نشأتها وتعليمها
ولدت مارغريت غاردنر في ملبورن، أستراليا. أكملت تعليمها الجامعي في جامعة موناش، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد مع مرتبة الشرف. ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة (PhD) في علاقات العمل من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. ركزت أبحاثها في أكسفورد على تحليل هياكل المفاوضة الجماعية وأنظمة الأجور في أستراليا والمملكة المتحدة.
مسيرتها الأكاديمية
بعد حصولها على الدكتوراه، عادت غاردنر إلى أستراليا وانضمت إلى جامعة جريفيث كباحثة ومحاضرة. سرعان ما صعدت في الرتب الأكاديمية، وأصبحت أستاذة في علاقات العمل في جامعة جريفيث. خلال فترة عملها في جامعة جريفيث، نشرت العديد من الكتب والمقالات حول قضايا العمل والمفاوضة الجماعية والسياسة الصناعية.
في عام 1995، انتقلت غاردنر إلى جامعة كوينزلاند، حيث شغلت منصب رئيسة كلية التجارة والاقتصاد والقانون. في عام 2005، تم تعيينها نائبة لرئيس جامعة كوينزلاند، وهي وظيفة شغلتها لمدة سبع سنوات. خلال فترة عملها كنائبة للرئيس، لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير وتنفيذ استراتيجية الجامعة، بما في ذلك تعزيز البحث والابتكار، وتحسين تجربة الطلاب، وتوسيع الشراكات الدولية.
جامعة RMIT
في عام 2012، تم تعيين مارغريت غاردنر نائبة لرئيس جامعة RMIT، وهي جامعة تقع في ملبورن. كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. خلال فترة عملها في جامعة RMIT، قادت غاردنر الجامعة خلال فترة من النمو والتغيير الكبيرين. أشرفت على تطوير وتنفيذ خطة استراتيجية جديدة للجامعة، والتي ركزت على تحسين جودة التعليم والبحث، وزيادة المشاركة المجتمعية، وتعزيز الاستدامة.
تحت قيادتها، شهدت جامعة RMIT زيادة في عدد الطلاب الدوليين، وتوسعت في آسيا وأوروبا. كما قادت الجامعة أيضًا في تطوير مبادرات جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والتصميم، والأعمال التجارية.
جامعة موناش
في عام 2014، تم تعيين مارغريت غاردنر الرئيس الثلاثين لجامعة موناش، وهي واحدة من أكبر الجامعات وأكثرها احترامًا في أستراليا. مرة أخرى، كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. بصفتها رئيسة جامعة موناش، كانت غاردنر مسؤولة عن إدارة الجامعة والإشراف على جميع جوانب عملياتها الأكاديمية والبحثية والإدارية.
ركزت غاردنر على تعزيز سمعة جامعة موناش كجامعة بحثية رائدة، وتحسين تجربة الطلاب، وزيادة المشاركة المجتمعية. تحت قيادتها، واصلت الجامعة الاستثمار في البحث والابتكار، وتوسيع شراكاتها الدولية، وتحسين مرافقها وبنيتها التحتية.
خلال فترة عملها كرئيسة لجامعة موناش، قادت غاردنر الجامعة خلال فترة من التحديات والفرص الكبيرة. كان عليها أن تتعامل مع التغيرات في المشهد التعليمي العالي، بما في ذلك زيادة المنافسة، وتغير احتياجات الطلاب، وضغوط التمويل المتزايدة. كما قادت الجامعة أيضًا في تطوير مبادرات جديدة في مجالات مثل الاستدامة، والصحة العالمية، والذكاء الاصطناعي.
مساهماتها في السياسة العامة
بالإضافة إلى دورها كمديرة جامعية، لعبت مارغريت غاردنر دورًا نشطًا في السياسة العامة. شغلت منصب رئيسة Universities Australia، وهي الهيئة التي تمثل الجامعات الأسترالية. في هذا الدور، دافعت عن مصالح قطاع التعليم العالي وعملت مع الحكومة والجهات الأخرى لتعزيز التعليم والبحث في أستراليا.
كما شغلت غاردنر أيضًا في عدد من مجالس ولجان الحكومة، بما في ذلك مجلس البحوث الأسترالي، ومجلس التدريب المهني والتعليم العالي، ومجلس الأعمال الأسترالي. قدمت خبرتها في مجالات التعليم والاقتصاد وعلاقات العمل لتقديم المشورة للحكومة بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
تكريم وجوائز
تقديراً لمساهماتها في التعليم العالي والسياسة العامة، حصلت مارغريت غاردنر على العديد من الجوائز والتكريمات. تم تعيينها ضابطة في وسام أستراليا (AO) في عام 2007، ورفعت إلى رتبة رفيقة في وسام أستراليا (AC) في عام 2020.
كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، بما في ذلك جامعة موناش، وجامعة كوينزلاند، وجامعة RMIT. تم الاعتراف بها لعملها في تعزيز التعليم والبحث، ودعم المساواة بين الجنسين، والمساهمة في المجتمع.
أبحاثها ومؤلفاتها
تركز أبحاث مارغريت غاردنر على علاقات العمل، والمفاوضة الجماعية، والسياسة الصناعية. نشرت العديد من الكتب والمقالات حول هذه الموضوعات، والتي ساهمت في فهمنا لقضايا العمل في أستراليا والبلدان الأخرى.
تشمل بعض أعمالها البارزة:
- Industrial Relations Systems (مع Brian Brooks)
- Consent and Efficiency: Labour Relations and Management Strategy in the Australian Workplace (مع Richard Callus و Andrew Smith)
- العديد من المقالات في المجلات الأكاديمية حول مواضيع مثل الأجور والمساواة بين الجنسين في مكان العمل.
رؤيتها للتعليم العالي
تعتبر مارغريت غاردنر من الأصوات البارزة في قطاع التعليم العالي الأسترالي. تؤكد على أهمية التعليم والبحث في دفع الابتكار والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وهي تدعو إلى زيادة الاستثمار في التعليم العالي، وتحسين جودة التعليم، وتوسيع الوصول إلى التعليم للطلاب من جميع الخلفيات.
كما أنها من أشد المدافعين عن المساواة بين الجنسين في التعليم العالي، وتعمل على تعزيز المزيد من الفرص للنساء في الأوساط الأكاديمية والقيادية. تعتقد أن الجامعات تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل أستراليا والعالم، ويجب أن تكون ملتزمة بالتميز والابتكار والمشاركة المجتمعية.
مناصب قيادية أخرى
بالإضافة إلى المناصب المذكورة أعلاه، شغلت مارغريت غاردنر عددًا من المناصب القيادية الأخرى، بما في ذلك:
- عضو مجلس إدارة البنك الاحتياطي الأسترالي
- عضو مجلس إدارة صندوق البحوث الطبية الأسترالي
- رئيسة مجلس إدارة Australian Technology Park
- عضو في Australian National Research and Innovation System Committee
خاتمة
مارغريت غاردنر شخصية بارزة في التعليم العالي الأسترالي، ساهمت بشكل كبير في مجالات الاقتصاد وعلاقات العمل والسياسة العامة. من خلال أدوارها القيادية في جامعة موناش وجامعة RMIT وجامعة كوينزلاند، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من اللجان والمجالس الحكومية، أثرت بشكل كبير على المشهد التعليمي والبحثي في أستراليا. تظل رؤيتها للتعليم العالي، التي تركز على الابتكار والمساواة بين الجنسين والمشاركة المجتمعية، قوة دافعة للتقدم في البلاد.