<![CDATA[
مقدمة
فرانسيس براون (11 يناير 1784 – 27 يوليو 1820) كان قسًا أمريكيًا مجمعانيًا شغل منصب الرئيس الثالث لكلية دارتموث. تميزت فترة رئاسته القصيرة نسبياً بالإنجازات الهامة والتحديات الكبيرة التي واجهت المؤسسة.
نشأته وتعليمه
ولد فرانسيس براون في ويست براتلبورو بولاية فيرمونت، ونشأ في أسرة متدينة. تلقى تعليمه المبكر في المنزل قبل أن يلتحق بأكاديمية فيليبس أندوفر. أظهر براون نبوغًا أكاديميًا مبكرًا، مما أهله للالتحاق بكلية دارتموث، حيث تخرج بمرتبة الشرف عام 1805. بعد تخرجه، درس اللاهوت تحت إشراف القس نثنائيل إيمونز، وهو شخصية بارزة في الحركة المجمعية الجديدة في نيو إنجلاند. في عام 1808، حصل على ترخيص للتبشير، وفي عام 1810 تم تعيينه قسًا لكنيسة بورتسموث الشمالية في نيوهامبشاير.
رئاسة كلية دارتموث
في عام 1815، تم انتخاب فرانسيس براون رئيسًا لكلية دارتموث، خلفًا لإيليزار ويلوك الثاني. كانت الكلية في ذلك الوقت تعاني من صعوبات مالية وتحديات إدارية. تولى براون منصبه في فترة حرجة، حيث كانت الكلية تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب محاولات الدولة للسيطرة عليها وتغيير ميثاقها.
قضية دارتموث
خلال فترة رئاسة براون، واجهت كلية دارتموث تحديًا قانونيًا كبيرًا يُعرف باسم قضية دارتموث. بدأت القضية عندما حاولت الهيئة التشريعية لولاية نيوهامبشاير تعديل ميثاق الكلية لتحويلها من مؤسسة خاصة إلى جامعة عامة تسيطر عليها الدولة. اعتقد أمناء الكلية أن هذا التدخل ينتهك ميثاق الكلية الصادر عن الملك جورج الثالث عام 1769، والذي اعتبروه عقدًا ملزمًا.
قاد فرانسيس براون، بالتعاون مع الأمناء، معركة قانونية شرسة للدفاع عن استقلال الكلية. استأجروا دانيال ويبستر، وهو خريج بارز من دارتموث ومحامٍ لامع، لتمثيل الكلية أمام المحكمة العليا للولايات المتحدة. جادل ويبستر بأن ميثاق الكلية يمثل عقدًا خاصًا محميًا بموجب الدستور الأمريكي، وأن تدخل الولاية يشكل انتهاكًا لبند العقود في الدستور.
في عام 1819، أصدرت المحكمة العليا حكمًا تاريخيًا لصالح كلية دارتموث. قضت المحكمة، برئاسة رئيس المحكمة العليا جون مارشال، بأن ميثاق الكلية كان عقدًا محميًا بموجب الدستور، وأن الولاية لا يمكنها التدخل في شؤون الكلية أو تغيير ميثاقها. كان لهذا الحكم تأثير عميق على التعليم العالي في الولايات المتحدة، حيث أكد على استقلال المؤسسات الخاصة وحمايتها من تدخل الحكومة.
إنجازات أخرى خلال فترة رئاسته
بالإضافة إلى دوره المحوري في قضية دارتموث، حقق فرانسيس براون عددًا من الإنجازات الأخرى خلال فترة رئاسته القصيرة. عمل على تحسين المناهج الدراسية وزيادة عدد الطلاب. قام أيضًا بجمع الأموال للكلية وتوسيع مرافقها. على الرغم من التحديات التي واجهها، تمكن براون من الحفاظ على استقرار الكلية وتعزيز مكانتها الأكاديمية.
- تحسين المناهج الدراسية: قام براون بمراجعة المناهج الدراسية لضمان حصول الطلاب على تعليم شامل وحديث.
- زيادة عدد الطلاب: بذل جهودًا لجذب المزيد من الطلاب الموهوبين إلى الكلية، مما أدى إلى زيادة في عدد الطلاب المسجلين.
- جمع الأموال: قام بجمع الأموال من الخريجين والمتبرعين لدعم العمليات الأكاديمية وتوسيع المرافق.
- توسيع المرافق: أشرف على بناء مبانٍ جديدة وتحسين المرافق القائمة لتلبية احتياجات الكلية المتزايدة.
وفاته وإرثه
توفي فرانسيس براون في 27 يوليو 1820، عن عمر يناهز 36 عامًا فقط، بعد صراع طويل مع المرض. على الرغم من فترة رئاسته القصيرة، ترك براون بصمة دائمة على كلية دارتموث. يُذكر بشكل خاص لدوره الحاسم في قضية دارتموث، والتي أكدت على استقلال المؤسسات الخاصة وحمايتها من تدخل الحكومة. كما يُذكر لالتزامه بالتعليم وجهوده لتحسين الكلية وتعزيز مكانتها الأكاديمية.
يعتبر فرانسيس براون شخصية محورية في تاريخ كلية دارتموث والتعليم العالي في الولايات المتحدة. لقد أظهر شجاعة وتصميمًا في الدفاع عن استقلال الكلية وحقوقها، وترك إرثًا دائمًا من الحرية الأكاديمية والاستقلالية المؤسسية.
خاتمة
كان فرانسيس براون شخصية بارزة في تاريخ كلية دارتموث. على الرغم من فترة رئاسته القصيرة، فقد كان له تأثير كبير على الكلية والتعليم العالي في الولايات المتحدة. يُذكر بشكل خاص لدوره في قضية دارتموث، والتي أكدت على استقلال المؤسسات الخاصة. كما يُذكر لالتزامه بالتعليم وجهوده لتحسين الكلية وتعزيز مكانتها الأكاديمية. يعتبر فرانسيس براون رمزًا للشجاعة والتصميم في الدفاع عن المبادئ الأكاديمية.