تاريخ يوروبيسما
بعد انضمام جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية إلى مسابقة الأغنية الأوروبية في عام 2003، تم تغيير اسمها إلى صربيا والجبل الأسود. شاركت الدولة في مسابقة 2004، وفي ذلك الوقت كانت هناك مسابقة تمهيدية تسمى “إيوتفوفيزيا” لتحديد من سيمثل البلاد. ومع ذلك، في عام 2004، قررت هيئة البث الصربية (RTS) وهيئة البث الجبل الأسودية (RTCG) تنظيم مهرجان مشترك يسمى يوروبيسما. تم الاتفاق على أن يتم اختيار عدد معين من الأغاني من قبل كل هيئة بث، ثم يتم دمجها في مسابقة مشتركة.
كانت مسابقة يوروبيسما بمثابة جولة نصف نهائية لاختيار الأغنية التي ستمثل صربيا والجبل الأسود في مسابقة الأغنية الأوروبية. على الرغم من أن الفائز في يوروبيسما كان من المفترض أن يمثل البلاد في يوروفيجن، إلا أن الخلافات السياسية والمشاكل التنظيمية أدت إلى جدل كبير، خاصة في عام 2006.
يوروبيسما 2004
أقيمت مسابقة يوروبيسما 2004 في الفترة من 19 إلى 21 فبراير في مركز سافا في بلغراد. شارك في المسابقة 28 أغنية، 16 أغنية من RTS و 12 أغنية من RTCG. فازت الأغنية “Lane moje” للمغني زيلكو يوكزيموفيتش، والتي مثلت صربيا والجبل الأسود في مسابقة الأغنية الأوروبية 2004 في إسطنبول، وحققت نجاحًا كبيرًا، حيث احتلت المركز الثاني.
- الفائز: Lane moje – زيلكو يوكزيموفيتش
- المدينة المضيفة: بلغراد
- عدد المشاركين: 28
يوروبيسما 2005
أقيمت مسابقة يوروبيسما 2005 في بودفا، الجبل الأسود. شارك في المسابقة عدد مماثل من الأغاني من كلتا الجمهوريتين. فازت الأغنية “Zauvijek moja” للمجموعة No Name، والتي مثلت صربيا والجبل الأسود في مسابقة الأغنية الأوروبية 2005 في كييف، وحققت أيضًا نتيجة جيدة.
- الفائز: Zauvijek moja – No Name
- المدينة المضيفة: بودفا
- عدد المشاركين: غير محدد
يوروبيسما 2006: الجدل والانقسام
شهدت مسابقة يوروبيسما 2006 أكبر قدر من الجدل. أقيمت المسابقة في 11 مارس في بلغراد. مرة أخرى، شاركت كل من RTS و RTCG بأغانيها الخاصة. ومع ذلك، اتُهمت لجنة التحكيم بالتلاعب بالنتائج لصالح الأغاني من الجبل الأسود. بعد التصويت، تم الإعلان عن فوز الأغنية “Moja ljubavi” للمجموعة No Name، للمرة الثانية على التوالي. ومع ذلك، اعترضت هيئة البث الصربية (RTS) بشدة على النتائج، مدعية أن التصويت كان غير عادل وأن الأغاني من صربيا قد تم تهميشها بشكل منهجي.
نتيجة لهذا الجدل، رفضت RTS بث الأغنية الفائزة، وهددت بسحب صربيا والجبل الأسود من مسابقة الأغنية الأوروبية. بعد مفاوضات مكثفة، تم التوصل إلى حل وسط يقضي بسحب الأغنية الفائزة وعدم مشاركة صربيا والجبل الأسود في مسابقة الأغنية الأوروبية 2006. وهكذا، لم ترسل صربيا والجبل الأسود أي ممثل إلى أثينا في ذلك العام.
كانت هذه الأحداث بمثابة مقدمة لتفكك الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود. في مايو 2006، أجرى الجبل الأسود استفتاءً على الاستقلال، وصوتت الأغلبية لصالح الانفصال. في يونيو 2006، أعلنت الجبل الأسود رسميًا استقلالها، مما أدى إلى نهاية اتحاد صربيا والجبل الأسود.
- الفائز: Moja ljubavi – No Name (لم تشارك في اليوروفيجن)
- المدينة المضيفة: بلغراد
- النتيجة: انسحاب صربيا والجبل الأسود من اليوروفيجن بسبب الجدل
تأثير يوروبيسما على اليوروفيجن
تركت يوروبيسما إرثًا معقدًا في تاريخ مسابقة الأغنية الأوروبية. من ناحية، أظهرت المسابقة التنوع الموسيقي والثقافي في صربيا والجبل الأسود. من ناحية أخرى، كشفت عن التوترات السياسية والإقليمية التي كانت موجودة داخل الدولة الاتحادية. أدت الخلافات التي شهدتها يوروبيسما 2006 إلى تفاقم هذه التوترات وساهمت في نهاية المطاف في تفكك الاتحاد.
بعد استقلال الجبل الأسود وصربيا، شاركت الدولتان بشكل منفصل في مسابقة الأغنية الأوروبية. حققت كل من صربيا والجبل الأسود نجاحًا متفاوتًا في المسابقة، لكنهما تمكنتا من الحفاظ على حضورهما في المشهد الموسيقي الأوروبي.
دروس مستفادة من يوروبيسما
يمكن استخلاص العديد من الدروس من تجربة يوروبيسما. أولاً، من المهم ضمان الشفافية والعدالة في المسابقات التي تهدف إلى اختيار ممثل لدولة ما في حدث دولي. يجب أن تكون قواعد التصويت واضحة ومحايدة، ويجب اتخاذ خطوات لمنع أي تلاعب أو تحيز.
ثانيًا، يجب أن تكون هناك آليات لحل النزاعات والخلافات التي قد تنشأ خلال المسابقة. يجب أن تكون هناك لجنة مستقلة قادرة على التحقيق في الشكاوى واتخاذ القرارات بناءً على الأدلة. يجب أن تكون هناك أيضًا عملية استئناف متاحة للأطراف المتضررة.
أخيرًا، يجب أن يكون التركيز دائمًا على الموسيقى والفن، وليس على السياسة أو المصالح الإقليمية. يجب أن تكون مسابقة الأغنية الأوروبية احتفالًا بالتنوع الثقافي والتعاون الدولي، وليس ساحة للصراعات السياسية.
خاتمة
كانت يوروبيسما مسابقة أغنية بوب أقيمت في صربيا والجبل الأسود لاختيار ممثل البلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية. شهدت المسابقة جدلاً كبيراً في عام 2006، مما أدى إلى انسحاب البلاد من مسابقة الأغنية الأوروبية وتفكك الاتحاد بين صربيا والجبل الأسود لاحقًا. على الرغم من تاريخها القصير والمثير للجدل، تركت يوروبيسما بصمة في تاريخ مسابقة الأغنية الأوروبية وسلطت الضوء على التحديات التي تواجه الدول المتعددة الثقافات في تنظيم المسابقات الوطنية.