ضريح سُوا تايشا في محافظة ناغانو
يُعد ضريح سُوا تايشا (باليابانية: 諏訪大社) أحد أهم وأقدم الأضرحة الشنتوية في اليابان، ويقع في محافظة ناغانو. لا يمثل سُوا تايشا مبنى واحدًا، بل هو عبارة عن مجمع يضم أربعة مجمعات رئيسية منتشرة عبر المنطقة المحيطة ببحيرة سُوا. هذه المجمعات الأربعة هي:
- هونوميا (Honmiya): يقع على الجانب الجنوبي من بحيرة سُوا، ويُعتبر الأقدم والأكثر أهمية من الناحية الروحية.
- أكيوميا (Akimiya): يقع أيضًا على الجانب الجنوبي، بالقرب من هونوميا.
- هاروميا (Harumiya): يقع على الجانب الشمالي من البحيرة.
- مايا (Maemiya): يقع على الجانب الشمالي، بالقرب من هاروميا.
يُكرس ضريح سُوا تايشا للإله تاكيميناكاتا نو كامي (Takeminakata no Kami)، وهو إله الحرب والصيد والزراعة والرياح. يعتبر تاكيميناكاتا الابن الثاني للإله أوكونينوشي (Ōkuninushi)، وهو إله مهم في الأساطير اليابانية القديمة. وفقًا للأساطير، فرّ تاكيميناكاتا إلى منطقة سُوا بعد أن خسر معركة ضد تاكيميكازوتشي (Takemikazuchi)، وهو مبعوث من الآلهة السماوية، في صراع على حكم الأرض.
التاريخ والأهمية:
يعود تاريخ ضريح سُوا تايشا إلى فترة جومون (حوالي 14,000 – 300 قبل الميلاد)، مما يجعله واحدًا من أقدم الأضرحة في اليابان. اكتسب الضريح أهمية كبيرة خلال فترة هييان (794-1185)، عندما أصبح يحظى بدعم من البلاط الإمبراطوري. خلال فترة كاماكورا (1185-1333) وفترة موروماتشي (1336-1573)، اكتسب ضريح سُوا تايشا نفوذًا عسكريًا كبيرًا، وأصبح بمثابة مركز ديني وسياسي قوي في المنطقة. يُعرف الضريح بتقاليده الفريدة، بما في ذلك مهرجان أونباشيرا (Onbashira) المثير للجدل، والذي يتضمن قطع أشجار ضخمة من الغابات ونقلها إلى الضريح على يد شباب القرية. هذه الأشجار الضخمة تستخدم كأعمدة مقدسة في زوايا الأضرحة.
مهرجان أونباشيرا:
مهرجان أونباشيرا هو حدث رئيسي يُقام كل ست سنوات (سنوات النمر والقرد في التقويم الصيني). يتضمن المهرجان قطع أشجار ضخمة من غابات جبلية بعيدة، ثم يتم جرّ هذه الأشجار، التي يبلغ طولها حوالي 20 مترًا ووزنها عدة أطنان، إلى أسفل التل بواسطة فرق من المتطوعين. يعتبر هذا الجزء من المهرجان خطيرًا للغاية، وغالبًا ما يؤدي إلى إصابات وحتى وفيات. بعد ذلك، يتم رفع الأشجار وتركيبها في زوايا الأضرحة الأربعة، حيث تحل محل الأشجار القديمة. يُعتبر مهرجان أونباشيرا تعبيرًا عن تجديد الضريح وتقوية العلاقة بين المجتمع المحلي والآلهة.
أهمية سُوا تايشا في الثقافة اليابانية:
لعب ضريح سُوا تايشا دورًا مهمًا في تشكيل الثقافة اليابانية، وخاصة في منطقة ناغانو. كان الضريح مركزًا للعبادة والتقاليد والفنون لعدة قرون. لا يزال الضريح يجذب ملايين الزوار كل عام، بمن فيهم الحجاج والسياح والباحثون عن الروحانية. يعتبر سُوا تايشا رمزًا للهوية المحلية والفخر الإقليمي.
ضريح سُوا (ناغازاكي)
ضريح سُوا (باليابانية: 諏訪神社، سُوا جينجا) هو ضريح شنتوي بارز يقع في مدينة ناغازاكي بمحافظة ناغازاكي، اليابان. يُعرف أيضًا باسم أو-سُوا-سان (O-Suwa-san) بشكل محبب من قبل السكان المحليين. يُعتبر هذا الضريح من أهم الأضرحة في المدينة، ويستضيف أحد أكبر المهرجانات في ناغازاكي، وهو مهرجان ناغازاكي كونتشي.
التاريخ:
يعود تاريخ ضريح سُوا في ناغازاكي إلى عام 1614، عندما تم تأسيسه بأمر من شوغونية توكوغاوا. تم بناء الضريح بهدف تهدئة الأرواح الشريرة ومنع الكوارث الطبيعية، خاصةً بعد سلسلة من الأوبئة التي اجتاحت المدينة في أوائل القرن السابع عشر. تم اختيار موقع الضريح على تلة تطل على المدينة، مما يوفر إطلالة بانورامية على ناغازاكي.
الآلهة المكرسة:
يُكرس ضريح سُوا في ناغازاكي لثلاثة آلهة رئيسية، تُعرف باسم “سُوا سانشا” (Suwa Sansha):
- تاكيميناكاتا نو كامي (Takeminakata no Kami): إله الحرب والصيد والزراعة، وهو الإله الرئيسي المكرس في ضريح سُوا تايشا في ناغانو.
- ياساكادوميمي نو ميكوتو (Yasakatome no Mikoto): زوجة تاكيميناكاتا نو كامي، وتعتبر إلهة الخصوبة والزواج.
- مورياتا نو كامي (Moriyata no Kami): إله محلي مرتبط بمنطقة سُوا.
مهرجان ناغازاكي كونتشي:
مهرجان ناغازاكي كونتشي (長崎くんち) هو مهرجان شنتوي كبير يُقام سنويًا في الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر في ضريح سُوا. يُعتبر هذا المهرجان أحد أكبر المهرجانات في ناغازاكي، ويجذب مئات الآلاف من الزوار كل عام. يعود تاريخ المهرجان إلى عام 1634، ويتميز بعروض ملونة ومثيرة للإعجاب، بما في ذلك رقصات التنين وعروض السفن الضخمة المحمولة على الأكتاف (كاساهوكو) وعروض الألعاب النارية. يعكس مهرجان ناغازاكي كونتشي تاريخ المدينة الغني وتأثير الثقافات المختلفة، بما في ذلك الثقافة الصينية والهولندية.
هيكل الضريح:
يتميز ضريح سُوا في ناغازاكي بهيكله المعماري الجميل، والذي يجمع بين الأسلوب الشنتوي التقليدي وعناصر معمارية أخرى. يشمل مجمع الضريح العديد من المباني، بما في ذلك القاعة الرئيسية (هوندين)، وقاعة العبادة (هايدن)، وبوابة توري الحمراء الضخمة. يتميز الضريح أيضًا بحدائقه الجميلة والمناظر الخلابة التي يوفرها على المدينة.
الأهمية الثقافية:
يُعتبر ضريح سُوا في ناغازاكي مكانًا مهمًا للعبادة والاحتفال بالتقاليد المحلية. يلعب الضريح دورًا حيويًا في الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة وتعزيز الروابط المجتمعية. يزوره السكان المحليون والسياح على حد سواء للصلاة والمشاركة في المهرجانات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
خاتمة
باختصار، يشير مصطلح ضريح سُوا إلى ضريحين مهمين في اليابان: ضريح سُوا تايشا في محافظة ناغانو، وهو مجمع يضم أربعة أضرحة رئيسية ويشتهر بمهرجان أونباشيرا المثير، وضريح سُوا في ناغازاكي، الذي يشتهر بمهرجان ناغازاكي كونتشي النابض بالحياة. كلا الضريحين لهما تاريخ طويل وأهمية ثقافية كبيرة في منطقتهما، ويمثلان جزءًا هامًا من التراث الشنتوي في اليابان.