<![CDATA[
نص المثل في الأناجيل
متى (21: 33-41):
“اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ رَجُلٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذُوا أَثْمَارَهُ. فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا وَاحِدًا وَقَتَلُوا آخَرَ وَرَجَمُوا آخَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ. أَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! أَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوُا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَسْتَوْلِي عَلَى مِيرَاثِهِ! فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟” قَالُوا لَهُ: “يُهْلِكُ الأَشْرَارَ شَرًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا.”
مرقس (12: 1-9):
“وَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ بِأَمْثَال: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ حَوْضًا لِمِعْصَرَةٍ، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ فِي الْوَقْتِ عَبْدًا لِيَأْخُذَ مِنَ الْكَرَّامِينَ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ. فَأَخَذُوهُ وَجَلَدُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدًا آخَرَ، فَضَرَبُوهُ عَلَى الرَّأْسِ وَأَهَانُوهُ. ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ فَقَتَلُوهُ. وَآخَرِينَ كَثِيرِينَ، فَضَرَبُوا مِنْهُمْ قَوْمًا وَقَتَلُوا آخَرِينَ. فَإِذْ كَانَ لَهُ أَيْضًا ابْنٌ وَاحِدٌ حَبِيبٌ إِلَيْهِ، أَرْسَلَهُ أَيْضًا إِلَيْهِمْ أَخِيرًا قَائِلاً: إِنَّهُمْ يَهَابُونَ ابْنِي. وَلكِنَّ أُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ فَيَكُونَ لَنَا الْمِيرَاثُ! فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ. فَمَاذَا يَفْعَلُ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ إِلَى آخَرِينَ.”
لوقا (20: 9-16):
“وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هذَا الْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلاً. وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْدًا لِيُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ عَبْدًا آخَرَ، فَجَلَدُوا ذَاكَ أَيْضًا وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَحُوا هذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ! فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ هؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ قَالُوا: «حَاشَا!»
تفسير المثل
عادة ما يتم تفسير المثل على أنه إشارة إلى علاقة الله بإسرائيل. مالك الأرض يمثل الله. الكرمة تمثل إسرائيل. المستأجرون يمثلون قادة إسرائيل الذين أساءوا معاملة الأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم. العبيد يمثلون الأنبياء. الابن يمثل يسوع نفسه. قتل الابن يمثل صلب يسوع.
يوضح المثل أن قادة إسرائيل كانوا مسؤولين عن رعاية شعب الله، لكنهم فشلوا في هذه المسؤولية. لقد استغلوا الشعب لأنفسهم بدلاً من خدمتهم. أدى هذا في النهاية إلى رفضهم ليسوع، المسيا المنتظر.
هناك تفسيرات أخرى للمثل. يرى البعض أن المثل يمثل علاقة الله بالبشرية جمعاء. يمثل مالك الأرض الله. الكرمة تمثل العالم. المستأجرون يمثلون البشر. العبيد يمثلون الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله إلى العالم. الابن يمثل يسوع. قتل الابن يمثل رفض يسوع من قبل العالم.
وفقًا لهذا التفسير، يوضح المثل أن البشرية جمعاء مسؤولة عن رعاية العالم الذي أعطاه الله لنا، لكننا فشلنا في هذه المسؤولية. لقد استغللنا العالم لأنفسنا بدلاً من الاعتناء به. أدى هذا في النهاية إلى رفضنا ليسوع، الذي أرسله الله لخلاصنا.
مهما كان التفسير، فإن المثل هو تذكير بأننا مسؤولون عن رعاية ما عهد به الله إلينا. يجب أن نكون أمناء ومسؤولين في استخدام مواردنا. يجب ألا نستغل الآخرين أو العالم لأنفسنا. يجب أن نكون مستعدين لخدمة الآخرين ومشاركة ما لدينا معهم.
دلالات المثل اللاهوتية
يحمل مثل الزارعين الأشرار دلالات لاهوتية عميقة، فهو يسلط الضوء على عدة مفاهيم أساسية في اللاهوت المسيحي:
- سيادة الله: يؤكد المثل على سيادة الله المطلقة على كل الخليقة، فهو مالك الكرمة وصاحب الحق فيها.
- عهد الله مع شعبه: يرمز الكرم إلى شعب الله، وإسرائيل تحديدًا، الذين عُهد إليهم بمسؤولية الاعتناء بالكرمة وإثمارها.
- مسؤولية القيادة: يمثل الزارعون قادة إسرائيل الذين وُضعوا لرعاية الشعب، ولكنهم خانوا الأمانة واستغلوا سلطتهم.
- رفض إسرائيل للمسيا: يمثل قتل الابن رفض قادة إسرائيل ليسوع المسيح، المسيا المنتظر، وصلبه.
- دينونة الله: يوضح المثل أن الله سيدين الأشرار وسينزع منهم المسؤولية، ويعطيها لآخرين مؤتمنين.
- فتح الخلاص للأمم: يشير تسليم الكرم إلى زارعين آخرين إلى فتح باب الخلاص للأمم غير اليهودية.
دروس مستفادة من المثل
بالإضافة إلى دلالاته اللاهوتية، يقدم مثل الزارعين الأشرار دروسًا عملية يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية:
- الأمانة في المسؤولية: يجب أن نكون أمناء في كل مسؤولية نعهد بها إلينا، سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
- خدمة الآخرين: يجب أن نستخدم مواهبنا وقدراتنا لخدمة الآخرين، لا لاستغلالهم.
- التواضع: يجب أن نكون متواضعين ومستعدين للاستماع إلى توجيهات الله، وعدم الاعتماد على حكمتنا الذاتية.
- الاستعداد للتغيير: يجب أن نكون مستعدين للتغيير والتوبة إذا أخطأنا، والعودة إلى طريق الله.
- الإيمان والثقة في الله: يجب أن نثق في عدالة الله وحكمته، حتى عندما لا نفهم مشيئته.
تأثير المثل على الفن والأدب
ألهم مثل الزارعين الأشرار العديد من الفنانين والكتاب على مر العصور، فظهرت أعمال فنية ولوحات تصور مشاهد من المثل، كما استوحى الكتاب والشعراء أفكارًا وموضوعات من المثل في أعمالهم الأدبية. يعكس هذا التأثير العميق أهمية المثل ورسالته الخالدة.
خاتمة
إن مثل الزارعين الأشرار هو قصة مؤثرة تحمل رسالة قوية حول المسؤولية والأمانة والدينونة. يدعونا المثل إلى التفكر في علاقتنا بالله وكيفية استخدامنا للمواهب والموارد التي منحنا إياها. يجب أن نكون حريصين على عدم تكرار أخطاء الزارعين الأشرار، وأن نسعى جاهدين لنكون خدامًا أمناء ومسؤولين في ملكوت الله.