نشأته وحياته المبكرة
ولد فيكتور بوسنر في بالتيمور، ميريلاند، لعائلة يهودية مهاجرة من روسيا. بدأ حياته المهنية في سن مبكرة، حيث كان يساعد والده في متجر البقالة العائلي. أظهر حسًا تجاريًا قويًا منذ صغره، وبدأ في شراء العقارات وبيعها في سن المراهقة. لم يكمل بوسنر تعليمه الرسمي، لكنه كان يتمتع بذكاء فطري وفهم عميق للأعمال التجارية.
مسيرته المهنية
بدأ بوسنر مسيرته المهنية الحقيقية في مجال العقارات في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. قام بشراء وتطوير العقارات في منطقة بالتيمور، وسرعان ما حقق ثروة كبيرة. في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بدأ في التوسع في مجالات أخرى، مثل التصنيع والتمويل. أسس شركة “DWG Corporation” (التي عُرفت لاحقًا باسم “Graniteville Company”)، والتي أصبحت وسيلة له للاستحواذ على شركات أخرى.
اشتهر بوسنر بأسلوبه الاستحواذي العدواني. كان يستهدف الشركات التي كانت مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ثم يقوم بشراء حصة كبيرة فيها، وغالبًا ما كان يسعى للسيطرة عليها. كان يستخدم التهديدات والضغط على الإدارة الحالية لإجبارهم على بيع الشركة له بسعر منخفض. أدت هذه الأساليب إلى حصوله على سمعة سيئة في عالم الأعمال، لكنها أيضًا جعلته ثريًا للغاية.
من بين الشركات التي استحوذ عليها بوسنر: شركة “National Can”، وشركة “Royal Crown Cola”، وشركة “Sharon Steel”. غالبًا ما كان يقوم بتغيير هيكل الشركات التي يستحوذ عليها، ويقوم بتقطيعها وبيع أجزاء منها لتحقيق أرباح سريعة.
على الرغم من نجاحه المالي، كان بوسنر شخصية مثيرة للجدل. اتُهم بالاحتيال والتهرب الضريبي وسوء الإدارة. في الثمانينيات من القرن الماضي، أدين بالتهرب الضريبي وقضى بضعة أشهر في السجن.
حياته الشخصية
كان بوسنر معروفًا بنمط حياته الباذخ. كان يمتلك قصورًا ويخوتًا وطائرات خاصة. كان جامعًا للأعمال الفنية، وكان ينفق مبالغ كبيرة على شراء اللوحات والمنحوتات.
تزوج بوسنر عدة مرات. كان لديه أطفال، لكن علاقته بهم كانت متوترة. غالبًا ما كان يتشاجر معهم حول أمواله وممتلكاته.
قضايا قانونية وخلافات
واجه فيكتور بوسنر العديد من المشاكل القانونية والخلافات طوال حياته المهنية. بالإضافة إلى إدانته بالتهرب الضريبي، اتُهم أيضًا بسوء الإدارة والاحتيال. رفع المساهمون في شركاته العديد من الدعاوى القضائية ضده، زاعمين أنه أساء استخدام أموال الشركة لصالحه الشخصي.
في إحدى القضايا الشهيرة، اتُهم بوسنر بتحويل أموال من شركة “Sharon Steel” لدعم نفقاته الشخصية. تم تغريمه بملايين الدولارات في هذه القضية، وأُجبر على الاستقالة من منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة.
أدت مشاكل بوسنر القانونية والخلافات إلى تدهور سمعته وتأثيره في عالم الأعمال. ومع ذلك، ظل شخصية قوية حتى وفاته.
إرثه وتأثيره
يعتبر فيكتور بوسنر شخصية معقدة ومثيرة للجدل في تاريخ الأعمال الأمريكية. من ناحية، كان رجل أعمال ناجحًا للغاية، وقام ببناء ثروة كبيرة من خلال الاستحواذ على الشركات وإعادة هيكلتها. من ناحية أخرى، كان معروفًا بأساليبه العدوانية، ومشاكله القانونية، ونمط حياته الباذخ.
أثر بوسنر على العديد من رجال الأعمال الآخرين، وألهمهم لتبني أساليب مماثلة. ومع ذلك، فقد أثار أيضًا انتقادات واسعة النطاق بسبب سلوكه غير الأخلاقي. يعتبر إرثه بمثابة تذكير بأن النجاح المالي لا ينبغي أن يأتي على حساب النزاهة والأخلاق.
يمكن اعتبار بوسنر أحد رواد ما يعرف اليوم بعمليات الاستحواذ المدعومة بالديون (Leveraged Buyouts). كان يستخدم كميات كبيرة من الديون لتمويل عمليات الاستحواذ، ثم يقوم بسداد هذه الديون من خلال بيع أصول الشركة المستهدفة.
توفي فيكتور بوسنر في عام 2002 عن عمر يناهز 83 عامًا. ترك وراءه تركة معقدة ومثيرة للجدل.
أهم إنجازاته
- بناء ثروة كبيرة من خلال الاستحواذ على الشركات وإعادة هيكلتها.
- توسيع نطاق شركة “DWG Corporation” لتصبح تكتلًا كبيرًا.
- الاستحواذ على شركات بارزة مثل “National Can” و “Royal Crown Cola” و “Sharon Steel”.
- ريادة مفهوم الاستحواذ المدعوم بالديون.
أهم الانتقادات الموجهة إليه
- استخدام أساليب استحواذية عدوانية وغير أخلاقية.
- اتهامه بالاحتيال والتهرب الضريبي وسوء الإدارة.
- نمط حياته الباذخ والمثير للجدل.
خاتمة
كان فيكتور بوسنر رجل أعمال أمريكيًا ناجحًا ومثيرًا للجدل. بنى ثروة كبيرة من خلال الاستحواذ على الشركات وإعادة هيكلتها، لكنه اشتهر أيضًا بأساليبه العدوانية، ومشاكله القانونية، ونمط حياته الباذخ. ترك إرثًا معقدًا يثير تساؤلات حول أخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية.