التأسيس والتاريخ المبكر
افتتح نادي 57 أبوابه في عام 1978 في الطابق السفلي لكنيسة بولس الرسول الأوكرانية الأرثوذكسية. كان في البداية مشروعًا متواضعًا يديره مجموعة من الفنانين الشباب والموسيقيين الطموحين. سرعان ما اكتسب النادي شعبية بفضل أجواءه غير التقليدية وعروضه المتنوعة. لعب ستيف ماس دورًا محوريًا في تأسيس وتطوير النادي، حيث كان مسؤولًا عن العديد من جوانبه التنظيمية والإبداعية.
كان النادي بمثابة نقطة انطلاق للعديد من الفنانين والموسيقيين الذين أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة في عالم الفن والموسيقى. من بين هؤلاء الفنانين كيث هارينغ، وجان ميشيل باسكيات، ومادونا، وذا رامونز، الذين قدموا عروضهم في النادي في بداية مسيرتهم المهنية.
الأجواء والأنشطة
تميز نادي 57 بأجوائه الفوضوية والإبداعية. كان النادي بمثابة مساحة آمنة للفنانين والموسيقيين للتعبير عن أنفسهم بحرية واستكشاف أفكار جديدة. كانت العروض في النادي غالبًا ما تكون تجريبية وغير تقليدية، مما يجذب جمهورًا متنوعًا من الفنانين والمثقفين وعشاق الحياة الليلية.
استضاف النادي مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- الموسيقى الحية: قدمت العديد من الفرق الموسيقية الصاعدة عروضها في نادي 57، بما في ذلك فرق البانك والويف والنيو ويف.
- العروض الفنية: استضاف النادي العديد من العروض الفنية، بما في ذلك عروض الأداء والتركيبات الفنية والعروض المرئية.
- الأفلام المستقلة: عرض النادي العديد من الأفلام المستقلة والأفلام التجريبية.
- الحفلات التنكرية: كانت الحفلات التنكرية في نادي 57 من الأحداث الشهيرة، حيث يرتدي الحاضرون أزياء مبتكرة وغريبة.
- العروض المسرحية: قدم النادي العديد من العروض المسرحية التجريبية.
الشخصيات البارزة
ارتبط نادي 57 بالعديد من الشخصيات البارزة في عالم الفن والموسيقى، بما في ذلك:
- كيث هارينغ: فنان أمريكي اشتهر برسوماته الجدارية ورسوماته التعبيرية. بدأ هارينغ مسيرته الفنية في نادي 57، حيث كان يرسم رسومات جدارية على جدران النادي.
- جان ميشيل باسكيات: فنان أمريكي من أصل هاييتي وبورتوريكي. كان باسكيات أحد أبرز فناني حركة النيو إكسبرشنزم. عرض باسكيات أعماله الفنية في نادي 57 في بداية مسيرته المهنية.
- مادونا: مغنية وممثلة أمريكية. قدمت مادونا عروضها في نادي 57 في بداية مسيرتها المهنية.
- ذا رامونز: فرقة بانك روك أمريكية. قدمت فرقة ذا رامونز عروضها في نادي 57 في بداية مسيرتها المهنية.
- كيني شارْف: فنان أمريكي مرتبط بحركة فن الشارع.
- آن ماغنوسون: فنانة أداء وممثلة كوميدية.
- جون لوري: موسيقي وممثل.
التأثير والإرث
كان لنادي 57 تأثير كبير على الحياة الليلية البديلة في نيويورك وعلى عالم الفن والموسيقى بشكل عام. ساهم النادي في ظهور العديد من الفنانين والموسيقيين الذين أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة في عالم الفن والموسيقى. كما ساهم النادي في تعزيز ثقافة التجريب والإبداع في نيويورك.
على الرغم من أن نادي 57 أغلق أبوابه في عام 1983، إلا أن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم. يعتبر النادي رمزًا للحقبة الذهبية للحياة الليلية البديلة في نيويورك، ولا يزال يلهم الفنانين والموسيقيين في جميع أنحاء العالم.
يعتبر نادي 57 مثالًا على كيف يمكن لمساحة صغيرة وغير تقليدية أن تحدث فرقًا كبيرًا في عالم الفن والموسيقى. كان النادي بمثابة نقطة انطلاق للعديد من الفنانين والموسيقيين الذين أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة، وساهم في تعزيز ثقافة التجريب والإبداع.
إغلاق النادي
على الرغم من نجاحه وشعبيته، أغلق نادي 57 أبوابه في عام 1983. تعزى أسباب الإغلاق إلى عدة عوامل، بما في ذلك المشاكل المالية وتغير الأذواق في الحياة الليلية. على الرغم من قصر مدة وجوده، ترك النادي بصمة لا تُمحى على المشهد الثقافي في نيويورك.
معرض حول نادي 57 في متحف الفن الحديث
في عام 2017، أقام متحف الفن الحديث (MoMA) في نيويورك معرضًا بعنوان “Club 57: Film, Performance, and Art in the East Village, 1978–1983”. استكشف المعرض تأثير النادي على الفن والموسيقى والأفلام في تلك الحقبة، وعرض أعمالًا لفنانين مرتبطين بالنادي، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية وأفلام ومقتنيات أخرى. لاقى المعرض استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، مما سلط الضوء على الأهمية الدائمة لنادي 57 في تاريخ الفن والثقافة.
خاتمة
كان نادي 57 ملهى ليليًا مؤثرًا في مدينة نيويورك خلال أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. كان النادي مركزًا للحياة الليلية البديلة، واستضاف مجموعة متنوعة من العروض التجريبية والفنية. لعب النادي دورًا هامًا في إطلاق مسيرة العديد من الفنانين والموسيقيين الذين أصبحوا فيما بعد شخصيات بارزة. على الرغم من أن النادي أغلق أبوابه في عام 1983، إلا أن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم.