مقدمة
فحص الثدي، المعروف أيضًا بالفحص السريري للثدي (Clinical Breast Examination)، هو فحص جسدي يقوم به أخصائي طبي للتحقق من وجود أي تشوهات أو علامات غير طبيعية في الثدي. يعتبر هذا الفحص جزءًا هامًا من الرعاية الصحية الوقائية للمرأة، ويساهم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء.
يهدف فحص الثدي إلى تقييم حجم وشكل وملمس الثديين، بالإضافة إلى البحث عن أي كتل أو تورم أو تغيرات في الجلد أو الحلمات. يمكن أن يشمل الفحص أيضًا منطقة الإبط للتحقق من وجود أي تضخم في الغدد الليمفاوية. على الرغم من أن فحص الثدي لا يعتبر بديلاً للتصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام)، إلا أنه يمكن أن يكون أداة قيمة للكشف عن الحالات التي قد لا تظهر في التصوير الإشعاعي.
أهمية فحص الثدي
تكمن أهمية فحص الثدي في عدة جوانب، منها:
- الكشف المبكر عن سرطان الثدي: يسمح الفحص المنتظم بالكشف عن أي تغييرات غير طبيعية في الثدي في مراحل مبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.
- الطمأنينة: يمكن للفحص أن يوفر الطمأنينة للنساء اللاتي يشعرن بالقلق بشأن صحة الثدي لديهن.
- الوعي بصحة الثدي: يشجع الفحص النساء على أن يصبحن أكثر وعيًا بأجسادهن وعلى التعرف على ما هو طبيعي بالنسبة لهن، مما يسهل عليهن اكتشاف أي تغييرات بأنفسهن بين الفحوصات الدورية.
- تكملة التصوير الشعاعي: يمكن أن يكمل فحص الثدي نتائج التصوير الشعاعي للثدي، خاصة في النساء ذوات الثدي الكثيف، حيث قد يكون من الصعب اكتشاف الأورام في التصوير الإشعاعي وحده.
كيفية إجراء فحص الثدي
يمكن إجراء فحص الثدي في عيادة الطبيب أو المستشفى، ويتضمن عادةً الخطوات التالية:
- المعاينة البصرية: يبدأ الطبيب بفحص الثديين بصريًا أثناء جلوس المريضة ورفع ذراعيها فوق رأسها، ثم أثناء وضع يديها على وركيها والضغط قليلًا. يتيح ذلك للطبيب تقييم حجم وشكل الثديين والبحث عن أي تغيرات في الجلد أو الحلمات، مثل الاحمرار أو التورم أو الانكماش.
- الجس: يقوم الطبيب بعد ذلك بلمس الثديين والإبطين باستخدام أطراف الأصابع. يتم إجراء الجس عادةً أثناء استلقاء المريضة على ظهرها ووضع ذراعها فوق رأسها. يتيح ذلك للطبيب فحص الثدي بشكل كامل والبحث عن أي كتل أو تورم أو مناطق حساسة.
- فحص الحلمات: قد يقوم الطبيب بالضغط بلطف على الحلمات للتحقق من وجود أي إفرازات غير طبيعية.
- فحص الغدد الليمفاوية: يتم فحص منطقة الإبط للتحقق من وجود أي تضخم في الغدد الليمفاوية، والذي قد يكون علامة على وجود عدوى أو سرطان.
من يجب عليه إجراء فحص الثدي؟
يوصى بإجراء فحص الثدي بانتظام للنساء اللاتي تجاوزن سن العشرين. يجب على النساء التحدث مع طبيبهن حول التوصيات المتعلقة بفحص الثدي، والتي قد تختلف حسب العمر والتاريخ العائلي وعوامل الخطر الأخرى. بشكل عام، يوصى بما يلي:
- الفحص الذاتي للثدي: يجب على النساء التعود على فحص الثدي بأنفسهن بانتظام للتعرف على ما هو طبيعي بالنسبة لهن، والإبلاغ عن أي تغييرات غير طبيعية للطبيب.
- الفحص السريري للثدي: يوصى بإجراء فحص سريري للثدي من قبل أخصائي طبي كل 1-3 سنوات للنساء في العشرينات والثلاثينات من العمر، وبشكل سنوي للنساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين.
- التصوير الشعاعي للثدي: يوصى بإجراء التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام) بشكل سنوي للنساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين، أو في وقت مبكر إذا كان لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو عوامل خطر أخرى.
ماذا تفعلين إذا تم العثور على شيء غير طبيعي؟
إذا اكتشف الطبيب أو المريضة شيئًا غير طبيعي أثناء فحص الثدي، فقد يوصي بإجراء المزيد من الاختبارات لتحديد طبيعة المشكلة. قد تشمل هذه الاختبارات:
- التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام): هو نوع من الأشعة السينية يستخدم لإنشاء صور للثدي.
- الموجات فوق الصوتية للثدي (الألتراساوند): تستخدم الموجات الصوتية لإنشاء صور للثدي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي (MRI): يستخدم المغناطيس والموجات الراديوية لإنشاء صور مفصلة للثدي.
- الخزعة: تتضمن إزالة عينة صغيرة من الأنسجة من الثدي لفحصها تحت المجهر.
من المهم أن تتذكري أن معظم الكتل أو التغيرات التي يتم العثور عليها في الثدي ليست سرطانية. ومع ذلك، من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد طبيعة المشكلة واستبعاد وجود السرطان.
عوامل الخطر لسرطان الثدي
هناك العديد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في العمر.
- التاريخ العائلي: تزيد فرص الإصابة بسرطان الثدي إذا كان لدى الأم أو الأخت أو الجدة تاريخ للإصابة بالمرض.
- الطفرات الجينية: بعض الطفرات الجينية، مثل طفرات BRCA1 و BRCA2، يمكن أن تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التاريخ الشخصي للإصابة بسرطان الثدي: النساء اللاتي سبق لهن الإصابة بسرطان الثدي لديهن خطر أكبر للإصابة به مرة أخرى.
- التعرض للإشعاع: التعرض للإشعاع في منطقة الصدر، خاصة في سن مبكرة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- السمنة: تزيد السمنة، خاصة بعد انقطاع الطمث، من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- العلاج بالهرمونات: العلاج بالهرمونات البديلة لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التدخين: قد يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- تناول الكحول: قد يزيد تناول الكحول من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
نصائح للحفاظ على صحة الثدي
بالإضافة إلى إجراء الفحوصات المنتظمة للثدي، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على صحة الثدي وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك:
- الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن تساعد المحافظة على وزن صحي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- اتباع نظام غذائي صحي: يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الحد من تناول الكحول: يجب الحد من تناول الكحول أو تجنبه تمامًا لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- عدم التدخين: يجب تجنب التدخين تمامًا لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- الرضاعة الطبيعية: قد تساعد الرضاعة الطبيعية في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
خاتمة
فحص الثدي هو أداة هامة للكشف المبكر عن سرطان الثدي. من خلال إجراء الفحوصات المنتظمة للثدي، والتعرف على عوامل الخطر، واتباع نمط حياة صحي، يمكن للمرأة اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحة الثدي وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. تذكري استشارة طبيبك بشأن أفضل خطة فحص للثدي تناسبك.