تشكل بحر تيريل
بدأ تشكل بحر تيريل مع نهاية العصر الجليدي الأخير، أي منذ حوالي 11,700 سنة. مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، بدأت الأنهار الجليدية في الذوبان بمعدل متسارع. هذا الذوبان أدى إلى تدفق كميات هائلة من المياه العذبة إلى المحيطات والبحار، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه العالمي. في منطقة خليج هدسون، تسبب وزن الأنهار الجليدية الهائل في انخفاض القشرة الأرضية. عندما ذابت الأنهار الجليدية، بدأت الأرض في الارتفاع مرة أخرى، وهي عملية تعرف باسم الارتداد الجليدي.
مع ارتفاع الأرض وارتفاع منسوب المياه، تشكل بحر تيريل. غطى هذا البحر مساحة واسعة من الأراضي المنخفضة المحيطة بخليج هدسون الحالي. كان بحر تيريل أكبر بكثير من خليج هدسون اليوم، وامتد إلى مناطق داخلية أبعد.
خصائص بحر تيريل
كان بحر تيريل يتميز بعدة خصائص فريدة:
- المياه العذبة: كان بحر تيريل يتكون في معظمه من المياه العذبة الذائبة من الأنهار الجليدية. هذا يعني أن ملوحة المياه كانت منخفضة للغاية مقارنة بمياه المحيطات.
- البرودة الشديدة: كانت المياه في بحر تيريل باردة جدًا بسبب قربها من الأنهار الجليدية وبسبب المناخ البارد في تلك الفترة.
- الحياة البحرية المحدودة: بسبب انخفاض الملوحة والبرودة الشديدة، كانت الحياة البحرية في بحر تيريل محدودة. ومع ذلك، كانت هناك بعض الأنواع من الأسماك والقشريات التي تكيفت مع هذه الظروف القاسية.
- الرواسب الجليدية: ترك الأنهار الجليدية وراءها كميات هائلة من الرواسب الجليدية، مثل الطين والرمل والحصى. هذه الرواسب غطت قاع بحر تيريل وشكلت جزءًا كبيرًا من التربة في المنطقة.
تأثير بحر تيريل على المنطقة
كان لبحر تيريل تأثير كبير على المنطقة المحيطة به:
- تغيير المناظر الطبيعية: أدى ارتفاع منسوب المياه إلى تغيير المناظر الطبيعية بشكل كبير. غمرت الأراضي المنخفضة وتشكلت البحيرات والأنهار.
- توزيع الرواسب: ساهم بحر تيريل في توزيع الرواسب الجليدية على مساحة واسعة. هذه الرواسب أثرت على خصائص التربة والغطاء النباتي.
- تأثير على الحياة البرية: أدى تغير المناخ والمناظر الطبيعية إلى تغيير في توزيع الحياة البرية. ظهرت أنواع جديدة من الحيوانات والنباتات، بينما انقرضت أنواع أخرى.
- تشكيل خليج هدسون: مع مرور الوقت، ومع استمرار ارتفاع الأرض وانخفاض منسوب المياه، تقلص بحر تيريل تدريجياً ليصبح خليج هدسون الذي نعرفه اليوم.
الأدلة الجيولوجية على وجود بحر تيريل
هناك العديد من الأدلة الجيولوجية التي تشير إلى وجود بحر تيريل في الماضي:
- الرواسب الجليدية: توجد طبقات سميكة من الرواسب الجليدية في جميع أنحاء منطقة خليج هدسون. هذه الرواسب تشير إلى أن المنطقة كانت مغطاة بالأنهار الجليدية في الماضي.
- الشواطئ القديمة: توجد شواطئ قديمة مرتفعة فوق مستوى سطح البحر الحالي. هذه الشواطئ تشير إلى أن مستوى سطح البحر كان أعلى في الماضي.
- الأحافير البحرية: تم العثور على أحافير لكائنات بحرية في الرواسب الجليدية. هذه الأحافير تشير إلى أن المنطقة كانت مغطاة بالبحر في الماضي.
- الارتداد الجليدي: يستمر الارتداد الجليدي في منطقة خليج هدسون حتى اليوم. هذا الارتداد يشير إلى أن الأرض كانت منخفضة في الماضي بسبب وزن الأنهار الجليدية.
بحر تيريل والارتداد الجليدي
الارتداد الجليدي هو عملية ارتفاع القشرة الأرضية بعد إزالة وزن الأنهار الجليدية. خلال العصر الجليدي الأخير، كان وزن الأنهار الجليدية الهائل يضغط على القشرة الأرضية، مما تسبب في انخفاضها. عندما ذابت الأنهار الجليدية، بدأت القشرة الأرضية في الارتفاع مرة أخرى. هذه العملية لا تزال مستمرة حتى اليوم في العديد من المناطق التي كانت مغطاة بالأنهار الجليدية، بما في ذلك منطقة خليج هدسون.
يؤثر الارتداد الجليدي على مستوى سطح البحر المحلي. مع ارتفاع الأرض، يبدو أن مستوى سطح البحر ينخفض. هذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور أراض جديدة وتغيير في الخط الساحلي. في منطقة خليج هدسون، أدى الارتداد الجليدي إلى تقلص بحر تيريل وتشكيل خليج هدسون الحالي.
بحر تيريل وتغير المناخ
يعد بحر تيريل مثالاً هامًا على كيفية تأثير تغير المناخ على البيئة. ذوبان الأنهار الجليدية، الذي أدى إلى تشكل بحر تيريل، كان نتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض في نهاية العصر الجليدي الأخير. اليوم، نشهد ارتفاعًا آخر في درجة حرارة الأرض بسبب النشاط البشري. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يؤدي إلى ذوبان الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم، مما يهدد برفع منسوب المياه العالمي وغمر المناطق الساحلية.
دراسة تاريخ بحر تيريل يمكن أن تساعدنا على فهم أفضل لكيفية استجابة البيئة لتغير المناخ. يمكن أن تساعدنا أيضًا على التنبؤ بالتأثيرات المحتملة لتغير المناخ في المستقبل.
بحر تيريل في الثقافة الشعبية
على الرغم من أن بحر تيريل ليس معروفًا على نطاق واسع خارج الأوساط العلمية، إلا أنه يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ منطقة خليج هدسون. تذكرنا قصة بحر تيريل بالقوى الجيولوجية الهائلة التي شكلت كوكبنا وبتأثير تغير المناخ على البيئة. يمكن أن يكون بحر تيريل أيضًا مصدر إلهام للفنانين والكتاب والموسيقيين.
خاتمة
بحر تيريل هو مثال على البحار القديمة التي تشكلت نتيجة ذوبان الأنهار الجليدية في نهاية العصر الجليدي الأخير. كان لهذا البحر تأثير كبير على المناظر الطبيعية والحياة البرية في منطقة خليج هدسون. دراسة تاريخ بحر تيريل تساعدنا على فهم تأثير تغير المناخ على البيئة وعلى التنبؤ بالتغيرات المستقبلية المحتملة.