مقدمة
هومر هايلي (12 أغسطس 1903 – 9 نوفمبر 2000) كان واعظًا أمريكيًا بارزًا في كنائس المسيح خلال القرن العشرين. اشتهر بتفسيره العميق للكتاب المقدس وتعليمه اللاهوتي المحافظ، بالإضافة إلى مشاركته المثيرة للجدل في مسائل الزواج والطلاق وإعادة الزواج.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد هومر هايلي في مقاطعة غرايسون، تكساس، ونشأ في بيئة ريفية متواضعة. تلقى تعليمه الأولي في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بكلية أبيلين المسيحية (الآن جامعة أبيلين المسيحية) في أبيلين، تكساس. درس هايلي الكتاب المقدس واللاهوت في الكلية، وتخرج بدرجة البكالوريوس في عام 1927. خلال فترة وجوده في الكلية، تأثر بشدة بتعاليم ديفيد ليبسكومب وجيمس أ. هاردينغ، وهما شخصيتان بارزتان في حركة استعادة العهد الجديد.
خدمته الوعظية
بعد تخرجه من الكلية، بدأ هومر هايلي خدمته الوعظية. عمل كواعظ لكنائس مختلفة في تكساس وأوكلاهوما وكاليفورنيا. اشتهر بوعظه القوي والمقنع، فضلاً عن قدرته على تفسير الكتاب المقدس بطريقة واضحة ومباشرة. كان هايلي مدافعًا قويًا عن السلطة الكتابية وعارض بشدة الليبرالية اللاهوتية. غالبًا ما تناول في عظاته قضايا اجتماعية وأخلاقية معاصرة، مثل الإجهاض والطلاق والعلاقات الجنسية قبل الزواج.
تدريسه
بالإضافة إلى خدمته الوعظية، كان هومر هايلي أيضًا معلمًا غزير الإنتاج. قام بتدريس الكتاب المقدس واللاهوت في العديد من المؤسسات، بما في ذلك كلية أبيلين المسيحية وكلية غودي المسيحية. كان أسلوبه التعليمي صارمًا ومطالبًا، لكنه كان أيضًا فعالًا للغاية. تمكن هايلي من غرس حب الكتاب المقدس في طلابه وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتفسيره بشكل صحيح. كتب العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع الكتاب المقدس واللاهوتية. من بين أعماله الأكثر شهرة:
- “تفسير رسالة بولس الرسول إلى غلاطية”
- “دراسات في الرؤيا”
- “الطلاق وإعادة الزواج”
الجدل حول الزواج والطلاق وإعادة الزواج
أصبح هومر هايلي شخصية مثيرة للجدل بسبب آرائه حول الزواج والطلاق وإعادة الزواج. اعتقد هايلي أن الكتاب المقدس يسمح بالطلاق وإعادة الزواج في حالة واحدة فقط: الزنا. كان يعتقد أن أي طلاق آخر غير مبرر وغير كتابي. أثارت آراء هايلي معارضة شديدة من بعض أعضاء كنائس المسيح، الذين اعتقدوا أن موقفه كان متشددًا للغاية وغير رحيم. ومع ذلك، دافع هايلي عن آرائه بشدة، بحجة أنها تستند إلى تفسير دقيق للكتاب المقدس. أدى الجدل حول الزواج والطلاق وإعادة الزواج إلى انقسام كبير داخل كنائس المسيح، ولا يزال موضوع نقاش حتى اليوم.
تأثيره
على الرغم من الجدل المحيط بآرائه حول الزواج والطلاق وإعادة الزواج، كان لهومر هايلي تأثير كبير على كنائس المسيح. كان واعظًا ومعلمًا مؤثرًا، وقد ألهم العديد من الأشخاص لدراسة الكتاب المقدس والعيش وفقًا لتعاليمه. كان هايلي أيضًا مدافعًا قويًا عن السلطة الكتابية وعارض بشدة الليبرالية اللاهوتية. ساعد في الحفاظ على التراث المحافظ لكنائس المسيح.
سنواته الأخيرة ووفاته
استمر هومر هايلي في الوعظ والتدريس حتى سنواته الأخيرة. توفي في 9 نوفمبر 2000، عن عمر يناهز 97 عامًا. ترك وراءه إرثًا من الخدمة والإخلاص للكتاب المقدس. لا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس على نطاق واسع من قبل أعضاء كنائس المسيح اليوم.
أهم مؤلفاته
- تفسير رسالة بولس الرسول إلى غلاطية: يُعتبر هذا التفسير من أهم أعمال هايلي، حيث يقدم تحليلًا تفصيليًا للرسالة ويستكشف مواضيع مثل التبرير بالإيمان والحرية في المسيح.
- دراسات في الرؤيا: يقدم هذا الكتاب تفسيرًا شاملاً لسفر الرؤيا، مع التركيز على الجوانب النبوية والرمزية في السفر.
- الطلاق وإعادة الزواج: يعرض هذا الكتاب وجهة نظر هايلي المثيرة للجدل حول الطلاق وإعادة الزواج، ويستند إلى تفسيره للكتاب المقدس.
- نبذة تاريخية عن كنائس المسيح: يقدم هذا الكتاب لمحة تاريخية عن حركة كنائس المسيح، منذ بداياتها في القرن التاسع عشر وحتى العصر الحديث.
إرثه
لا يزال إرث هومر هايلي حيًا في كنائس المسيح اليوم. تُقرأ أعماله وتُدرس على نطاق واسع، وتستمر تعاليمه في التأثير على المؤمنين. يُذكر هايلي لالتزامه الثابت بالكتاب المقدس، ولشجاعته في الدفاع عن قناعاته، ولتأثيره الدائم على كنائس المسيح.
خاتمة
كان هومر هايلي شخصية بارزة ومؤثرة في كنائس المسيح خلال القرن العشرين. اشتهر بوعظه القوي، وتعليمه اللاهوتي المحافظ، وآرائه المثيرة للجدل حول الزواج والطلاق وإعادة الزواج. على الرغم من الجدل المحيط ببعض آرائه، كان له تأثير كبير على كنائس المسيح، ولا يزال إرثه حيًا حتى اليوم.