هوارد فرانك موشر (Howard Frank Mosher)

نشأته وتعليمه

ولد هوارد فرانك موشر في بلدة ليونز فولز، نيويورك، وترعرع في منطقة ريفية. كان والده مديرًا لمكتبة، مما غرس فيه حبًا مبكرًا للقراءة والأدب. انتقلت عائلته إلى فيرمونت عندما كان مراهقًا، وأثرت المناظر الطبيعية الخلابة والحياة الريفية في الولاية بشكل عميق على كتاباته المستقبلية. درس موشر في كلية ميدلبوري في فيرمونت، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي. بعد التخرج، خدم في جيش الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى فيرمونت لمتابعة مهنة الكتابة.

مسيرته الأدبية

بدأ موشر مسيرته الأدبية بنشر قصص قصيرة في المجلات الأدبية. سرعان ما لفتت كتاباته انتباه النقاد والقراء على حد سواء، بسبب أسلوبه المميز في الكتابة وقدرته على التقاط جوهر الحياة في نيو إنجلاند. نُشرت روايته الأولى، “حيث يبدأ النهر”، في عام 1979 ولاقت استحسانًا كبيرًا. تدور أحداث الرواية في مملكة الشمال الغربي في فيرمونت خلال الحرب العالمية الأولى، وتحكي قصة مراهق يكافح من أجل التصالح مع إحساسه بالواجب تجاه عائلته ووطنه.

أثبتت رواية “حيث يبدأ النهر” موشر كمؤلف موهوب وواعد. واصل نشر سلسلة من الروايات والقصص القصيرة التي رسخت مكانته كواحد من أهم كتاب نيو إنجلاند المعاصرين. غالبًا ما استكشفت أعماله موضوعات مماثلة، مثل أهمية الأسرة والمجتمع، وصراع الإنسان مع الطبيعة، وتأثير التاريخ على حياة الناس.

من بين أشهر رواياته الأخرى “مملكة الليل” (1982)، و”قصة الغرب الأقصى” (1990)، و”ماري بليث” (2003)، و”الرجال الذين صنعوا مملكة الشمال الغربي” (2015). بالإضافة إلى رواياته، نشر موشر أيضًا مجموعتين من القصص القصيرة، “الرجل الذي ذهب إلى الجبل” (1991) و “طائر على سطح البحر” (2000)، وكتابين غير خياليين، “رحلة إلى مملكة الشمال الغربي” (1998) و “قصص من مملكة الشمال الغربي” (2010).

  • “حيث يبدأ النهر” (Where the Rivers Flow North): قصة مؤثرة عن مراهق يواجه تحديات الولاء خلال الحرب العالمية الأولى في فيرمونت.
  • “مملكة الليل” (A Stranger in the Kingdom): رواية تستكشف التعصب والعدالة في بلدة صغيرة في فيرمونت.
  • “قصة الغرب الأقصى” (Northern Borders): ملحمة عائلية تمتد لأجيال في منطقة الحدود الوعرة في فيرمونت.
  • “ماري بليث” (Marie Blythe): قصة حب معقدة تدور أحداثها في مملكة الشمال الغربي.
  • “الرجال الذين صنعوا مملكة الشمال الغربي” (God’s Kingdom): نظرة حميمة على حياة وسكان هذه المنطقة الفريدة.

أسلوبه الأدبي

تميز أسلوب موشر في الكتابة بالبساطة والوضوح والحيوية. كان لديه موهبة في التقاط لغة وأصوات الناس في نيو إنجلاند، وغالبًا ما استخدم الفكاهة والتهكم في كتاباته. كان أيضًا كاتبًا ماهرًا في تصوير المناظر الطبيعية، وغالبًا ما وصف المناظر الطبيعية في فيرمونت بتفاصيل مذهلة.

كانت كتابات موشر متجذرة بعمق في تجربته الشخصية. كان محبًا مدى الحياة لمملكة الشمال الغربي في فيرمونت، وقد استمد إلهامه من تاريخ المنطقة وثقافتها وشعبها. كان أيضًا كاتبًا ملتزمًا اجتماعيًا، وغالبًا ما تناول أعماله قضايا العدالة الاجتماعية والبيئية.

تعتبر كتابات موشر مهمة لعدة أسباب. أولاً، توفر صورة حية ودقيقة للحياة في نيو إنجلاند. ثانيًا، تستكشف موضوعات مهمة مثل الأسرة والمجتمع وصراع الإنسان مع الطبيعة. ثالثًا، مكتوبة بأسلوب بسيط وواضح وحيوي يجعلها في متناول القراء من جميع الخلفيات.

الجوائز والتكريمات

حصل موشر على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله، بما في ذلك زمالة غوغنهايم، وجائزة نيويورك تايمز للكتاب الملحوظ، وجائزة نيو إنجلاند للكتاب. تم ترشيح العديد من رواياته لجائزة بوليتزر.

بالإضافة إلى كتاباته، كان موشر أيضًا مدرسًا ومحاضرًا مشهورًا. قام بتدريس الكتابة الإبداعية في كلية ميدلبوري وجامعة فيرمونت، وألقى محاضرات في الكليات والجامعات في جميع أنحاء البلاد.

تأثيره وإرثه

ترك هوارد فرانك موشر إرثًا دائمًا كواحد من أهم كتاب نيو إنجلاند المعاصرين. ألهمت كتاباته أجيالًا من القراء والكتاب، وساهمت في فهمنا وتقديرنا لتاريخ وثقافة نيو إنجلاند.

لا تزال كتبه تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع اليوم، ويتم الاحتفال بها لجمالها وبصيرتها وأهميتها الاجتماعية. سيتذكره موشر ككاتب موهوب وملتزم، ورجل كرس حياته لخدمة الأدب والمجتمع.

مقتطفات من أقواله

  • “الكتابة هي محاولة لفهم العالم من حولنا، وللتعبير عن هذا الفهم بطريقة ذات معنى للآخرين.”
  • “أعتقد أن الأدب يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تعزيز العدالة الاجتماعية والبيئية.”
  • “أعتقد أننا جميعًا لدينا قصص لنرويها، وأن من المهم أن نروي هذه القصص.”

الأعمال السينمائية المقتبسة من رواياته

تم اقتباس روايتين من روايات هوارد فرانك موشر إلى أفلام سينمائية:

  • “حيث يبدأ النهر” (Where the Rivers Flow North) تم تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم في عام 1993، من إخراج جاي كامو وبطولة تانتو كاردينال وريب تورن. الفيلم يحكي قصة رجل من السكان الأصليين يرفض بيع أرضه لشركة الطاقة.
  • “الرجال الذين صنعوا مملكة الشمال الغربي” (God’s Kingdom) تم تحويلها إلى فيلم وثائقي يحمل نفس الاسم في عام 2013، من إخراج جاي كامو. الفيلم يستكشف تاريخ وثقافة مملكة الشمال الغربي في فيرمونت.

خاتمة

كان هوارد فرانك موشر مؤلفًا أمريكيًا بارزًا اشتهر برواياته التي تدور أحداثها في منطقة مملكة الشمال الغربي في فيرمونت. استكشفت أعماله موضوعات مثل العزلة والأسرة والمجتمع وصراع الإنسان مع الطبيعة. ترك موشر إرثًا دائمًا كواحد من أهم كتاب نيو إنجلاند المعاصرين، ولا تزال كتبه تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع اليوم.

المراجع