نشأته وتعليمه
ولد ليزلي شيميلت في بلدة سوريس الصغيرة في مانيتوبا، كندا. نشأ في بيئة تقدر التعليم والعمل الجاد. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية، حيث أظهر تفوقًا في العلوم والرياضيات. كان شغفه بالمعرفة واضحًا منذ صغره، مما دفعه إلى متابعة التعليم العالي في مجال الهندسة.
التحق شيميلت بجامعة مانيتوبا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم في الهندسة الكيميائية. خلال سنوات دراسته الجامعية، أظهر التزامًا قويًا بدراسته وشارك بنشاط في الأنشطة اللامنهجية. بعد الانتهاء من شهادته الجامعية، واصل تعليمه وحصل على درجة الماجستير في العلوم من جامعة تورنتو. لم يكتفِ بذلك، بل سعى أيضًا للحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة مينيسوتا، حيث أجرى أبحاثًا متقدمة في مجال العمليات الكيميائية والنقل.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، بدأ شيميلت مسيرة مهنية طويلة ومثمرة في الأوساط الأكاديمية. انضم إلى هيئة التدريس في جامعة نيو برونزويك في عام 1946، حيث عمل أستاذاً للهندسة الكيميائية. سرعان ما أثبت نفسه كمعلم وباحث متميز، وكان له تأثير كبير على طلابه وزملائه. خلال فترة عمله في جامعة نيو برونزويك، تولى العديد من المناصب القيادية والإدارية، بما في ذلك رئيس قسم الهندسة الكيميائية.
في عام 1967، انتقل شيميلت إلى جامعة ماكماستر في هاميلتون، أونتاريو، حيث شغل منصب عميد كلية الهندسة. تحت قيادته، شهدت الكلية نموًا وتوسعًا كبيرين، وأصبحت واحدة من أبرز كليات الهندسة في كندا. لعب شيميلت دورًا حاسمًا في تطوير برامج أكاديمية جديدة وجذب أعضاء هيئة تدريس متميزين وتوسيع نطاق الأبحاث في الكلية. استمر في منصبه كعميد حتى عام 1977، ثم عاد إلى التدريس والبحث كأستاذ جامعي متميز.
تميزت مسيرة شيميلت المهنية بالتميز في التدريس والبحث والإدارة. كان معلمًا ملهمًا ألهم أجيالًا من المهندسين الكيميائيين. كما كان باحثًا غزير الإنتاج نشر العديد من المقالات العلمية في المجلات المحكمة وقدم عروضًا في المؤتمرات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، كان قائدًا إداريًا فعالًا ساهم في تطوير وتعزيز كليات الهندسة في جامعتي نيو برونزويك وماكماستر.
إنجازاته ومساهماته
قدم ليزلي شيميلت مساهمات كبيرة في مجال الهندسة الكيميائية والتعليم الهندسي. تشمل بعض إنجازاته البارزة ما يلي:
- تطوير مناهج الهندسة الكيميائية: ساهم شيميلت في تطوير مناهج مبتكرة في الهندسة الكيميائية، مع التركيز على التطبيقات العملية وحل المشكلات.
- إجراء البحوث الرائدة: أجرى شيميلت بحوثًا رائدة في مجالات مختلفة من الهندسة الكيميائية، بما في ذلك عمليات النقل، والتفاعلات الكيميائية، وهندسة المفاعلات.
- نشر المقالات العلمية: نشر شيميلت العديد من المقالات العلمية في المجلات المحكمة، مما ساهم في تطوير المعرفة في مجال الهندسة الكيميائية.
- تقديم العروض في المؤتمرات الدولية: قدم شيميلت عروضًا في المؤتمرات الدولية، وتبادل المعرفة والخبرات مع المهندسين والباحثين من جميع أنحاء العالم.
- تخريج أجيال من المهندسين الكيميائيين: قام شيميلت بتدريس وتوجيه أجيال من المهندسين الكيميائيين، الذين أصبحوا قادة في الصناعة والأوساط الأكاديمية.
- القيادة الإدارية: قاد شيميلت كليات الهندسة في جامعتي نيو برونزويك وماكماستر، وساهم في تطويرها وتعزيزها.
بالإضافة إلى ذلك، كان شيميلت عضوًا نشطًا في العديد من المنظمات المهنية، بما في ذلك معهد المهندسين الكيميائيين الكنديين (CSChE) ومعهد المهندسين الكيميائيين الأمريكيين (AIChE). شغل مناصب قيادية في هذه المنظمات وساهم في تطوير معايير المهنة وتعزيز التعاون بين المهندسين.
تكريمه وجوائزه
تقديرًا لمساهماته المتميزة في مجال الهندسة الكيميائية والتعليم، حصل ليزلي شيميلت على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك:
- زمالة معهد المهندسين الكيميائيين الكنديين (CSChE): تم انتخاب شيميلت زميلًا في معهد المهندسين الكيميائيين الكنديين تقديرًا لمساهماته المتميزة في المهنة.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من معهد المهندسين الكيميائيين الكنديين (CSChE): حصل شيميلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من معهد المهندسين الكيميائيين الكنديين تقديرًا لمساهماته المستمرة في مجال الهندسة الكيميائية.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة نيو برونزويك: حصل شيميلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة نيو برونزويك تقديرًا لمساهماته في الجامعة والمجتمع.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة ماكماستر: حصل شيميلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ماكماستر تقديرًا لمساهماته في الجامعة والمجتمع.
تعكس هذه الجوائز والأوسمة التقدير الواسع النطاق الذي حظي به شيميلت لمساهماته في مجال الهندسة الكيميائية والتعليم.
حياته الشخصية
كان ليزلي شيميلت رجلاً متعدد الجوانب يتمتع بمجموعة واسعة من الاهتمامات. كان محبًا للقراءة، وخاصةً الأدب والتاريخ. كما كان يستمتع بالأنشطة الخارجية، مثل المشي لمسافات طويلة والبستنة. كان أيضًا عضوًا نشطًا في مجتمعه، وشارك في العديد من الأنشطة المدنية والتطوعية.
تزوج شيميلت من زوجته العزيزة، مارغريت، ولديهما ثلاثة أطفال. كان يتمتع بعلاقة وثيقة مع عائلته، وكان فخورًا بإنجازاتهم. كان أيضًا صديقًا مخلصًا ومستشارًا موثوقًا به للعديد من الأشخاص.
توفي ليزلي شيميلت في 20 ديسمبر 2011، عن عمر يناهز 91 عامًا. ترك وراءه إرثًا من التميز في الهندسة الكيميائية والتعليم والإدارة. سيظل يُذكر لمساهماته الكبيرة في المهنة وتأثيره الإيجابي على حياة العديد من الأشخاص.
إرثه وتأثيره
ترك ليزلي شيميلت إرثًا دائمًا في مجال الهندسة الكيميائية والتعليم. ألهم أجيالًا من المهندسين والباحثين، وساهم في تطوير المعرفة والممارسات في المهنة. ستستمر مساهماته في التدريس والبحث والإدارة في التأثير على مجال الهندسة الكيميائية لسنوات قادمة.
بالإضافة إلى ذلك، كان شيميلت نموذجًا يحتذى به للنزاهة والاحتراف والخدمة. لقد تجسدت قيمه في عمله وحياته الشخصية، وكان له تأثير إيجابي على مجتمعه والعالم. سيظل يُذكر كقائد ورائد ومعلم ملهم.
خاتمة
كان ليزلي ويبستر شيميلت مهندسًا كيميائيًا وأستاذًا كنديًا بارزًا. قدم مساهمات كبيرة في مجال الهندسة الكيميائية والتعليم الهندسي، من خلال التدريس والبحث والإدارة. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لمساهماته المتميزة. ترك وراءه إرثًا دائمًا من التميز والإلهام.