أصل التسمية
اسم “تشوريغيراسك” مشتق من عائلة تشوريجيرا (Churriguera)، وهي عائلة من المهندسين المعماريين والنحاتين الذين كان لهم تأثير كبير على تطوير هذا النمط. كان خوسيه بينيتو دي تشوريجيرا (José Benito de Churriguera) (1665-1725) أبرز أفراد العائلة، وتُعزى إليه الفضل في تحديد خصائص هذا النمط المعماري. عمل أفراد آخرون من العائلة، مثل خواكين وألبرتو تشوريجيرا، أيضاً على نشر وتطوير هذا النمط.
خصائص التشوريغيراسك
يتميز التشوريغيراسك بعدة خصائص مميزة تجعله فريداً ومميزاً:
- الزخرفة المفرطة: يعتبر الإفراط في الزخرفة السمة المميزة للتشوريغيراسك. تغطي العناصر الزخرفية كل سطح تقريباً، مما يخلق مظهراً بصرياً مكثفاً.
- التفاصيل المعقدة: يتميز هذا النمط بتفاصيله الدقيقة والمعقدة، بما في ذلك المنحوتات المعقدة والأنماط الهندسية المعقدة.
- التذهيب: غالباً ما يتم استخدام التذهيب بكثرة في التشوريغيراسك، مما يضيف لمسة من الفخامة والبهاء.
- الأشكال الديناميكية: يتميز هذا النمط باستخدام الأشكال الديناميكية والمتدفقة، مما يخلق إحساساً بالحركة والطاقة.
- التأثيرات المسرحية: غالباً ما يهدف التشوريغيراسك إلى خلق تأثيرات مسرحية ودرامية، مما يثير إحساساً بالرهبة والإعجاب.
تطوره في إسبانيا
ظهر التشوريغيراسك في إسبانيا في أواخر القرن السابع عشر واستمر حتى منتصف القرن الثامن عشر. تطور كاستجابة لأسلوب الباروك الأكثر تقييداً والذي كان سائداً في السابق. سعى المهندسون المعماريون التشوريغيراسكيون إلى تجاوز حدود الباروك التقليدي، وإنشاء أسلوب أكثر زخرفة وتعبيرية. يمكن رؤية أمثلة بارزة من التشوريغيراسك في إسبانيا في:
- واجهة كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا: تعتبر هذه الواجهة تحفة فنية من التشوريغيراسك، حيث تعرض زخرفة مفرطة وتفاصيل معقدة.
- ساحة بلازا مايور في سالامانكا: تتميز هذه الساحة بمجموعة من المباني التشوريغيراسكية التي تخلق مساحة حضرية متناغمة ومذهلة بصرياً.
- كنيسة سان إستيبان في سالامانكا: تُظهر هذه الكنيسة زخرفة تشوريغيراسكية غنية على واجهتها الداخلية والخارجية.
انتشاره في أمريكا اللاتينية
انتشر التشوريغيراسك أيضاً في أمريكا اللاتينية خلال الفترة الاستعمارية، حيث تم دمجه مع التأثيرات المحلية لإنشاء أسلوب إقليمي مميز. يمكن العثور على أمثلة بارزة من التشوريغيراسك في أمريكا اللاتينية في:
- مكسيكو سيتي، المكسيك: يضم مركز مكسيكو سيتي التاريخي العديد من المباني التشوريغيراسكية الرائعة، بما في ذلك كاتدرائية متروبوليتان وقصر مينيريا.
- أوكساكا، المكسيك: تشتهر مدينة أوكساكا بهندستها المعمارية الاستعمارية المحفوظة جيداً، بما في ذلك العديد من الكنائس والمباني المزينة بزخارف تشوريغيراسكية.
- ليما، بيرو: تحتوي ليما على العديد من الأمثلة البارزة للعمارة التشوريغيراسكية، بما في ذلك دير سان فرانسيسكو وكنيسة لا مرسيد.
انتقادات التشوريغيراسك
على الرغم من شعبيته وجماله الظاهري، فقد تعرض التشوريغيراسك لانتقادات من قبل بعض المؤرخين والفنانين. يرى البعض أن الزخرفة المفرطة تخفي التصميم الهيكلي للمبنى، وأن الإفراط في التفاصيل يصرف الانتباه عن الشكل العام. بالإضافة إلى ذلك، يجادل البعض بأن التشوريغيراسك يفتقر إلى الأصالة وأنه مجرد تقليد سطحي للباروك.
تأثيره وإرثه
على الرغم من الانتقادات، كان للتشوريغيراسك تأثير كبير على تطور العمارة والفن في إسبانيا وأمريكا اللاتينية. لا يزال هذا النمط يحظى بالتقدير لجماله وزخرفته المتقنة. تظل المباني التشوريغيراسكية معالم سياحية شهيرة وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، ألهم التشوريغيراسك أجيالاً من الفنانين والمصممين، ولا يزال تأثيره محسوساً في الفن المعاصر.
أمثلة على مباني تشوريغيراسكية شهيرة
فيما يلي بعض الأمثلة الأكثر شهرة للمباني التشوريغيراسكية:
- كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا (إسبانيا): واجهة الكاتدرائية هي تحفة فنية من التشوريغيراسك، وتتميز بتفاصيل معقدة وزخرفة مفرطة.
- ساحة بلازا مايور (سالامانكا، إسبانيا): تتميز الساحة بمجموعة من المباني التشوريغيراسكية التي تخلق مساحة حضرية متناغمة ومذهلة بصرياً.
- كنيسة سان إستيبان (سالامانكا، إسبانيا): تُظهر الكنيسة زخرفة تشوريغيراسكية غنية على واجهتها الداخلية والخارجية.
- كاتدرائية متروبوليتان (مكسيكو سيتي، المكسيك): تعد الكاتدرائية مثالاً رائعاً على العمارة التشوريغيراسكية في أمريكا اللاتينية.
- قصر مينيريا (مكسيكو سيتي، المكسيك): يتميز القصر بواجهة تشوريغيراسكية رائعة وتفاصيل داخلية فاخرة.
- دير سان فرانسيسكو (ليما، بيرو): يضم الدير العديد من الأمثلة البارزة للعمارة التشوريغيراسكية، بما في ذلك الكنيسة والمكتبة.
- كنيسة لا مرسيد (ليما، بيرو): تشتهر الكنيسة بواجهتها التشوريغيراسكية المزخرفة وتفاصيلها الداخلية الفاخرة.
خاتمة
التشوريغيراسك هو نمط معماري باروكي إسباني يتميز بالزخرفة المفرطة والتفاصيل المعقدة. تطور في إسبانيا وأمريكا اللاتينية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولا يزال يحظى بالتقدير لجماله وتأثيره على الفن والعمارة. على الرغم من الانتقادات، يظل التشوريغيراسك جزءاً مهماً من التراث الثقافي لإسبانيا وأمريكا اللاتينية.