الخلفية السياسية
كانت بيزلي الجنوبية تقليديًا معقلًا لحزب العمل، وقد فاز الحزب بالمقعد في كل انتخابات عامة منذ إنشائه في عام 1950. ومع ذلك، شهدت الانتخابات الفرعية تحديًا قويًا من الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP)، الذي كان يأمل في تحقيق مكاسب في المنطقة.
كانت الحكومة المحافظة في السلطة على المستوى الوطني، بقيادة رئيس الوزراء جون ميجور، الذي تولى منصبه حديثًا بعد استقالة مارغريت تاتشر في وقت سابق من ذلك الشهر. كانت الحكومة تواجه تحديات اقتصادية وشعبية متضائلة، مما جعل الانتخابات الفرعية اختبارًا مهمًا لشعبيتها.
المرشحون
تنافس عدد من المرشحين على المقعد، بما في ذلك:
- غوردون مارتون (حزب العمل): تم اختيار مارتون كمرشح لحزب العمل. كان يتمتع بدعم قوي من الحزب المحلي، وكان يُنظر إليه على أنه مرشح قوي للفوز بالمقعد.
- إيان بيرتين (الحزب الوطني الاسكتلندي): كان بيرتين مرشحًا واعدًا للحزب الوطني الاسكتلندي. قام بحملة قوية، مستهدفًا الناخبين الساخطين عن الحكومة المحافظة وحزب العمل.
- جون بريستون (حزب المحافظين): كان بريستون مرشحًا لحزب المحافظين. واجه مهمة صعبة في محاولة الفوز بمقعد كان تقليديًا معقلاً لحزب العمل.
- مرشحون آخرون: بالإضافة إلى المرشحين الرئيسيين الثلاثة، ترشح عدد من المرشحين الآخرين من أحزاب أصغر.
الحملة الانتخابية
ركزت الحملة الانتخابية على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الاقتصاد والصحة والتعليم. سعى الحزب الوطني الاسكتلندي إلى استغلال المشاعر القومية، داعيًا إلى استقلال اسكتلندا. ركز حزب العمل على سجل الحكومة المحافظة، وحذر من عواقب المزيد من الخصخصة.
كانت الحملة الانتخابية حادة، وشهدت تبادلًا حادًا للكلمات بين المرشحين. اتهم الحزب الوطني الاسكتلندي حزب العمل بالتراخي في الدفاع عن مصالح اسكتلندا، بينما اتهم حزب العمل الحزب الوطني الاسكتلندي بتقسيم البلاد.
النتائج
فاز غوردون مارتون من حزب العمل في الانتخابات الفرعية، لكن بأغلبية مخفضة بشكل كبير. كانت النتيجة على النحو التالي:
- غوردون مارتون (حزب العمل): 15,370 صوتًا
- إيان بيرتين (الحزب الوطني الاسكتلندي): 12,958 صوتًا
- جون بريستون (حزب المحافظين): 3,949 صوتًا
كانت نسبة الإقبال على التصويت 62.8%.
التحليل
كان فوز حزب العمل في الانتخابات الفرعية بمثابة ارتياح للحزب، لكن الأغلبية المخفضة كانت بمثابة تحذير. أظهرت النتيجة أن الحزب الوطني الاسكتلندي كان يمثل تهديدًا حقيقيًا لحزب العمل في اسكتلندا، وأن الحزب بحاجة إلى العمل بجد للحفاظ على دعمه.
بالنسبة للحكومة المحافظة، كانت النتيجة بمثابة خيبة أمل. أظهرت أن الحكومة كانت لا تزال غير شعبية، وأنها تواجه مهمة صعبة في محاولة الفوز بالانتخابات العامة المقبلة.
كانت انتخابات بيزلي الجنوبية الفرعية 1990 علامة فارقة في السياسة الاسكتلندية. أظهرت أن الحزب الوطني الاسكتلندي كان قوة متنامية، وأنه كان يمثل تهديدًا حقيقيًا لحزب العمل. كما أظهرت أن الحكومة المحافظة كانت غير شعبية، وأنها تواجه مهمة صعبة في محاولة الفوز بالانتخابات العامة المقبلة.
التأثيرات اللاحقة
ساهمت انتخابات بيزلي الجنوبية الفرعية عام 1990 في الديناميكيات السياسية المتغيرة في اسكتلندا. عززت مكانة الحزب الوطني الاسكتلندي كقوة سياسية صاعدة، وأجبرت حزب العمل على إعادة تقييم استراتيجيته في المنطقة. كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة المحافظة في الحفاظ على الدعم الشعبي.
على المدى الطويل، ساهمت هذه الانتخابات الفرعية في صعود الحزب الوطني الاسكتلندي كقوة مهيمنة في السياسة الاسكتلندية، مما أدى في النهاية إلى الاستفتاء على الاستقلال الاسكتلندي في عام 2014.
أهمية تاريخية
تكمن الأهمية التاريخية لانتخابات بيزلي الجنوبية الفرعية عام 1990 في عدة جوانب:
- تأثيرها على المشهد السياسي الاسكتلندي: كانت بمثابة نقطة تحول في صعود الحزب الوطني الاسكتلندي.
- انعكاسها للاتجاهات السياسية الوطنية: عكست حالة عدم الرضا عن الحكومة المحافظة في ذلك الوقت.
- تأثيرها على استراتيجيات الأحزاب السياسية: أجبرت الأحزاب الرئيسية على إعادة تقييم مناهجها في اسكتلندا.
خاتمة
كانت انتخابات بيزلي الجنوبية الفرعية 1990 حدثًا سياسيًا مهمًا كشفت عن تحولات في المشهد السياسي الاسكتلندي والبريطاني. فوز حزب العمل بأغلبية ضئيلة، والصعود القوي للحزب الوطني الاسكتلندي، وتراجع شعبية حزب المحافظين، كلها عوامل ساهمت في تغيير مسار السياسة في اسكتلندا والمملكة المتحدة.