<![CDATA[
مقدمة
الأمير بارناباس سيبوسيسو دلاميني (15 مايو 1942 – 28 سبتمبر 2018) كان سياسيًا من إسواتيني شغل منصب رئيس وزراء إسواتيني لفترتين غير متتاليتين. تميزت حياته السياسية بتفانيه في خدمة بلاده، وتقلبات السلطة، والجدل.
نشأته وتعليمه
ولد بارناباس سيبوسيسو دلاميني في عائلة ملكية في نخلانجانو، وهي منطقة تقع في جنوب إسواتيني. تلقى تعليمه المبكر في مدارس محلية قبل أن يواصل دراسته في الخارج. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم من جامعة فورت هير في جنوب إفريقيا، ثم حصل على درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة ماكماستر في كندا. كما حصل على شهادة في القانون من جامعة جنوب إفريقيا.
حياته المهنية المبكرة
قبل دخوله عالم السياسة، عمل دلاميني في القطاع الخاص، حيث شغل مناصب إدارية في شركات مختلفة. اكتسب خبرة قيمة في مجال الإدارة والمالية، مما ساعده لاحقًا في حياته المهنية السياسية.
الفترة الأولى كرئيس للوزراء (1996-2003)
تم تعيين دلاميني رئيسًا للوزراء لأول مرة في عام 1996 من قبل الملك مسواتي الثالث. خلال فترة ولايته الأولى، ركز على تعزيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. نفذ عددًا من الإصلاحات الاقتصادية الهادفة إلى تحسين مناخ الأعمال في البلاد. كما سعى إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأخرى في المنطقة.
- النمو الاقتصادي: قام بتطبيق سياسات لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
- الإصلاحات الاقتصادية: قام بإدخال إصلاحات لتحسين مناخ الأعمال.
- العلاقات الدولية: سعى لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة.
ومع ذلك، واجهت حكومته انتقادات بسبب قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية. اتهمت بعض الجماعات الحقوقية حكومته بتقييد حرية التعبير والتجمع.
الفترة بين الولايتين
بعد انتهاء فترة ولايته الأولى في عام 2003، عاد دلاميني إلى القطاع الخاص. استمر في العمل في مجال الأعمال والاستشارات، وظل على اتصال بالشؤون السياسية في البلاد.
الفترة الثانية كرئيس للوزراء (2008-2018)
في عام 2008، تم تعيين دلاميني مرة أخرى رئيسًا للوزراء من قبل الملك مسواتي الثالث. كانت فترة ولايته الثانية مليئة بالتحديات، بما في ذلك الأزمة المالية العالمية والاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية.
- الأزمة المالية العالمية: واجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب الأزمة.
- الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية: تصاعدت المطالبات بالإصلاح السياسي.
اتخذت حكومته إجراءات تقشفية لمواجهة الأزمة المالية، مما أثار استياءً شعبيًا. كما واجهت انتقادات بسبب تعاملها مع الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية. اتهمت بعض الجماعات الحقوقية الحكومة باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
الجدل والخلافات
لم تخلُ حياة دلاميني السياسية من الجدل والخلافات. اتُهم بالفساد وإساءة استخدام السلطة. كما واجه انتقادات بسبب أسلوبه القيادي الذي وصفه البعض بأنه استبدادي.
- اتهامات بالفساد: واجه اتهامات تتعلق بالفساد المالي والإداري.
- إساءة استخدام السلطة: اتهم باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية.
- أسلوب قيادي استبدادي: انتقد بسبب أسلوبه المتسلط في إدارة شؤون الدولة.
في عام 2010، واجه دلاميني اقتراحًا بحجب الثقة عنه في البرلمان، لكنه نجا منه بأغلبية ضئيلة. أظهر هذا الحادث الانقسامات السياسية العميقة في البلاد.
إنجازات ومساهمات
على الرغم من الجدل والخلافات، حقق دلاميني أيضًا عددًا من الإنجازات خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء. ساهم في تطوير البنية التحتية في البلاد، وتعزيز التعليم، وتحسين الخدمات الصحية. كما لعب دورًا مهمًا في المفاوضات التجارية الإقليمية والدولية.
- تطوير البنية التحتية: قام بتنفيذ مشاريع لتحديث البنية التحتية في البلاد.
- تعزيز التعليم: عمل على تحسين جودة التعليم وزيادة فرص الحصول عليه.
- تحسين الخدمات الصحية: سعى لتوفير خدمات صحية أفضل للمواطنين.
- المفاوضات التجارية: لعب دورًا في تعزيز العلاقات التجارية الإقليمية والدولية.
كما يُذكر لدوره في الحفاظ على الاستقرار السياسي في البلاد خلال فترات مضطربة.
مرضه ووفاته
في عام 2018، بدأ دلاميني يعاني من مشاكل صحية. سافر إلى الخارج لتلقي العلاج، لكنه توفي في 28 سبتمبر 2018 عن عمر يناهز 76 عامًا. أعلنت الحكومة حدادًا وطنيًا على وفاته.
ردود الفعل على وفاته
أثارت وفاة دلاميني ردود فعل متباينة. أشاد به البعض لدوره في خدمة بلاده، بينما انتقده آخرون بسبب سياساته المثيرة للجدل. ومع ذلك، اتفق الجميع على أنه كان شخصية بارزة في تاريخ إسواتيني.
إرثه
يبقى إرث بارناباس سيبوسيسو دلاميني معقدًا ومتعدد الأوجه. سيُذكر كرئيس وزراء خدم بلاده في فترات صعبة، وحقق بعض الإنجازات الملموسة، لكنه واجه أيضًا انتقادات كبيرة بسبب قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية.
خاتمة
كان بارناباس سيبوسيسو دلاميني شخصية محورية في تاريخ إسواتيني الحديث. شغل منصب رئيس الوزراء لفترتين متباينتين، تميزت كل منهما بتحديات وفرص فريدة. على الرغم من الجدل الذي أحاط ببعض جوانب حياته المهنية، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثيره على التنمية السياسية والاقتصادية في بلاده. يبقى إرثه موضوعًا للنقاش والتحليل، لكن دوره في تشكيل مسار إسواتيني سيظل حاضرًا في الذاكرة الجماعية.