التصنيف والأنواع
تعتبر البارما جزءًا من عائلة البومباسيثريداي، التي تضم أكثر من 360 نوعًا مختلفًا من أسماك الدامسل. يتميز جنس البارما بخصائص معينة تميزه عن الأجناس الأخرى في العائلة. على الرغم من أن عدد أنواع البارما ليس كبيرًا مثل بعض الأجناس الأخرى، إلا أن كل نوع له خصائصه الفريدة التي تجعله مميزًا. من بين الأنواع المعروفة في هذا الجنس:
- Parma alboscapularis Allen & Hoese, 1975: يُعرف أيضًا باسم “نيوزيلندا بلاك دامسلفيش”. يتواجد هذا النوع بشكل أساسي في المياه المحيطة بنيوزيلندا. يتميز بلونه الداكن وسلوكه الإقليمي القوي.
- Parma australis Steindachner, 1867: يوجد هذا النوع حول السواحل الجنوبية لأستراليا. يتميز بألوانه الزاهية وأنماط جسمه المميزة.
- Parma koniuto Parenti & Randall, 2000: يعتبر هذا النوع من الأنواع الأقل شيوعًا في جنس البارما. يتواجد في مناطق معينة من المحيط الهادئ.
- Parma microlepis Günther, 1862: يتميز هذا النوع بحجمه الصغير، حيث يصل طوله عادة إلى حوالي 15 سم. يتواجد في المياه المحيطة بأستراليا.
- Parma occidentalis Allen & Hoese, 1975: يوجد هذا النوع في المياه الغربية لأستراليا. يتميز بألوانه الداكنة وسلوكه الإقليمي.
- Parma oligolepis Whitley, 1929: يعتبر هذا النوع من الأنواع الصغيرة في جنس البارما. يتواجد في المياه المحيطة بأستراليا.
- Parma polylepis Günther, 1862: يتميز هذا النوع بعدد كبير من الحراشف على جسمه. يتواجد في المياه المحيطة بأستراليا.
- Parma unifasciata Steindachner, 1867: يتميز هذا النوع بشريط واحد على جسمه. يتواجد في المياه المحيطة بأستراليا.
الموطن والتوزيع
تعتبر أسماك البارما من الأسماك الاستوائية التي تفضل المياه الدافئة. تتواجد بشكل رئيسي في المحيط الهادئ، وخاصة حول أستراليا ونيوزيلندا والجزر المحيطة بها. تعيش هذه الأسماك في المناطق الصخرية والشعاب المرجانية، حيث تجد المأوى والغذاء. غالبًا ما توجد في المياه الضحلة، ولكنها يمكن أن تعيش أيضًا في المياه العميقة نسبيًا. يختلف توزيع أنواع البارما المختلفة، حيث يفضل بعضها مناطق معينة أكثر من غيرها. على سبيل المثال، يفضل Parma alboscapularis المياه المحيطة بنيوزيلندا، بينما يفضل Parma australis المياه المحيطة بالساحل الجنوبي لأستراليا.
الوصف الفيزيائي
تتميز أسماك البارما بأجسامها الصغيرة والمضغوطة. يختلف لونها بشكل كبير بين الأنواع، ولكنها غالبًا ما تكون زاهية وملونة. يمكن أن تكون الألوان صفراء أو برتقالية أو زرقاء أو سوداء أو مزيجًا من هذه الألوان. غالبًا ما تكون هناك أنماط مميزة على الجسم، مثل الخطوط أو البقع. يصل طول معظم أنواع البارما إلى حوالي 10-20 سم، على الرغم من أن بعض الأنواع يمكن أن تكون أكبر أو أصغر. تمتلك هذه الأسماك زعنفة ظهرية طويلة تمتد على طول الجزء الخلفي من الجسم، بالإضافة إلى زعانف صدرية وحوضية وشرجية وذيلية تساعدها على الحركة والتوازن في الماء.
السلوك
تُعرف أسماك البارما بسلوكها الإقليمي القوي. غالبًا ما تدافع عن مناطقها بقوة ضد الأسماك الأخرى، وخاصة تلك التي تنتمي إلى نفس النوع أو الأنواع المشابهة. يمكن أن يكون هذا السلوك الإقليمي مشكلة في أحواض السمك، حيث يمكن أن تؤذي البارما الأسماك الأخرى. تتغذى أسماك البارما على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الطحالب واللافقاريات الصغيرة. غالبًا ما توجد بالقرب من الشعاب المرجانية، حيث تجد الكثير من الطعام والمأوى.
التكاثر
تتكاثر أسماك البارما عن طريق وضع البيض. يقوم الذكر بتنظيف منطقة معينة في الشعاب المرجانية أو الصخور لجذب الأنثى لوضع البيض. بعد وضع البيض، يقوم الذكر بحراسة البيض حتى يفقس. تستغرق فترة الحضانة عادة بضعة أيام، حسب درجة حرارة الماء. بعد الفقس، تسبح اليرقات بحرية في الماء وتتغذى على العوالق. عندما تكبر اليرقات، تستقر في الشعاب المرجانية وتتحول إلى أسماك بالغة.
الأهمية البيئية
تلعب أسماك البارما دورًا مهمًا في النظم البيئية للشعاب المرجانية. تتغذى هذه الأسماك على الطحالب واللافقاريات الصغيرة، مما يساعد على الحفاظ على توازن النظام البيئي. كما أنها توفر الغذاء للأسماك الأكبر حجمًا والحيوانات المفترسة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر أسماك البارما مؤشرًا على صحة الشعاب المرجانية. إذا كانت أعداد أسماك البارما تتناقص، فقد يشير ذلك إلى وجود مشاكل في النظام البيئي، مثل التلوث أو تدمير الموائل.
التهديدات والمحافظة عليها
تواجه أسماك البارما العديد من التهديدات، بما في ذلك تدمير الموائل والتلوث والصيد الجائر. يمكن أن يؤدي تدمير الشعاب المرجانية إلى فقدان المأوى والغذاء لأسماك البارما. يمكن أن يؤدي التلوث إلى تسمم الأسماك أو تدمير مصادر غذائها. يمكن أن يؤدي الصيد الجائر إلى استنزاف أعداد الأسماك. لحماية أسماك البارما، من المهم الحفاظ على الشعاب المرجانية وتقليل التلوث وتنظيم الصيد. يمكن أيضًا تربية أسماك البارما في الأسر، مما يمكن أن يساعد في تقليل الضغط على الأعداد البرية.
في أحواض السمك
تعتبر أسماك البارما شائعة في أحواض السمك البحرية بسبب ألوانها الزاهية وسلوكها المثير للاهتمام. ومع ذلك، يجب على المربين المحافظة عليها بحذر بسبب طبيعتها العدوانية. يجب أن يتم الاحتفاظ بأسماك البارما في أحواض كبيرة بما يكفي لتوفير مساحة كافية لها للسباحة والتراجع. يجب أيضًا تزويدها بالكثير من الملاجئ، مثل الصخور والشعاب المرجانية الاصطناعية. يجب أن يتم الاحتفاظ بأسماك البارما مع الأسماك الأخرى التي يمكن أن تتحمل سلوكها العدواني. من المهم أيضًا تزويد أسماك البارما بنظام غذائي متنوع يتكون من الطحالب واللافقاريات الصغيرة.
دراسات حديثة
تُجرى العديد من الدراسات الحديثة حول أسماك البارما بهدف فهم سلوكها وتكاثرها وأهميتها البيئية بشكل أفضل. تركز بعض هذه الدراسات على تأثير تغير المناخ على أسماك البارما، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الماء وتحمض المحيطات إلى تغيير توزيع ووفرة هذه الأسماك. تركز دراسات أخرى على فعالية تدابير الحماية، مثل إنشاء مناطق بحرية محمية وتنظيم الصيد.
خاتمة
تعتبر أسماك البارما جنسًا مثيرًا للاهتمام من أسماك الدامسل. تتميز هذه الأسماك بألوانها الزاهية وسلوكها الإقليمي القوي وأهميتها البيئية. على الرغم من أنها تواجه العديد من التهديدات، إلا أن هناك جهودًا جارية لحمايتها والحفاظ عليها. سواء كنت عالمًا أو مربيًا للأسماك أو مجرد شخص مهتم بالحياة البحرية، فإن أسماك البارما تستحق الدراسة والتقدير.