<![CDATA[
مقدمة
فيرنون جوزيف بيكر (17 ديسمبر 1919 – 13 يوليو 2010) كان ملازمًا أول في جيش الولايات المتحدة وقائد فصيلة مشاة خلال الحرب العالمية الثانية. اشتهر ببطولته الاستثنائية في إيطاليا عام 1945، والتي استحق عليها لاحقًا وسام الشرف. يُعتبر بيكر رمزًا للتغلب على التمييز العنصري في الجيش الأمريكي، حيث كان واحدًا من سبعة جنود أمريكيين من أصل أفريقي حصلوا على وسام الشرف خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن بعد مراجعة متأخرة من قبل الجيش في التسعينيات.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد فيرنون بيكر في تشينيويث، فيرجينيا، وترعرع في بيئة متواضعة. توفي والداه وهو في سن مبكرة، وتولت جدته تربيته. التحق بمدارس محلية محدودة الإمكانيات، ولكن ذلك لم يثنه عن متابعة تعليمه. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، عمل في وظائف مختلفة لمساعدة عائلته.
الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية
تطوع بيكر في الجيش الأمريكي عام 1941، قبل وقت قصير من دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. تم إرساله إلى أوروبا كجزء من الفرقة المدرعة 92، وهي فرقة منفصلة تتكون من جنود أمريكيين من أصل أفريقي. واجه بيكر ورفاقه التمييز العنصري والتهميش داخل الجيش نفسه، بالإضافة إلى مخاطر القتال في الخطوط الأمامية.
معركة قلعة فيسكو وفوزه بوسام الشرف
في 5 أبريل 1945، قاد الملازم بيكر فصيلته في هجوم على قلعة فيسكو المحصنة بشدة في شمال إيطاليا. تحت وابل كثيف من نيران العدو، أظهر بيكر شجاعة وإصرارًا غير عاديين. قاد رجاله عبر حقول الألغام والأسلاك الشائكة، ودمر شخصيًا العديد من مواقع العدو.
تضمنت أعماله البطولية ما يلي:
- تدمير موقع رشاش ألماني بمسدسه وقنبلة يدوية.
- التقدم بمفرده نحو خندق ألماني وقتل الجنود بداخله.
- تدمير مخبأ للعدو باستخدام أنبوب بانزرفاوست (Panzerfaust).
- إخلاء طريق لرجاله لمواصلة الهجوم.
على الرغم من إصابته بجروح خطيرة، استمر بيكر في قيادة فصيلته ورفض الإخلاء الطبي حتى تم تأمين الموقع. بفضل قيادته الشجاعة وتصميمه، تمكنت فصيلته من الاستيلاء على قلعة فيسكو، مما أدى إلى تعطيل خطوط الدفاع الألمانية.
بعد الحرب، تم ترشيح بيكر لنيل وسام الصليب الخدمة المتميزة، لكنه لم يحصل عليه في ذلك الوقت. بقي عمله البطولي منسيًا إلى حد كبير لسنوات عديدة.
مراجعة الجيش والتكريم المتأخر
في التسعينيات، أجرى الجيش الأمريكي مراجعة لجوائز الحرب العالمية الثانية لتحديد ما إذا كان التمييز العنصري قد منع الجنود الأمريكيين من أصل أفريقي من الحصول على التقدير الذي يستحقونه. وجدت المراجعة أن سبعة جنود أمريكيين من أصل أفريقي، بمن فيهم فيرنون بيكر، قد استحقوا وسام الشرف ولكنهم لم يحصلوا عليه في ذلك الوقت.
في 13 يناير 1997، منح الرئيس بيل كلينتون فيرنون بيكر وسام الشرف في حفل أقيم في البيت الأبيض. كان بيكر هو الجندي الوحيد من بين السبعة الذين ما زالوا على قيد الحياة لتلقي الوسام شخصيًا. كان هذا التكريم المتأخر بمثابة اعتراف بأعماله البطولية وشجاعته الاستثنائية، فضلاً عن رمز للتغلب على الظلم العنصري.
الحياة بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، بقي بيكر في الجيش لفترة قصيرة قبل أن يعود إلى الحياة المدنية. عمل في وظائف مختلفة وأسس عائلة. على الرغم من التحديات التي واجهها بسبب التمييز العنصري، ظل بيكر ملتزمًا بخدمة مجتمعه وتعزيز المساواة.
بعد حصوله على وسام الشرف، أصبح بيكر متحدثًا بارزًا ومدافعًا عن حقوق المحاربين القدامى والعدالة الاجتماعية. سافر على نطاق واسع، وشارك قصته مع الآخرين، وألهمهم بشجاعته وتصميمه.
إرث فيرنون بيكر
ترك فيرنون بيكر إرثًا دائمًا من الشجاعة والتضحية والتغلب على الصعاب. يعتبر بطلاً وطنيًا ورمزًا للأمل والإلهام للأجيال القادمة. قصته تذكرنا بأهمية تكريم جميع المحاربين القدامى، بغض النظر عن عرقهم أو خلفيتهم، والعمل من أجل مجتمع أكثر عدلاً ومساواة.
جوائز وأوسمة
تشمل الجوائز والأوسمة التي حصل عليها فيرنون بيكر ما يلي:
- وسام الشرف
- نجمة فضية
- نجمة برونزية
- وسام القلب الأرجواني
- وسام تقدير الجيش
- وسام الحملة الأوروبية الأفريقية الشرق أوسطية مع ثلاث نجوم خدمة
- وسام النصر في الحرب العالمية الثانية
خاتمة
فيرنون بيكر كان جنديًا أمريكيًا من أصل أفريقي أظهر شجاعة وبطولة استثنائية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من مواجهة التمييز العنصري والتهميش، فقد قاد فصيلته بنجاح في هجوم على قلعة فيسكو المحصنة بشدة في إيطاليا عام 1945، ودمر العديد من مواقع العدو وأنقذ حياة رجاله. بعد سنوات من تجاهل عمله البطولي، حصل بيكر على وسام الشرف في عام 1997، ليصبح رمزًا للتغلب على الظلم العنصري والإلهام للأجيال القادمة.