا يزال محبو الفرقة يحتفلون بموسيقاهم حتى اليوم. تُعتبر الفرقة جزءاً مهماً من تاريخ الموسيقى الدنماركية، وسيظل إرثهم الموسيقي حياً لسنوات عديدة قادمة.
أهم الأغاني
- Inden Du Falder
- Drømmenes Bro
- Tiden Går
- Stjernerne Venter
- Mørkets Sang
- Evighedens Port
أهم الألبومات
- Inden Du Falder (1992)
- Stjernerne Venter (1994)
خاتمة
كانت فييلفراز فرقة دنماركية مؤثرة ازدهرت في التسعينيات، حيث قدمت مزيجًا فريدًا من موسيقى البوب والروك البديل والجاز. على الرغم من مسيرتهم المهنية القصيرة نسبيًا، إلا أنهم تركوا إرثًا دائمًا في المشهد الموسيقي الدنماركي، ولا تزال موسيقاهم تحتفي بها حتى اليوم.