أصوله وخلفيته
يُعتقد أن إيلارا جاء من منطقة تشولا في جنوب الهند. تذكر الماهَاڤامسا أنه “من بلد تشولا، جاء إيلارا، وهو نبيل عظيم، مع جيش كبير للاستيلاء على مملكة راجاراتا”. ومع ذلك، لا يقدم السجل تفاصيل إضافية حول أصوله أو خلفيته العائلية.
يُعرف إيلارا أيضًا باسم “مانو نيدهي تشولان”، وهو لقب يُشير إلى عدله ونزاهته في الحكم. تُروى العديد من القصص حول عدالة إيلارا، والتي تظهر كيف كان يسعى دائمًا لإنصاف المظلومين، بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو أصلهم العرقي.
الاستيلاء على عرش أنورادابورا
في عام 205 قبل الميلاد، قاد إيلارا جيشًا كبيرًا من جنوب الهند وغزا مملكة أنورادابورا في سريلانكا. هزم الملك السريلانكي آنذاك، آسيلا، واستولى على العرش. وفقًا للماهافامسا، حكم إيلارا البلاد لمدة 44 عامًا.
على الرغم من كونه غازيًا أجنبيًا، يُذكر إيلارا في التاريخ السريلانكي كحاكم عادل ومستقيم. يُقال إنه حكم البلاد بعدل وإنصاف، وحظي بتقدير واحترام كل من السنهاليين والتاميل.
عهده وحكمه
يصف الماهَاڤامسا عهد إيلارا بأنه فترة سلام وازدهار في سريلانكا. يُقال إنه كان حاكمًا حكيمًا وعادلاً، وأنه اهتم برفاهية شعبه. قام إيلارا بتطوير البنية التحتية في البلاد، وقام ببناء العديد من الخزانات والقنوات المائية لتحسين الري والزراعة.
تُروى العديد من القصص حول عدالة إيلارا. إحدى هذه القصص تروي كيف قام بإعدام ابنه الوحيد بعد أن دهس عن طريق الخطأ بقرة صغيرة. تُظهر هذه القصة مدى التزامه بالعدالة وإنفاذ القانون، حتى على حساب عائلته.
تُظهر قصة أخرى كيف قام إيلارا بتعليق جرس أمام قصره، وطلب من أي شخص يشعر بالظلم أن يقرعه ليحصل على العدالة. يُقال إن الجرس لم يُقرع أبدًا، مما يدل على أن إيلارا كان حاكمًا عادلاً ومستقيمًا.
تشير بعض المصادر إلى أن إيلارا كان بوذيًا، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه كان هندوسيًا. بغض النظر عن معتقداته الدينية، يُقال إن إيلارا كان متسامحًا مع جميع الأديان، وأنه سمح لشعبه بممارسة معتقداتهم بحرية.
الحرب مع دوتو غامونو
في نهاية عهد إيلارا، تحدى الأمير السنهالي دوتو غامونو حكمه. كان دوتو غامونو أميرًا من مملكة روهونا في جنوب سريلانكا، وكان مصممًا على توحيد البلاد تحت حكم سنهالي بوذي.
اندلعت حرب طويلة ومريرة بين إيلارا ودوتو غامونو. دارت العديد من المعارك بين الجيشين، وأسفرت الحرب عن خسائر فادحة في الأرواح من كلا الجانبين. وفقًا للماهافامسا، كان إيلارا ودوتو غامونو يحترمان بعضهما البعض كخصوم، وكانا يلتزمان بقواعد الحرب النبيلة.
في إحدى المعارك، كان إيلارا يركب فيلًا، بينما كان دوتو غامونو يركب فيلًا آخر. عندما التقى الفيلان في ساحة المعركة، ألقى دوتو غامونو رمحًا على إيلارا وقتله. يذكر الماهَاڤامسا أن دوتو غامونو أمر ببناء نصب تذكاري لإيلارا في مكان وفاته، وأمر الناس باحترامه كملك عادل.
إرثه
على الرغم من كونه غازيًا أجنبيًا، يُذكر إيلارا في التاريخ السريلانكي كحاكم عادل ومستقيم. يُقال إنه حكم البلاد بعدل وإنصاف، وحظي بتقدير واحترام كل من السنهاليين والتاميل. يعتبر إيلارا رمزًا للعدالة والنزاهة، وتُروى قصصه للأجيال القادمة.
يعتبر النصب التذكاري لإيلارا في أنورادابورا مكانًا مقدسًا يحظى بالاحترام من قبل كل من البوذيين والهندوس. يزور العديد من الحجاج النصب التذكاري كل عام لتقديم احترامهم لإيلارا.
في الثقافة الشعبية السريلانكية، يُصور إيلارا غالبًا كملك نبيل وعادل، بينما يُصور دوتو غامونو كبطل وطني. ومع ذلك، يقر المؤرخون بأن إيلارا كان شخصية معقدة، وأنه لا ينبغي تبسيطه إلى مجرد غاز أجنبي.
يمكن تلخيص أهم جوانب إرث إيلارا فيما يلي:
- يُذكر كحاكم عادل ومستقيم في التاريخ السريلانكي.
- يعتبر رمزًا للعدالة والنزاهة.
- يحظى النصب التذكاري له في أنورادابورا بالاحترام من قبل كل من البوذيين والهندوس.
- تُروى قصصه للأجيال القادمة.
الجدل التاريخي
على الرغم من أن الماهَاڤامسا يقدم صورة إيجابية لإيلارا، إلا أن بعض المؤرخين يشككون في دقة هذا السجل. يجادلون بأن الماهَاڤامسا هو عمل تاريخي بوذي كتبه الرهبان البوذيون، وأنه قد يكون متحيزًا ضد إيلارا لأنه لم يكن بوذيًا.
يشير هؤلاء المؤرخون إلى أن الماهَاڤامسا يتجاهل أو يقلل من أهمية الجوانب السلبية لحكم إيلارا، مثل حقيقة أنه كان غازيًا أجنبيًا وأنه فرض سيطرته على البلاد بالقوة. يجادلون أيضًا بأن الماهَاڤامسا يبالغ في أهمية دور دوتو غامونو في هزيمة إيلارا، وذلك لتعزيز مكانة دوتو غامونو كبطل وطني.
ومع ذلك، يوافق معظم المؤرخين على أن إيلارا كان شخصية مهمة في التاريخ السريلانكي، وأنه لعب دورًا مهمًا في تشكيل هوية البلاد. بغض النظر عن الآراء المختلفة حول حكمه، لا يمكن إنكار تأثيره على التاريخ والثقافة السريلانكية.
خاتمة
إيلارا، الملك التاميلي من سلالة تشولا، حكم مملكة أنورادابورا في سريلانكا لمدة 44 عامًا. على الرغم من كونه غازيًا، يُذكر كحاكم عادل ومستقيم، ويُعتبر رمزًا للعدالة والنزاهة في التاريخ السريلانكي. تروى قصصه للأجيال القادمة، ويحظى النصب التذكاري له بالاحترام من قبل مختلف الطوائف. على الرغم من وجود جدل تاريخي حول دقة تصوير الماهَاڤامسا لعهده، إلا أن إرثه كشخصية مؤثرة في تاريخ سريلانكا لا يزال قائمًا.