الخلفية والإنتاج
تدور أحداث المسرحية في عام 1861، وتتناول قصة إيفلين بلومر، ابنة صانع الأطواق في بلدة سيراكيوز بولاية نيويورك، والتي أصبحت منادية قوية بحقوق المرأة، وخاصة فيما يتعلق بحقها في ارتداء ملابس أكثر عملية وحرية، مثل “سراويل بلومر”. تتورط إيفلين في صراع مع المجتمع المحافظ الذي تعيش فيه، والذي يرفض أفكارها التقدمية. تتوازى قصة إيفلين مع قصة الحب بين شقيقتها، كونستانس، وبين جيفرسون، وهو شاب جنوبي مؤيد للعبودية، مما يضيف بعدًا إضافيًا إلى استكشاف المسرحية للقضايا الاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت.
عُرضت مسرحية “فتاة بلومر” لأول مرة في مسرح شوبرت في برودواي في 5 أكتوبر 1944، واستمرت لمدة 657 عرضًا. أخرج المسرحية دانياث، وصمم الرقصات أغنيس دي ميل. ضم فريق الممثلين الأصليين جوان مكراكين في دور إيفلين بلومر، وسيلست هولم في دور كونستانس، وديفيد بروكس في دور جيفرسون، وإليزابيث ديرنج في دور دالي. لاقت المسرحية نجاحًا كبيرًا، واشتهرت بأغانيها الجذابة وتصميم الرقصات المبتكر.
الحبكة
تبدأ المسرحية بتقديم إيفلين بلومر، الشابة الطموحة التي تسعى إلى تغيير المجتمع من خلال الدعوة إلى حقوق المرأة. تصطدم إيفلين بالتقاليد السائدة عندما تقرر ارتداء سراويل بلومر، وهي ملابس تعتبر غير لائقة في ذلك الوقت. تواجه إيفلين معارضة شديدة من والدها، هوراس، الذي يملك متجرًا للأطواق، ومن خطيبها، ناش، الذي يفضل أن تلتزم بالدور التقليدي للمرأة.
في هذه الأثناء، تقع كونستانس، شقيقة إيفلين، في حب جيفرسون، وهو شاب من الجنوب مؤيد للعبودية. يثير هذا الحب صراعًا بين الشقيقتين، حيث ترفض إيفلين فكرة الزواج من شخص يؤمن بالعبودية. تتصاعد الأحداث عندما يقرر جيفرسون العودة إلى الجنوب للانضمام إلى الجيش الكونفدرالي، مما يهدد علاقته بكونستانس.
تسافر إيفلين إلى واشنطن العاصمة للمشاركة في مظاهرة للمطالبة بحقوق المرأة. هناك، تلتقي بالعديد من الشخصيات البارزة في حركة حقوق المرأة، مثل سوزان بي. أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون. تتعزز قناعة إيفلين بأهمية قضيتها، وتعود إلى سيراكيوز مصممة على مواصلة النضال.
في نهاية المسرحية، تتصالح إيفلين مع والدها وناش، ويتفهمان وجهة نظرها. تقرر كونستانس انتظار عودة جيفرسون من الحرب، على أمل أن يتغير رأيه بشأن العبودية. تنتهي المسرحية برسالة أمل وتفاؤل بمستقبل أفضل للمرأة.
الأغاني
تتميز مسرحية “فتاة بلومر” بمجموعة من الأغاني المميزة التي ساهمت في نجاحها. من بين هذه الأغاني:
- “Welcome to Our City”: أغنية افتتاحية ترحب بالجمهور في بلدة سيراكيوز وتُقدم الشخصيات الرئيسية.
- “When the Boys Come Home”: أغنية تعبر عن الأمل في عودة الجنود إلى ديارهم بعد الحرب.
- “The Eagle and Me”: أغنية وطنية تحتفي بالحرية والمساواة.
- “Right as the Rain”: أغنية رومانسية تعبر عن الحب بين كونستانس وجيفرسون.
- “I Got a Song”: أغنية قوية تعبر عن تصميم إيفلين على تحقيق أهدافها.
- “Evelina”: أغنية مرحة تصف شخصية إيفلين بلومر.
- “Man for Sale”: أغنية تنتقد العبودية وتدعو إلى المساواة.
الاستقبال النقدي
حظيت مسرحية “فتاة بلومر” باستقبال نقدي إيجابي عند عرضها لأول مرة. أشاد النقاد بالموسيقى والأغاني وتصميم الرقصات والأداء التمثيلي. كما أثنوا على المسرحية لاستكشافها القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة، مثل حقوق المرأة والعبودية. ومع ذلك، انتقد بعض النقاد المسرحية لكونها سطحية للغاية في معالجتها لهذه القضايا.
التأثير والإرث
تركت مسرحية “فتاة بلومر” بصمة واضحة في تاريخ المسرح الموسيقي. ساهمت المسرحية في تعزيز الوعي بقضايا حقوق المرأة والعبودية، وألهمت العديد من النساء لمتابعة أحلامهن وتحقيق أهدافهن. كما ساهمت المسرحية في تطوير فن تصميم الرقصات في المسرح الموسيقي، حيث قدمت أغنيس دي ميل تصميمات رقص مبتكرة ومثيرة للإعجاب.
على الرغم من أن مسرحية “فتاة بلومر” لم يتم إحياؤها على نطاق واسع منذ عرضها الأصلي، إلا أنها لا تزال تحظى بالتقدير كعمل فني هام ومؤثر. تُعتبر المسرحية مثالًا جيدًا على كيفية استخدام المسرح الموسيقي لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
لا تزال “سراويل بلومر” مرتبطة بحركة حقوق المرأة حتى يومنا هذا، وتعتبر رمزًا للاستقلال والتحرر. ساهمت المسرحية في ترسيخ هذه الصورة وجعلها جزءًا من الذاكرة الثقافية.
الجوائز والترشيحات
فازت مسرحية “فتاة بلومر” بجائزة توني لأفضل تصميم رقصات (أغنيس دي ميل) عام 1945. كما تم ترشيحها لجائزة توني لأفضل موسيقى.
تعديلات أخرى
لم يتم إنتاج فيلم سينمائي مقتبس من مسرحية “فتاة بلومر”. ومع ذلك، تم تسجيل العديد من عروض المسرحية، وتم بثها على التلفزيون والإذاعة.
خاتمة
مسرحية “فتاة بلومر” هي مسرحية موسيقية تاريخية تدور أحداثها في القرن التاسع عشر، وتتناول قضايا حقوق المرأة والعبودية. تتميز المسرحية بأغانيها الجذابة وتصميم الرقصات المبتكر، وتعتبر مثالًا جيدًا على كيفية استخدام المسرح الموسيقي لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسياسية وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. على الرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على عرضها الأول، إلا أن “فتاة بلومر” لا تزال تحتفظ بأهميتها وتأثيرها.