حياته المبكرة ومسيرته التحكيمية
ولد غوتفريد دينست في مدينة بازل السويسرية عام 1919. بدأ مسيرته التحكيمية في وقت مبكر، وسرعان ما برز كواحد من أبرز الحكام في سويسرا. تميز دينست بشخصيته القوية وقراراته الحاسمة، مما جعله يحظى باحترام اللاعبين والمدربين على حد سواء.
لم تقتصر مسيرة دينست التحكيمية على المستوى المحلي، بل امتدت إلى المسابقات الدولية. شارك في تحكيم العديد من المباريات الهامة في البطولات الأوروبية وكأس العالم، مما أكسبه شهرة واسعة على مستوى العالم.
نهائي كأس العالم 1966
تعتبر مباراة نهائي كأس العالم 1966 بين إنجلترا وألمانيا الغربية، التي أقيمت في ملعب ويمبلي الشهير في لندن، ذروة مسيرة غوتفريد دينست التحكيمية. كانت المباراة متكافئة ومثيرة، وشهدت العديد من اللحظات الحاسمة. انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافي.
في الدقيقة 101 من الوقت الإضافي، سدد جيف هيرست، مهاجم إنجلترا، كرة قوية ارتطمت بالعارضة وارتدت إلى الأسفل. احتج لاعبو ألمانيا الغربية مطالبين بعدم احتساب الهدف، بينما ادعى لاعبو إنجلترا أن الكرة تجاوزت خط المرمى. استشار دينست حكم الراية السوفيتي توفيق باخراموف، الذي أشار إلى احتساب الهدف.
احتسب دينست الهدف، لتتقدم إنجلترا بنتيجة 3-2. سجل هيرست هدفًا آخر في الدقائق الأخيرة من المباراة، لتنتهي المباراة بفوز إنجلترا بنتيجة 4-2 وتتويجها بكأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها.
الجدل حول الهدف
لا يزال الهدف الذي سجله جيف هيرست في نهائي كأس العالم 1966 مثارًا للجدل حتى يومنا هذا. تباينت الآراء حول ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت خط المرمى أم لا. أظهرت الإعادة التلفزيونية أن الكرة كانت قريبة جدًا من الخط، وأن زاوية الرؤية لم تكن واضحة بما يكفي لاتخاذ قرار قاطع.
يرى البعض أن قرار دينست باحتساب الهدف كان خاطئًا، وأنه ساهم في فوز إنجلترا باللقب بشكل غير مستحق. بينما يرى آخرون أن دينست اتخذ القرار الأفضل بناءً على المعلومات المتاحة له في ذلك الوقت، وأن حكم الراية كان لديه رؤية أفضل للواقعة.
بغض النظر عن صحة القرار، فإن هدف هيرست سيظل دائمًا جزءًا من تاريخ كرة القدم، وسيذكر غوتفريد دينست دائمًا كالحكم الذي احتسب هذا الهدف المثير للجدل.
آراء أخرى حول التحكيم
بعيدًا عن الجدل المحيط بهدف هيرست، يعتبر أداء غوتفريد دينست في نهائي كأس العالم 1966 بشكل عام جيدًا. أدار دينست المباراة بحزم وثقة، واتخذ العديد من القرارات الصحيحة. لم يتأثر دينست بالضغط الجماهيري الكبير أو بأهمية المباراة، وظل ملتزمًا بتطبيق قوانين اللعبة.
بعد المباراة، أشاد العديد من المراقبين بأداء دينست التحكيمي، واعتبروه أحد أفضل الحكام في العالم. حصل دينست على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في كرة القدم.
اعتزاله
اعتزل غوتفريد دينست التحكيم في عام 1970، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات. بعد اعتزاله، عمل دينست كمراقب للحكام ومستشارًا للاتحاد السويسري لكرة القدم. استمر دينست في دعم وتطوير كرة القدم السويسرية حتى وفاته في عام 1998.
إرثه
ترك غوتفريد دينست إرثًا كبيرًا في عالم كرة القدم. يعتبر دينست واحدًا من أفضل الحكام في تاريخ سويسرا، وأحد أبرز الحكام في العالم في عصره. سيبقى دينست في الذاكرة كالحكم الذي أدار نهائي كأس العالم 1966، والمباراة التي شهدت هدفًا سيظل دائمًا مثارًا للجدل.
توفي غوتفريد دينست في برن عام 1998 عن عمر يناهز 78 عامًا. لا يزال اسم دينست يتردد في الأوساط الكروية حتى يومنا هذا، كرمز للحكم العادل والشجاع.
خاتمة
كان غوتفريد دينست حكم كرة قدم سويسريًا متميزًا، اشتهر بتحكيمه في نهائي كأس العالم 1966، وخاصةً الهدف المثير للجدل الذي سجله جيف هيرست. على الرغم من الجدل، يعتبر دينست من أفضل الحكام في تاريخ سويسرا وترك إرثًا هامًا في عالم كرة القدم.