<![CDATA[
نشأة الأمير وحياته المبكرة
الأمير أميديو أومبرتو قسطنطين جورجيو باولو إيلينا ماريا فيورنزو زفونيمير دي سافويا، الدوق الخامس لأوستا، وُلد في فلورنسا بإيطاليا في 27 سبتمبر 1943. كان الابن الوحيد للأمير أيمون، دوق أوستا (لاحقًا ملك كرواتيا الاسمى باسم توميسلاف الثاني) والأميرة إيرين من اليونان والدنمارك. تميزت نشأته بظروف الحرب العالمية الثانية والفترة المضطربة التي تلتها في إيطاليا.
بعد إلغاء النظام الملكي في إيطاليا عام 1946، انتقل أميديو مع والدته إلى سويسرا ثم إلى ميرامار بالقرب من ترييستي. تلقى تعليمه في البداية في كلية نافال فينيسيا، ثم درس لاحقًا في جامعة بادوفا حيث حصل على شهادة في القانون. كان لديه اهتمام كبير بالزراعة وعمل في مجال النبيذ، حيث أسس مزرعة نبيذ ناجحة في توسكانا.
الخلافة على العرش الإيطالي
بعد وفاة الملك أومبرتو الثاني، آخر ملوك إيطاليا، في عام 1983، ظهر خلاف حول من هو الوريث الشرعي للعرش الإيطالي بين فرعي سافوي وسافوي-أوستا. اعتبر أميديو نفسه الوريث الشرعي، مدعيًا أن زواج الأمير فيكتور إيمانويل من مارينو دوريا في عام 1971 تم دون موافقة الملك، مما جعله باطلاً وفقًا للقانون الملكي. أدى هذا الادعاء إلى نزاع طويل الأمد بين العائلتين، مع تبادل التصريحات العلنية والدعاوى القضائية.
على الرغم من هذا الخلاف، احتفظ أميديو بشعبية واحترام كبيرين في إيطاليا، خاصة بين الملكيين الذين رأوا فيه تجسيدًا للقيم الملكية التقليدية. شارك في العديد من الفعاليات العامة والمناسبات التاريخية، وكان معروفًا بأناقته وتواضعه.
زيجاته وعائلته
تزوج الأمير أميديو مرتين. زواجه الأول كان من الأميرة كلود من أورليان في عام 1964، وأنجبا ثلاثة أطفال:
- الأميرة بيانكا دي سافويا أوستا (مواليد 1966)
- الأمير أيمون دي سافويا أوستا (مواليد 1967)، الدوق الحالي لأوستا
- الأميرة مافالدا دي سافويا أوستا (مواليد 1969)
تم فسخ هذا الزواج في عام 1982.
في عام 1987، تزوج أميديو من سيلفيا باتريسيا بيتروني، ولم ينجبا أطفالًا. استمر هذا الزواج حتى وفاته.
إضافة إلى ذلك، اعترف أميديو بابنة غير شرعية، الأميرة كيارا دي سافويا أوستا، ولدت في عام 2006، بعد علاقة مع نبيلة إيطالية.
أدواره العامة وأنشطته
بخلاف دوره كشخصية ملكية، كان الأمير أميديو نشطًا في مجالات أخرى. اهتم بالزراعة، وكما ذكر سابقًا، كان يمتلك مزرعة نبيذ ناجحة في توسكانا. كما شارك في العديد من الأعمال الخيرية والمبادرات الاجتماعية، بما في ذلك دعم المنظمات التي تعمل مع الأطفال المحتاجين.
كان الأمير أميديو أيضًا عضوًا فخريًا في العديد من الجمعيات والمنظمات، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لخدماته ومساهماته. كان شخصية محترمة في المجتمع الإيطالي، وله دور بارز في الحفاظ على التراث الملكي الإيطالي.
النزاع حول لقب دوق سافوي
تفاقم الخلاف بين فرعي سافوي وأوستا في عام 2006 عندما أعلن أميديو نفسه دوقًا لسافوي، متحديًا بذلك لقب فيكتور إيمانويل. أدى هذا إلى رفع فيكتور إيمانويل دعوى قضائية ضد أميديو بتهمة التشهير، والتي انتهت بتغريم فيكتور إيمانويل.
على الرغم من هذه الخلافات العلنية، حافظ العديد من الملكيين الإيطاليين على دعمهم لأميديو، معتبرين أنه يمثل القيم والتقاليد الملكية بشكل أفضل من فيكتور إيمانويل.
آراءه السياسية
على الرغم من أن إيطاليا أصبحت جمهورية، إلا أن أميديو كان يعتقد أن الملكية يمكن أن تلعب دورًا رمزيًا مهمًا في توحيد البلاد وتمثيل تاريخها وتقاليدها. لم يدعُ أبدًا إلى استعادة الملكية بالقوة، لكنه رأى أن هناك حاجة إلى شخصية موحدة يمكن أن تمثل الأمة في المناسبات الرسمية وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية.
كان أميديو أيضًا مؤيدًا قويًا للتكامل الأوروبي، معتقدًا أن إيطاليا يمكن أن تلعب دورًا قياديًا في الاتحاد الأوروبي. كان يعتقد أن التعاون بين الدول الأوروبية ضروري لمواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والهجرة والإرهاب.
اهتماماته الشخصية
كان للأمير أميديو اهتمامات واسعة تتجاوز دوره كشخصية عامة. كان محبًا للفن والتاريخ، وكان يمتلك مجموعة كبيرة من الكتب والتحف. كان أيضًا رياضيًا متحمسًا، وكان يستمتع بالمشي لمسافات طويلة والتزلج والإبحار.
كان معروفًا بحسن ضيافته وكرمه، وكان يحب استضافة الأصدقاء والعائلة في مزرعته في توسكانا. كان يتحدث عدة لغات بطلاقة، بما في ذلك الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والألمانية، وكان يتمتع بسمعة طيبة كشخص مثقف ومحنك.
وفاته وإرثه
توفي الأمير أميديو في أريتسو بإيطاليا في 1 يونيو 2021، عن عمر يناهز 77 عامًا. ترك وراءه إرثًا معقدًا، حيث كان شخصية مثيرة للجدل ومحترمة في نفس الوقت. بالنسبة للبعض، كان يمثل استمرارًا للتقاليد الملكية الإيطالية، بينما انتقده آخرون بسبب طموحاته الشخصية ودوره في النزاعات داخل العائلة المالكة.
بغض النظر عن الآراء المتباينة حوله، لا يمكن إنكار أن الأمير أميديو كان شخصية بارزة في التاريخ الإيطالي المعاصر. ستبقى ذكراه حية من خلال أسرته وأصدقائه، ومن خلال عمله في الحفاظ على التراث الملكي الإيطالي ودعم المجتمعات المحتاجة. انتقل لقبه كدوق لأوستا إلى ابنه، الأمير أيمون.
خاتمة
كان الأمير أميديو، دوق أوستا، شخصية بارزة في التاريخ الإيطالي المعاصر، تميزت حياته بالخلافات حول الخلافة على العرش، وأدواره العامة، واهتماماته الشخصية. على الرغم من الجدل الدائر حوله، فقد ترك إرثًا معقدًا ومؤثرًا في إيطاليا، سواء من خلال الحفاظ على التراث الملكي أو من خلال أعماله الخيرية. وفاته في عام 2021 تمثل نهاية حقبة في تاريخ العائلة المالكة الإيطالية.