مقدمة
كامبوصور (Camposaurus) هو جنس من ديناصورات السيليفيسويد التي عاشت خلال مرحلة النوريان المتأخرة من العصر الترياسي المتأخر في أمريكا الشمالية. الاسم مشتق من “Campo”، في إشارة إلى معسكر التعدين بالقرب من موقع الاكتشاف، و “saurus”، وهي لاحقة شائعة تعني “سحلية”. الجزء المحدد من الاسم، “dorus”، هو اسم لاتيني يعني “رمح” أو “حربة”، في إشارة إلى عظم العضد (عظم الذراع العلوي) الأحفوري، الذي كان طويلًا ومستقيمًا بشكل غير عادي.
اكتشاف وتاريخ الأحفوريات
تم اكتشاف أحفورة كامبوصور في مقلع فينش (Finch Quarry) في أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية. يتكون النموذج الأصلي من عظم عضد جزئي، وتم وصفه وتسميته رسميًا من قبل عالم الحفريات الأمريكي إدوين كولبيرت في عام 1985. في البداية، كان يُعتقد أن العينة تمثل ديناصورًا من الثيروبودات، ولكن التحليلات اللاحقة أشارت إلى أنه كان سيليفيسويد مبكر. بعد الاكتشاف الأولي، تم العثور على عظام أخرى من نفس النوع في نفس الموقع، مما ساعد على فهم أفضل لتشريح هذا الديناصور.
التصنيف
يعتبر كامبوصور عضوًا في عائلة السيليفيسويد (Coelophysidae)، وهي مجموعة من الديناصورات اللاحمة الصغيرة إلى المتوسطة الحجم التي عاشت خلال العصر الترياسي المتأخر والعصر الجوراسي المبكر. تشمل السيليفيسويد ديناصورات مثل السيليفيسيس (Coelophysis) وال Megapnosaurus (سينتارسوسابقًا). تعتبر هذه الديناصورات من بين أقدم الثيروبودات المعروفة، وتتميز ببنيتها الخفيفة وعظامها المجوفة.
- السيليفيسيس (Coelophysis): يعتبر أحد أشهر السيليفيسويد، تم العثور عليه في تكوين تشينلي في نيو مكسيكو.
- Megapnosaurus (سينتارسوسابقًا): ديناصور آخر ينتمي إلى هذه المجموعة، وكان يُعتقد سابقًا أنه نوع من السيليفيسيس.
الوصف التشريحي
بناءً على العظام الأحفورية المتاحة، يُعتقد أن كامبوصور كان ديناصورًا صغيرًا نسبيًا، حيث يبلغ طوله حوالي 3 أمتار. يتميز عظم العضد الخاص به بأنه طويل ومستقيم، وهو ما يميزه عن السيليفيسويد الأخرى. كان لديه على الأرجح جسم رشيق وأطراف خلفية قوية، مما يشير إلى أنه كان عداءً سريعًا. على الرغم من أن الجمجمة غير معروفة بشكل كامل، إلا أنه من المحتمل أن تكون مشابهة للسيليفيسيس، مع فكوك طويلة وأسنان حادة.
النظام الغذائي
مثل معظم السيليفيسويد، كان كامبوصور على الأرجح حيوانًا لاحمًا. من المحتمل أنه كان يتغذى على الحيوانات الصغيرة مثل الحشرات والسحالي والثدييات الصغيرة الأخرى التي كانت موجودة في العصر الترياسي المتأخر. نظراً لبنيته الرشيقة وسرعته المحتملة، فإنه ربما كان صيادًا نشطًا، يطارد فريسته بدلاً من أن يكون زبالًا.
البيئة
عاش كامبوصور في بيئة كانت مختلفة تمامًا عن أريزونا الحديثة. خلال العصر الترياسي المتأخر، كانت المنطقة جزءًا من قارة بانجيا العملاقة، وكانت تتميز بمناخ استوائي إلى شبه استوائي. كانت البيئة تتكون من الغابات المطيرة والمستنقعات والأراضي الفيضية، وكانت موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الديناصورات المبكرة والتماسيح والبرمائيات.
أهمية كامبوصور
يعتبر كامبوصور مهمًا لأنه يساعد على فهم تطور الديناصورات المبكرة. كونه سيليفيسويد، فإنه يمثل أحد أقدم الديناصورات اللاحمة المعروفة، ويوفر نظرة ثاقبة على أصول وتنوع هذه المجموعة الناجحة من الحيوانات. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقعه في أمريكا الشمالية يساهم في فهم التوزيع الجغرافي للديناصورات خلال العصر الترياسي المتأخر.
العلاقات التطورية
تُظهر الدراسات الحديثة أن كامبوصور يمثل فرعًا مبكرًا من السيليفيسويد، وربما يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالأسلاف المشتركة لجميع السيليفيسويد الأخرى. يساعد هذا في فهم العلاقات التطورية المعقدة بين الديناصورات المبكرة وكيف تطورت إلى الأشكال المتنوعة التي ظهرت في العصر الجوراسي والعصر الطباشيري.
التحديات في دراسة كامبوصور
تعتبر دراسة كامبوصور تحديًا بسبب ندرة المواد الأحفورية. العثور على عظام إضافية، وخاصة الجمجمة، سيساعد بشكل كبير في فهم تشريحه وعلاقاته التطورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد مكان كامبوصور الدقيق في شجرة عائلة الديناصورات يتطلب مقارنة دقيقة مع السيليفيسويد الأخرى والديناصورات المبكرة الأخرى.
كامبوصور في الثقافة الشعبية
على الرغم من أنه ليس بنفس شهرة بعض الديناصورات الأخرى مثل التيرانوصور ركس أو التريسيراتوبس، إلا أن كامبوصور يثير اهتمام علماء الحفريات وعشاق الديناصورات على حد سواء. ظهوره في الكتب والمقالات العلمية يساهم في نشر المعرفة حول الديناصورات المبكرة وتطورها.
مستقبل البحث
يستمر البحث عن أحفوريات جديدة من كامبوصور والديناصورات الأخرى في العصر الترياسي المتأخر. قد تؤدي الاكتشافات المستقبلية إلى معلومات جديدة حول هذا الديناصور الغامض وبيئته. يمكن أن تساعد التقنيات الجديدة في تحليل الأحفوريات، مثل التصوير المقطعي المحوسب، في الكشف عن التفاصيل المخفية وفهم أفضل لبنيتها الداخلية.
خاتمة
كامبوصور هو ديناصور سيليفيسويد عاش في أمريكا الشمالية خلال العصر الترياسي المتأخر. على الرغم من أن الأحفوريات المتاحة محدودة، إلا أنه يوفر نظرة ثاقبة على تطور الديناصورات المبكرة. اكتشافاته وتصنيفه يساعد في فهم العلاقات التطورية بين الديناصورات وكيف تطورت إلى الأشكال المتنوعة التي نعرفها اليوم.