<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ضياء الدين أحمد في ميروت بالهند البريطانية لعائلة ذات خلفية تعليمية قوية. تلقى تعليمه المبكر في المنزل قبل أن يلتحق بالكلية الحكومية في عليكرة، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في الرياضيات. حصل على درجة الماجستير في الرياضيات من جامعة الله أباد عام 1895، ثم سافر إلى أوروبا لمواصلة دراساته العليا. التحق بجامعة كامبريدج في إنجلترا، حيث درس الرياضيات تحت إشراف علماء بارزين وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1901.
حياته المهنية
بعد عودته إلى الهند، انضم ضياء الدين أحمد إلى كلية محمدان الأنجلو-شرقية في عليكرة (والتي أصبحت فيما بعد جامعة عليكرة الإسلامية) كأستاذ مساعد في الرياضيات. سرعان ما أثبت نفسه كمعلم متميز وإداري فعال. ترقى في الرتب الأكاديمية والإدارية، وأصبح نائبًا لرئيس الجامعة في عام 1935، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده في عام 1947.
إسهاماته في جامعة عليكرة الإسلامية:
كان ضياء الدين أحمد شخصية محورية في تطوير كلية محمدان الأنجلو-شرقية إلى جامعة عليكرة الإسلامية. لعب دورًا حاسمًا في الحصول على الاعتراف بالجامعة من قبل الحكومة البريطانية في عام 1920. سعى جاهدًا لتحديث المناهج الدراسية وإدخال دورات جديدة في العلوم والتكنولوجيا. كما عمل على توسيع مرافق الجامعة وتحسين جودة التعليم. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية التعليم الحديث للشباب المسلم، وعمل بلا كلل لضمان حصول الطلاب على تعليم عالي الجودة يمكنهم من النجاح في عالم متغير.
- تطوير المناهج الدراسية: قام بتحديث المناهج الدراسية وإضافة مواد علمية وتقنية حديثة.
- توسيع الجامعة: عمل على توسيع مرافق الجامعة وبناء المزيد من الكليات والأقسام.
- الحصول على الاعتراف بالجامعة: لعب دوراً محورياً في حصول الكلية على اعتراف حكومي لتصبح جامعة.
العمل السياسي
بالإضافة إلى مسيرته الأكاديمية، كان ضياء الدين أحمد ناشطًا أيضًا في السياسة. كان عضوًا في المجلس التشريعي المركزي للهند لعدة سنوات، حيث دافع عن حقوق المسلمين وقضايا التعليم. كان مؤيدًا قويًا لحركة باكستان، التي دعت إلى إنشاء دولة منفصلة للمسلمين في شبه القارة الهندية. كان يعتقد أن هذا هو الحل الوحيد لحماية حقوق المسلمين في الهند ذات الأغلبية الهندوسية.
مشاركته في المجلس التشريعي المركزي:
- الدفاع عن حقوق المسلمين: عمل على تمثيل مصالح المسلمين والدفاع عن حقوقهم في المجلس التشريعي.
- الترويج لقضايا التعليم: سعى إلى تحسين نظام التعليم وزيادة فرص التعليم للجميع.
- دعم حركة باكستان: كان من المؤيدين المتحمسين لإنشاء دولة باكستان.
إسهاماته في الرياضيات
على الرغم من انشغاله بالعمل الإداري والسياسي، لم يتخل ضياء الدين أحمد عن شغفه بالرياضيات. نشر العديد من الأبحاث في مجالات مختلفة من الرياضيات، بما في ذلك نظرية الأعداد والهندسة. كان له دور فعال في تعزيز دراسة الرياضيات في الهند وتشجيع الطلاب على متابعة دراساتهم العليا في هذا المجال. كان يؤمن بأن الرياضيات هي أساس التقدم العلمي والتكنولوجي، وعمل على نشر الوعي بأهميتها في المجتمع.
أبرز أعماله في الرياضيات:
- نشر أبحاث في نظرية الأعداد: قدم مساهمات قيمة في مجال نظرية الأعداد.
- أبحاث في الهندسة: ساهم في تطوير بعض النظريات الهندسية.
- تشجيع دراسة الرياضيات: عمل على تحفيز الطلاب على دراسة الرياضيات والبحث العلمي.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لخدماته الجليلة في مجال التعليم والسياسة، حصل ضياء الدين أحمد على العديد من الجوائز والتكريمات. منحته الحكومة البريطانية لقب “سير” في عام 1932. كما حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات. كان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية والأكاديمية المرموقة.
وفاته وإرثه
توفي السير ضياء الدين أحمد في 23 ديسمبر 1947، بعد فترة وجيزة من استقلال الهند وتقسيمها. ترك وراءه إرثًا عظيمًا كعالم رياضيات بارز ومصلح تعليمي وقائد سياسي. لا تزال جامعة عليكرة الإسلامية تشهد على رؤيته وتفانيه في خدمة التعليم. يعتبر أحمد شخصية ملهمة للعديد من الأجيال من الطلاب والباحثين في الهند وباكستان.
خاتمة
كان السير ضياء الدين أحمد شخصية بارزة في تاريخ التعليم والسياسة في شبه القارة الهندية. بفضل مساهماته القيمة في جامعة عليكرة الإسلامية، والعمل السياسي، والرياضيات، ترك بصمة لا تُمحى في المجتمع. يظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة، وسيظل اسمه مرتبطًا دائمًا بالتعليم والتقدم.