حياته المبكرة وتعليمه
ولد والتر هيويل في برلين في 25 مارس 1904. بعد الانتهاء من تعليمه الثانوي، التحق بالجامعة لدراسة الهندسة. خلال فترة دراسته الجامعية، انخرط في السياسة وأصبح عضوًا في الحزب النازي في عام 1923، في وقت مبكر من تاريخ الحزب. شارك في انقلاب بير هول الفاشل في نفس العام، مما أدى إلى سجنه لفترة قصيرة.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد إطلاق سراحه من السجن، استأنف هيويل دراسته وحصل على شهادته في الهندسة. ومع ذلك، ظل نشطًا في الحزب النازي، وسرعان ما صعد في الرتب. في عام 1930، تم تعيينه رئيسًا لفرع الحزب النازي في ميونيخ. بفضل علاقاته القوية داخل الحزب، أصبح مقربًا من أدولف هتلر.
دوره في الحزب النازي
كان هيويل شخصية مؤثرة في الحزب النازي. لقد لعب دورًا حاسمًا في الدعاية والتعبئة السياسية للحزب. بصفته رئيسًا لفرع الحزب في ميونيخ، كان مسؤولاً عن تنظيم الفعاليات والاجتماعات التي تهدف إلى حشد الدعم للحزب النازي.
دبلوماسيًا في وزارة الخارجية
بعد وصول النازيين إلى السلطة في عام 1933، دخل هيويل السلك الدبلوماسي. تم تعيينه في وزارة الخارجية الألمانية، حيث عمل تحت إمرة يواخيم فون ريبنتروب. كانت مهمته الرئيسية هي العمل كحلقة وصل بين ريبنتروب وهتلر، وضمان تنفيذ سياسات هتلر في وزارة الخارجية.
دوره كحلقة وصل بين هتلر وريبنتروب
كان دور هيويل كحلقة وصل بين هتلر وريبنتروب بالغ الأهمية. كان يتمتع بثقة هتلر الكاملة، وغالبًا ما كان ينقل رسائل هتلر إلى ريبنتروب، ويتأكد من أن ريبنتروب يفهم تمامًا ما يريده هتلر. كما كان هيويل مسؤولاً عن تصفية التقارير والمعلومات التي تصل إلى هتلر من وزارة الخارجية.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، استمر هيويل في منصبه كدبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية. كان مسؤولاً عن التعامل مع العديد من القضايا الحساسة، بما في ذلك العلاقات مع الدول الحليفة والمحايدة. كما كان متورطًا في المفاوضات مع دول أخرى بشأن قضايا مثل التجارة والتبادل التجاري.
سقوط الرايخ الثالث وانتحاره
مع اقتراب نهاية الحرب، ومع سقوط الرايخ الثالث، بقي هيويل مع هتلر في قبو الفوهرر في برلين. كان من بين آخر الأشخاص الذين رأوا هتلر قبل انتحاره في 30 أبريل 1945. بعد انتحار هتلر، حاول هيويل الفرار من برلين مع مجموعة أخرى من المسؤولين النازيين. ومع ذلك، تم القبض عليهم من قبل القوات السوفيتية. خوفًا من الوقوع في أيدي السوفييت، انتحر هيويل في 2 مايو 1945.
علاقته بأدولف هتلر
كانت علاقة هيويل بأدولف هتلر وثيقة جدًا. كان هيويل أحد المقربين من هتلر، وكان يتمتع بثقته الكاملة. غالبًا ما كان هيويل يحضر الاجتماعات الخاصة مع هتلر، وكان يتمتع بإمكانية الوصول إلى هتلر في أي وقت. يعتقد الكثيرون أن ولاء هيويل المطلق لهتلر كان أحد الأسباب الرئيسية لنجاته من العديد من التطهيرات الداخلية داخل الحزب النازي.
ميراثه
يعتبر والتر هيويل شخصية مثيرة للجدل في التاريخ. من ناحية، كان دبلوماسيًا فعالاً لعب دورًا مهمًا في وزارة الخارجية الألمانية. من ناحية أخرى، كان عضوًا ملتزمًا في الحزب النازي، وكان متورطًا في العديد من الجرائم التي ارتكبها النظام النازي. لا يزال ميراثه مثار جدل بين المؤرخين.
رتبة هيويل العسكرية
وصل هيويل إلى رتبة *Gruppenführer* في قوات الأمن الخاصة (SS). هذه الرتبة تعادل رتبة فريق في الجيش الألماني، مما يدل على مكانته الرفيعة داخل النظام النازي.
دوره في المفاوضات الدبلوماسية
على الرغم من أنه كان معروفًا بولائه الشديد لهتلر، لعب هيويل أيضًا دورًا في بعض المفاوضات الدبلوماسية، خاصة تلك التي تتعلق بالشؤون الاقتصادية والتجارية. ومع ذلك، كانت مشاركته دائمًا تحت إشراف ريبنتروب، وكانت تعكس بشكل أساسي سياسات هتلر.
انتحاره
تعتبر قصة انتحار هيويل مؤثرة، حيث تعكس حالة اليأس والفوضى التي كانت تعيشها القيادة النازية في الأيام الأخيرة من الحرب. يُظهر انتحاره مدى الخوف الذي كان يشعر به هو وغيره من المسؤولين النازيين من الوقوع في أيدي الحلفاء أو السوفييت.
خاتمة
كان والتر هيويل شخصية بارزة في ألمانيا النازية، لعب دورًا مهمًا كدبلوماسي وحلقة وصل بين هتلر وريبنتروب. على الرغم من مسيرته المهنية الناجحة، إلا أنه ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالنظام النازي، وانتهى به الأمر بالانتحار مع اقتراب نهاية الحرب. يظل هيويل شخصية مثيرة للجدل، حيث يرى البعض فيه دبلوماسيًا فعالاً، بينما يرى البعض الآخر فيه مجرم حرب متورطًا في جرائم النظام النازي.