تاريخ الملعب وتطوره
يعود تاريخ ملعب “أختر دي كازيرن” إلى بدايات القرن العشرين، وبالتحديد إلى عام 1911، عندما تم تأسيس نادي “كيه في ميخيلين”. ومنذ ذلك الحين، أصبح الملعب جزءًا لا يتجزأ من هوية النادي والمدينة. وقد شهد الملعب العديد من التجديدات والتوسعات على مر السنين، ليتواكب مع التطورات المتسارعة في عالم كرة القدم ومتطلبات الجماهير المتزايدة.
في البداية، كان الملعب عبارة عن ساحة ترابية بسيطة، تتسع لعدد قليل من المتفرجين. ولكن مع مرور الوقت، تم بناء مدرجات خشبية بسيطة، ثم تطورت إلى مدرجات خرسانية أكثر متانة. وفي أواخر التسعينيات، خضع الملعب لعملية تجديد شاملة، تم خلالها بناء مدرجات جديدة حديثة، وتطوير المرافق الأخرى، مثل غرف تغيير الملابس، ومكاتب النادي، والمتاجر.
وفي عام 2015، تم تغيير اسم الملعب رسميًا إلى “ملعب أفاس” (AFAS Stadion)، وذلك بموجب اتفاقية رعاية مع شركة “أفاس سوفتوير” (AFAS Software)، وهي شركة هولندية متخصصة في تطوير برامج إدارة الأعمال. وقد ساهمت هذه الاتفاقية في توفير موارد مالية إضافية للنادي، مما ساعده على تطوير الملعب وتحسين مرافقه.
تصميم الملعب ومرافقه
يتميز ملعب “أختر دي كازيرن” بتصميمه الفريد، الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. فقد تم الحفاظ على بعض العناصر التاريخية للملعب، مثل المدخل الرئيسي القديم، الذي يعود إلى عام 1923، والذي يعتبر رمزًا لتاريخ النادي العريق. وفي الوقت نفسه، تم إضافة العديد من العناصر الحديثة، مثل المدرجات الجديدة، والإضاءة الحديثة، ونظام الصوت المتطور.
يتسع الملعب حاليًا لحوالي 16,677 متفرجًا، وهو ما يجعله من بين أكبر الملاعب في بلجيكا. وتنقسم المدرجات إلى أربع مناطق رئيسية، وهي: المدرج الرئيسي، والمدرج الجانبي، ومدرج الشمال، ومدرج الجنوب. وتوفر جميع المدرجات رؤية ممتازة لأرض الملعب، مما يضمن تجربة مشاهدة ممتعة لجميع المتفرجين.
بالإضافة إلى المدرجات، يضم الملعب العديد من المرافق الأخرى، مثل غرف تغيير الملابس الحديثة، والمجهزة بأحدث التجهيزات، ومكاتب النادي، التي تضم الإدارة والجهاز الفني، والمتاجر، التي تبيع منتجات النادي المختلفة، والمطاعم والمقاهي، التي تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات والمشروبات.
- المدرج الرئيسي: يقع على طول أحد جانبي الملعب، ويضم معظم المقاعد المميزة، بالإضافة إلى مقصورات كبار الشخصيات.
- المدرج الجانبي: يقع على الجانب الآخر من الملعب، ويضم مقاعد أقل من المدرج الرئيسي، ولكنه يوفر أيضًا رؤية ممتازة لأرض الملعب.
- مدرج الشمال: يقع خلف أحد المرميين، ويضم مقاعد مخصصة لجماهير النادي الأكثر حماسًا.
- مدرج الجنوب: يقع خلف المرمى الآخر، ويضم مقاعد مخصصة للجماهير الزائرة.
أهمية الملعب لنادي كيه في ميخيلين
يمثل ملعب “أختر دي كازيرن” أكثر من مجرد ملعب كرة قدم لنادي “كيه في ميخيلين”. إنه بمثابة البيت الروحي للنادي، والقلب النابض لمدينة ميخيلين. فقد شهد الملعب العديد من اللحظات التاريخية في مسيرة النادي، من الفوز بلقب الدوري البلجيكي في عام 1989، إلى الفوز بكأس الكؤوس الأوروبية في عام 1988.
يشكل الملعب أيضًا مصدر فخر واعتزاز لجماهير النادي، الذين يعتبرونه جزءًا من هويتهم. ففي كل مباراة، يمتلئ الملعب بالجماهير المتحمسة، التي تهتف وتشجع فريقها بكل قوة. وتخلق هذه الأجواء الحماسية جوًا رائعًا داخل الملعب، يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الملعب دورًا مهمًا في تعزيز مكانة النادي على الصعيدين المحلي والدولي. فمن خلال استضافة المباريات الهامة، والفعاليات الرياضية المختلفة، يساهم الملعب في رفع مستوى الوعي بالنادي، وجذب المزيد من المشجعين والداعمين.
تأثير الملعب على المجتمع المحلي
لا يقتصر تأثير ملعب “أختر دي كازيرن” على كرة القدم فقط، بل يمتد ليشمل المجتمع المحلي بأكمله. فمن خلال استضافة الفعاليات الرياضية والثقافية المختلفة، يساهم الملعب في تعزيز الروابط الاجتماعية، وتوفير فرص الترفيه والتسلية لسكان المدينة.
كما يلعب الملعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال توفير فرص عمل للعديد من الأشخاص، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. فعلى سبيل المثال، يعمل العديد من الأشخاص في الملعب نفسه، في وظائف مختلفة، مثل الأمن، والصيانة، والضيافة. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد العديد من الشركات المحلية من وجود الملعب، من خلال تقديم خدماتها ومنتجاتها للجماهير والزوار.
علاوة على ذلك، يساهم الملعب في تحسين صورة المدينة، وجذب المزيد من السياح. فمن خلال استضافة المباريات الهامة، والفعاليات الرياضية الدولية، يتم تسليط الضوء على مدينة ميخيلين، وإبراز معالمها السياحية والثقافية.
مستقبل الملعب والتطلعات
تسعى إدارة نادي “كيه في ميخيلين” باستمرار إلى تطوير ملعب “أختر دي كازيرن”، وتحسين مرافقه، لجعله أكثر حداثة وجاذبية. وتتضمن الخطط المستقبلية بناء مدرجات جديدة، وتطوير نظام الإضاءة، وتركيب شاشات عملاقة، وتوسيع المرافق التجارية.
تهدف هذه التطورات إلى توفير تجربة مشاهدة أفضل للجماهير، وزيادة إيرادات النادي، وتعزيز مكانته على الصعيدين المحلي والدولي. كما تأمل إدارة النادي في أن يصبح الملعب مركزًا رياضيًا وثقافيًا متكاملًا، يستضيف العديد من الفعاليات المختلفة، ويساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، ودعم الاقتصاد المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى إدارة النادي إلى جعل الملعب أكثر صداقة للبيئة، من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل النفايات، وإعادة تدوير المواد. وتهدف هذه المبادرات إلى المساهمة في حماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.
خاتمة
ملعب “أختر دي كازيرن” ليس مجرد مكان لمشاهدة كرة القدم؛ إنه رمز لتاريخ المدينة، وشغف جماهير “كيه في ميخيلين”. عبر تاريخه الطويل، شهد الملعب لحظات فرح وانتصار، ولحظات حزن وخيبة أمل، ولكنه بقي دائمًا القلب النابض للنادي والمجتمع المحلي. مع التجديدات المستمرة والتطلعات المستقبلية، سيظل “أختر دي كازيرن” مكانًا يجمع الناس، ويُلهم الأجيال القادمة.