نشأته وتعليمه
ولد عاموس برونسون ألكوت في وولكوت، كونيتيكت، وهو الابن الأكبر لآسا آموس ألكوت وأنا برونسون. كان لديه ثلاثة أشقاء: تشاتسي، وتيودوسيا، ولوكيرتيا. كانت عائلته مزارعة متواضعة، ولم يحصل على تعليم رسمي واسع النطاق. ومع ذلك، كان قارئًا نهمًا ومثقفًا عصاميًا. تأثر بشدة بالأدب الديني والفلسفي.
في سن مبكرة، أظهر ألكوت اهتمامًا بالتدريس. بدأ حياته المهنية كمدرس متجول، حيث قام بتعليم الأطفال في المناطق الريفية في كونيتيكت. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كمدرس مبتكر وغير تقليدي، حيث ركز على تنمية الفكر النقدي والإبداع لدى طلابه.
مسيرته المهنية في التعليم
في عام 1823، افتتح ألكوت مدرسته الأولى في تشيشير، كونيتيكت. كانت المدرسة صغيرة، لكنها كانت بمثابة نموذج لتجاربه التعليمية المستقبلية. شجع ألكوت طلابه على التفكير بأنفسهم والتعبير عن أفكارهم بحرية. استخدم أساليب تدريس غير تقليدية، مثل المناقشات الجماعية وكتابة اليوميات.
في عام 1828، انتقل ألكوت إلى بوسطن، ماساتشوستس، حيث أسس مدرسة تمبل. كانت مدرسة تمبل مدرسة تجريبية جذبت الطلاب من جميع أنحاء نيو إنجلاند. واصل ألكوت استخدام أساليب التدريس غير التقليدية في مدرسة تمبل، وركز على تنمية استقلالية الطلاب الفكرية والروحية. شجع طلابه على طرح الأسئلة الصعبة واستكشاف أفكار جديدة.
كانت مدرسة تمبل مثيرة للجدل. انتقد بعض الآباء أساليب التدريس غير التقليدية لألكوت، بينما أشاد آخرون بها. في عام 1836، نشر ألكوت كتابًا عن أساليبه التعليمية بعنوان “محادثات مع الأطفال حول الإنجيل”. أثار الكتاب جدلاً واسع النطاق، واضطر ألكوت إلى إغلاق مدرسة تمبل في عام 1839.
الفلسفة المتعالية
كان ألكوت مؤيدًا قويًا للفلسفة المتعالية، وهي حركة فكرية دينية وفلسفية ظهرت في نيو إنجلاند في منتصف القرن التاسع عشر. أكد المتعاليون على أهمية الحدس والتجربة الشخصية في فهم الحقيقة. اعتقدوا أن الأفراد يمكنهم الوصول إلى الحقيقة من خلال تأملهم الخاص، دون الحاجة إلى وسيط مثل الكنيسة أو الكتاب المقدس.
تأثر ألكوت بشدة بأعمال رالف والدو إيمرسون وهنري ديفيد ثورو وغيرهم من المتعاليين. شارك في العديد من المشاريع المتعالية، بما في ذلك مجلة “ذا ديال” ومجتمع بروك فارم. اعتقد ألكوت أن التعليم يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تنمية الوعي المتعالي لدى الأفراد.
السنوات اللاحقة
بعد إغلاق مدرسة تمبل، واصل ألكوت التدريس والكتابة وإلقاء المحاضرات. انتقل إلى كونكورد، ماساتشوستس، حيث انضم إلى دائرة المتعاليين المحليين. أسس مدرسة جديدة في كونكورد، لكنها لم تدم طويلاً.
في عام 1860، عاد ألكوت إلى التدريس بدوام كامل، حيث عمل كمشرف على المدارس في كونكورد. استمر في الدفاع عن الإصلاح التعليمي، وشجع المدرسين على استخدام أساليب تدريس أكثر ابتكارًا وتمركزًا حول الطالب.
توفي عاموس برونسون ألكوت في 4 مارس 1888، عن عمر يناهز 88 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمربي ومصلح وفيلسوف. ألهمت أفكاره التعليمية أجيالًا من المعلمين، ولا تزال ذات صلة حتى اليوم.
أعماله الرئيسية
- محادثات مع الأطفال حول الإنجيل (Conversations with Children on the Gospels)
- محادثات عن الطفولة (Conversations on the Childhood)
- أقوال الجدول (Table-Talk)
- السوناتات والكانزونات (Sonnets and Canzonets)
- الأوريفتيك ثانوس (Orphic Sayings)
تأثيره
كان لألكوت تأثير كبير على التعليم والفلسفة في أمريكا. كان رائدًا في التعليم التقدمي، ودعا إلى أساليب تدريس أكثر تمركزًا حول الطالب. ألهمت أفكاره التعليمية العديد من المعلمين، ولا تزال ذات صلة حتى اليوم.
كان لألكوت أيضًا تأثير كبير على الفلسفة المتعالية. ساعد في نشر أفكار الحركة، وشجع الأفراد على التفكير بأنفسهم واستكشاف أفكار جديدة. كان لأعماله تأثير دائم على الفكر الأمريكي.
عائلته
تزوج ألكوت من أبيجيل ماي في عام 1830. كان لديهم أربعة أطفال: آنا برونسون ألكوت، ولويزا ماي ألكوت، وإليزابيث سيوول ألكوت، وماي ألكوت نييريكر. كانت لويزا ماي ألكوت كاتبة مشهورة، اشتهرت بروايتها “نساء صغيرات” (Little Women).
خاتمة
كان عاموس برونسون ألكوت شخصية بارزة في تاريخ التعليم والفلسفة في أمريكا. كان مربيًا إصلاحيًا ملتزمًا بتنمية استقلالية الطلاب الفكرية والروحية. أسس العديد من المدارس التجريبية، بما في ذلك مدرسة تمبل في بوسطن. كان مؤيدًا قويًا للفلسفة المتعالية، وساعد في نشر أفكار الحركة. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمربي ومصلح وفيلسوف.