نشأتها وتعليمها
ولدت فلورنس غويندولين ريس في كارديف، ويلز. تلقت تعليمها في مدرسة كارديف الثانوية للبنات. ثم التحقت بجامعة كارديف وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الحيوان عام 1927. بعد ذلك، تابعت دراساتها العليا وحصلت على درجة الماجستير في عام 1929، ثم درجة الدكتوراه في عام 1930 من نفس الجامعة. كان اهتمامها المبكر بعلم الطفيليات واضحًا خلال دراساتها، حيث بدأت في التركيز على الديدان الطفيلية التي تصيب الحيوانات.
مسيرتها المهنية
بدأت ريس مسيرتها المهنية كباحثة في جامعة كارديف. عملت كمحاضرة في علم الحيوان في جامعة بانجور في الفترة من 1930 إلى 1940. خلال هذه الفترة، أجرت أبحاثًا مكثفة حول الديدان الطفيلية، ولا سيما الديدان المثقوبة (Trematodes) التي تصيب الرخويات والأسماك. في عام 1940، تم تعيينها أستاذًا في علم الحيوان في جامعة بانجور، وأصبحت بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في الجامعة. شغلت هذا المنصب حتى تقاعدها في عام 1971.
إسهاماتها العلمية
ركزت أبحاث ريس بشكل أساسي على الديدان الطفيلية، وساهمت بشكل كبير في فهم دورة حياة هذه الطفيليات، وعلاقتها بالمضيفين، وتأثيرها على صحة الحيوانات. من أبرز إنجازاتها:
- دراسات حول دورة حياة الديدان المثقوبة: قامت ريس بدراسات تفصيلية حول دورة حياة الديدان المثقوبة التي تصيب القواقع والأسماك، وكشفت عن العديد من التفاصيل الهامة حول كيفية انتقال هذه الطفيليات من مضيف إلى آخر.
- تحليل تأثير الطفيليات على المضيفين: درست تأثير الإصابة بالطفيليات على صحة وسلوك الحيوانات المضيفة، مما ساهم في فهم أفضل للعلاقات المعقدة بين الطفيليات والمضيفين.
- تطوير طرق التشخيص والمكافحة: عملت على تطوير طرق لتشخيص الإصابة بالديدان الطفيلية في الحيوانات، وساهمت في تطوير استراتيجيات للمكافحة والوقاية من هذه الأمراض.
أعمالها المنشورة
نشرت ريس العديد من المقالات العلمية والكتب التي ساهمت في نشر المعرفة حول علم الطفيليات. من بين أعمالها البارزة:
- “الدودة المثقوبة في الحيوانات” (Trematodes of Animals): كتاب مرجعي شامل عن الديدان المثقوبة، يغطي جوانب مختلفة من علم الأحياء وعلم الأمراض.
- مقالات علمية في مجلات محكمة: نشرت العديد من المقالات في مجلات علمية مرموقة، شاركت فيها نتائج أبحاثها واكتشافاتها.
تقديرها وجوائزها
حصلت فلورنس غويندولين ريس على العديد من التقديرات والجوائز تقديرًا لعملها المتميز. في عام 1968، انتخبت زميلة في الجمعية الملكية (FRS)، وهو أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه العالم في المملكة المتحدة. كما حصلت على زمالات فخرية من جامعات مختلفة. كان اعترافًا بمساهماتها البارزة في علم الحيوان وعلم الطفيليات.
تأثيرها وإرثها
تركت فلورنس غويندولين ريس إرثًا دائمًا في مجال علم الحيوان وعلم الطفيليات. ألهمت العديد من الطلاب والباحثين الشباب، وأسهمت أبحاثها في تقدم المعرفة حول الديدان الطفيلية وتأثيراتها على صحة الحيوانات. لا تزال أعمالها مرجعًا مهمًا للباحثين في هذا المجال.
حياتها الشخصية
بالإضافة إلى مسيرتها المهنية، كانت ريس معروفة بشخصيتها الودودة وتفانيها في التدريس والبحث العلمي. كانت تحب السفر وقضاء الوقت في الطبيعة، وكانت تستمتع بجمع النباتات والحيوانات. كانت أيضًا ناشطة في عدد من الجمعيات العلمية والخيرية.
مساهماتها في التدريس
لم تقتصر مساهمات ريس على البحث العلمي فحسب، بل امتدت أيضًا إلى التدريس والإشراف على الطلاب. قامت بتدريس علم الحيوان لسنوات عديدة في جامعة بانجور، وأشرفت على العديد من طلاب الدراسات العليا الذين أصبحوا فيما بعد باحثين مرموقين في مجال علم الطفيليات. كانت معروفة بقدرتها على تبسيط المفاهيم المعقدة وجعلها في متناول الطلاب، وكانت تشجعهم على التفكير النقدي والبحث العلمي المستقل.
أبحاثها الميدانية
قامت ريس بالعديد من الرحلات الميدانية لجمع العينات وإجراء الأبحاث في بيئات مختلفة. شملت هذه الرحلات مناطق ساحلية وبحيرية مختلفة في ويلز والمملكة المتحدة. ساعدت هذه الأبحاث الميدانية في فهم دورة حياة الطفيليات في بيئاتها الطبيعية، وتأثير العوامل البيئية على انتشارها. كانت هذه الدراسات الميدانية جزءًا لا يتجزأ من أبحاثها، وقدمت مساهمات قيمة في علم الطفيليات.
تعاونها مع العلماء الآخرين
تعاونت ريس مع العديد من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم. أتاحت هذه التعاونات تبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز البحث العلمي في مجال علم الطفيليات. ساهمت هذه التعاونات في توسيع نطاق أبحاثها وزيادة تأثيرها على هذا المجال.
مساهمتها في تطوير علم الطفيليات
أسهمت ريس في تطوير علم الطفيليات من خلال أبحاثها المبتكرة، وطرق التدريس الفعالة، وتعاونها مع العلماء الآخرين. عملها على تحديد دورة حياة الطفيليات، وتحليل تأثيرها على المضيفين، وتطوير طرق التشخيص والمكافحة، جعل منها شخصية محورية في هذا المجال. ساعدت مساهماتها في فهم العلاقات المعقدة بين الطفيليات والمضيفين، وتحسين صحة الحيوانات.
أهمية أبحاثها في الوقت الحاضر
لا تزال أبحاث فلورنس غويندولين ريس ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. مع تزايد الاهتمام بصحة الحيوانات وتأثير الطفيليات على النظم البيئية، فإن أعمالها توفر أساسًا هامًا للباحثين والعلماء. تساعد دراساتها على فهم انتشار الأمراض الطفيلية، وتطوير استراتيجيات للوقاية والمكافحة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أبحاثها تلهم الباحثين الشباب للمضي قدمًا في هذا المجال.
الجمعيات العلمية
كانت فلورنس غويندولين ريس عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات العلمية. شاركت في المؤتمرات والندوات العلمية، وقدمت أبحاثها للعلماء والباحثين. ساعدت هذه المشاركة في نشر المعرفة وتبادل الأفكار، وتعزيز البحث العلمي في مجال علم الطفيليات. ساهمت عضويتها في الجمعيات العلمية في تعزيز مكانتها كعالمة مرموقة في هذا المجال.
تقاعدها
تقاعدت فلورنس غويندولين ريس من منصبها كأستاذ في جامعة بانجور في عام 1971. ومع ذلك، استمرت في الاهتمام بالبحث العلمي والكتابة. استمرت في نشر المقالات العلمية والمساهمة في مجال علم الطفيليات حتى السنوات الأخيرة من حياتها. يمثل تقاعدها نهاية فصل في حياتها المهنية، ولكنه لم يضع حدًا لمساهماتها في هذا المجال.
السنوات الأخيرة
في سنواتها الأخيرة، استمرت ريس في متابعة الأبحاث العلمية وقراءة المجلات العلمية. كانت تهتم بالتطورات الجديدة في مجال علم الطفيليات، وكانت على اتصال بالباحثين والعلماء في هذا المجال. توفيت فلورنس غويندولين ريس في 4 أكتوبر 1994، عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركة إرثًا من المعرفة والإلهام في مجال علم الحيوان وعلم الطفيليات.
خاتمة
كانت فلورنس غويندولين ريس عالمة حيوانات وعالمة طفيليات ويلزية بارزة، تركت بصمة واضحة في مجال علم الطفيليات. ساهمت أبحاثها في فهم دورة حياة الطفيليات، وتأثيرها على المضيفين، وتطوير طرق التشخيص والمكافحة. حصلت على العديد من التقديرات والجوائز، بما في ذلك زمالة الجمعية الملكية. استمرت مساهماتها في إلهام الباحثين والعلماء في مجال علم الحيوان وعلم الطفيليات حتى يومنا هذا.
المراجع
- صفحة فلورنس غويندولين ريس على ويكيبيديا
- مقالة عن فلورنس غويندولين ريس في موسوعة بريتانيكا
- السيرة الذاتية لفلورنس غويندولين ريس في الجمعية الملكية
“`