مقدمة
حاملة الطائرات اليابانية هيو (باليابانية: 飛鷹) كانت السفينة الرئيسية في فئتها المكونة من حاملتي طائرات تابعتين للبحرية الإمبراطورية اليابانية (IJN). خُطط لها في الأصل كسفينة ركاب فاخرة، ولكن مع تصاعد التوترات العالمية والحاجة المتزايدة إلى السفن الحربية، حُوّلت إلى حاملة طائرات قبل إطلاقها.
التصميم والتطوير
بدأت هيو في الأصل كسفينة ركاب فاخرة تابعة لشركة “نيبون يوسن كايشا” (Nippon Yusen Kaisha) وسُميت “إيزومو مارو” (Izumo Maru). كان من المفترض أن تخدم في خطوط الشحن عبر المحيط الهادئ، ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية، استحوذت البحرية الإمبراطورية اليابانية على السفينة وحولتها إلى حاملة طائرات. شمل التحويل إضافة سطح طيران، ومصاعد للطائرات، وحظائر للطائرات، وأنظمة دفاع جوي.
كانت هيو جزءًا من فئة هيو، التي تضمنت أيضًا حاملة الطائرات “جونيو” (Jun’yō). كان تصميم هذه الفئة فريدًا من نوعه حيث تم بناؤها على هياكل سفن تجارية موجودة. كان هذا النهج أسرع وأقل تكلفة من بناء حاملات طائرات جديدة بالكامل، مما سمح لليابان بزيادة حجم أسطولها البحري بسرعة.
المواصفات الفنية
تميزت حاملة الطائرات هيو بالمواصفات التالية:
- الإزاحة: 24,150 طنًا (قياسي)
- الطول: 221.2 مترًا
- العرض: 26.7 مترًا
- السرعة: 25.5 عقدة
- التسليح:
- 8 × مدافع عيار 12.7 سم (5 بوصات)
- متعددة من مدافع 25 ملم المضادة للطائرات
- الطائرات: 53 طائرة
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد إكمال تحويلها وتدريب الطاقم، دخلت هيو الخدمة في البحرية الإمبراطورية اليابانية في عام 1942. شاركت في العديد من العمليات الهامة خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
معركة بحر الفلبين
كانت معركة بحر الفلبين، التي وقعت في يونيو 1944، واحدة من أكبر المعارك الجوية البحرية في التاريخ. لعبت هيو دورًا رئيسيًا في هذه المعركة، حيث أطلقت طائراتها لمهاجمة الأسطول الأمريكي. على الرغم من الجهود اليابانية، حققت القوات الأمريكية انتصارًا ساحقًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في الطائرات اليابانية وتقليل قدرة اليابان على شن هجمات جوية فعالة.
معركة خليج ليتي
شاركت هيو أيضًا في معركة خليج ليتي في أكتوبر 1944، وهي واحدة من أكبر المعارك البحرية في التاريخ. كانت هذه المعركة محاولة يائسة من قبل اليابان لعرقلة الغزو الأمريكي للفلبين. تعرضت هيو لأضرار بالغة نتيجة للهجمات الجوية الأمريكية وغرقت في النهاية خلال المعركة. كانت خسارة هيو ضربة قوية للبحرية الإمبراطورية اليابانية، حيث فقدت اليابان حاملة طائرات قيمة وطاقمًا مدربًا.
غرق حاملة الطائرات هيو
في 20 يونيو 1944، وخلال معركة بحر الفلبين، تعرضت “هيو” لهجوم من قبل طائرات قاذفة طوربيد أمريكية. أصابت الطوربيدات “هيو” بأضرار بالغة، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة وانفجارات. وعلى الرغم من جهود مكافحة الأضرار، لم يتمكن الطاقم من السيطرة على الحرائق. وبعد عدة ساعات، غرقت “هيو” حاملة معها العديد من أفراد طاقمها.
الأهمية التاريخية
تعتبر حاملة الطائرات هيو رمزًا للجهود اليابانية لتحويل السفن التجارية إلى سفن حربية خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أن تصميمها كان أقل تطوراً من حاملات الطائرات التي بنيت لهذا الغرض، إلا أنها لعبت دورًا مهمًا في العمليات البحرية اليابانية. كما أن فقدانها في معركة خليج ليتي يمثل نقطة تحول في الحرب، حيث بدأت البحرية الإمبراطورية اليابانية في التدهور.
تأثيرها على الحرب
ساهمت هيو في المجهود الحربي الياباني، على الرغم من تحويلها من سفينة ركاب. وشاركت في بعض المعارك البحرية الكبرى، مما أثر على مسار الحرب. ومع ذلك، فإن فقدانها كان خسارة كبيرة لليابان وساهم في نهاية المطاف في هزيمتهم.
إرث حاملة الطائرات هيو
لا تزال حاملة الطائرات هيو تُذكر كقطعة أثرية تاريخية من الحرب العالمية الثانية. قصتها هي شهادة على مرونة اليابان وقدرتها على التكيف خلال الحرب، فضلاً عن التضحيات التي قدمها أولئك الذين خدموا على متنها.
خاتمة
كانت حاملة الطائرات اليابانية هيو سفينة حربية فريدة من نوعها تم تحويلها من سفينة ركاب فاخرة. لعبت دورًا مهمًا في العمليات البحرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في معركة بحر الفلبين ومعركة خليج ليتي. على الرغم من أنها غرقت في النهاية، إلا أنها لا تزال تُذكر كرمز للجهود اليابانية في الحرب العالمية الثانية.