حرب بوشين أو حرب استعادة ميجي اليابانية (1868-1869)
تعتبر حرب بوشين نقطة تحول حاسمة في تاريخ اليابان، حيث شهدت انتقال السلطة من شوغونية توكوغاوا الإقطاعية إلى الإمبراطور ميجي وحكومته المركزية. اندلعت هذه الحرب في عام 1868 واستمرت حتى عام 1869، وشملت مجموعة متنوعة من الفصائل والجهات الفاعلة ذات المصالح المتضاربة. كانت القوى الرئيسية في هذه الحرب هي قوات الشوغون، المدعومة من بعض عشائر الساموراي التقليدية، والقوات الإمبراطورية، التي كانت تسعى إلى استعادة السلطة الإمبراطورية وتحديث اليابان على غرار الدول الغربية.
الأسباب الجذرية للحرب:
تعود جذور حرب بوشين إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
- ضعف شوغونية توكوغاوا: على مر القرون، أصبحت شوغونية توكوغاوا، التي حكمت اليابان منذ بداية القرن السابع عشر، أضعف تدريجياً. أدت المشاكل الاقتصادية والفساد وعدم القدرة على التعامل مع التحديات الخارجية إلى تآكل سلطة الشوغون.
- وصول الأجانب: في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت القوى الغربية في الضغط على اليابان لفتح أبوابها للتجارة. أدى وصول الأجانب إلى زيادة الاستياء بين العديد من اليابانيين، الذين رأوا في ذلك تهديدًا لثقافتهم واستقلالهم.
- صعود المشاعر الإمبراطورية: بدأ بعض المثقفين والساموراي في الترويج لفكرة استعادة السلطة الإمبراطورية، بحجة أن الإمبراطور هو الحاكم الشرعي لليابان. اكتسبت هذه المشاعر الإمبراطورية زخمًا في السنوات التي سبقت حرب بوشين.
أحداث الحرب:
بدأت حرب بوشين في يناير 1868، عندما استولت القوات الإمبراطورية على كيوتو، مقر الإمبراطور. بعد ذلك، اندلعت معارك بين القوات الإمبراطورية وقوات الشوغون في جميع أنحاء اليابان. كانت بعض المعارك الرئيسية في حرب بوشين تشمل:
- معركة توبا-فوشيمي: كانت هذه المعركة أول اشتباك كبير في حرب بوشين، وانتصرت فيها القوات الإمبراطورية.
- معركة قلعة أيزو: كانت هذه المعركة حصارًا طويلًا ودمويًا، وانتهت باستسلام قلعة أيزو للقوات الإمبراطورية.
- معركة هاكوداته: كانت هذه المعركة الأخيرة في حرب بوشين، وانتصرت فيها القوات الإمبراطورية.
نتائج الحرب:
انتهت حرب بوشين بانتصار القوات الإمبراطورية واستعادة السلطة الإمبراطورية. أدت الحرب أيضًا إلى:
- إلغاء شوغونية توكوغاوا: تم إلغاء شوغونية توكوغاوا رسميًا في عام 1869.
- بدء إصلاحات ميجي: بدأت حكومة ميجي سلسلة من الإصلاحات الجذرية التي تهدف إلى تحديث اليابان على غرار الدول الغربية. شملت هذه الإصلاحات إصلاحات سياسية واقتصادية وعسكرية وتعليمية.
- تحول اليابان إلى قوة عظمى: بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت اليابان قوة عظمى بفضل إصلاحات ميجي.
حرب الاستعادة البرتغالية (1640-1668)
كانت حرب الاستعادة البرتغالية صراعًا عسكريًا وسياسيًا بين البرتغال وإسبانيا. بدأت الحرب في عام 1640، عندما أعلن النبلاء البرتغاليون استقلالهم عن إسبانيا، واستمرت حتى عام 1668، عندما اعترفت إسبانيا رسميًا باستقلال البرتغال. لعبت عدة عوامل دوراً في اندلاع هذه الحرب.
الأسباب الجذرية للحرب:
تعود جذور حرب الاستعادة البرتغالية إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
- الاتحاد الإيبيري: في عام 1580، توفي الملك هنري الأول ملك البرتغال دون وريث واضح. أدى ذلك إلى أزمة خلافة، انتهت بتولي الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا العرش البرتغالي. وهكذا، توحدت البرتغال وإسبانيا تحت حكم ملك واحد، فيما يعرف بالاتحاد الإيبيري.
- الاستياء البرتغالي من الحكم الإسباني: على الرغم من أن فيليب الثاني وعد بالحفاظ على استقلال البرتغال ومؤسساتها، إلا أن البرتغاليين سرعان ما شعروا بأنهم مهمشون ومستغلون من قبل الحكم الإسباني. فرضت إسبانيا ضرائب باهظة على البرتغال، واستخدمت المستعمرات البرتغالية لتمويل حروبها. كما تم استبدال المسؤولين البرتغاليين بمسؤولين إسبان في العديد من المناصب الحكومية.
- ضعف إسبانيا: في عام 1640، كانت إسبانيا منخرطة في حرب الثلاثين عامًا، وهي حرب مدمرة استنزفت مواردها. رأى النبلاء البرتغاليون في هذا الضعف الإسباني فرصة لإعلان استقلالهم.
أحداث الحرب:
بدأت حرب الاستعادة البرتغالية في 1 ديسمبر 1640، عندما اقتحم النبلاء البرتغاليون القصر الملكي في لشبونة وقتلوا ميغيل دي فاسكونسيلوس، الوزير الإسباني الذي كان يدير البرتغال. ثم أعلن النبلاء البرتغاليون جواو الرابع ملكًا على البرتغال.
بعد إعلان الاستقلال، اندلعت معارك بين القوات البرتغالية والقوات الإسبانية في جميع أنحاء البرتغال. تميزت الحرب بحرب العصابات وحصار المدن. كان البرتغاليون يتمتعون بدعم من فرنسا وإنجلترا، اللتين كانتا في حالة حرب مع إسبانيا.
نتائج الحرب:
انتهت حرب الاستعادة البرتغالية بانتصار البرتغال واعتراف إسبانيا باستقلالها في عام 1668. أدت الحرب أيضًا إلى:
- استعادة استقلال البرتغال: استعادت البرتغال استقلالها بعد 80 عامًا من الحكم الإسباني.
- تأسيس سلالة براغانزا: أصبحت سلالة براغانزا الحاكمة في البرتغال.
- ضعف إسبانيا: ساهمت حرب الاستعادة البرتغالية في إضعاف إسبانيا، التي كانت تعاني بالفعل من مشاكل اقتصادية وعسكرية.
أهمية حروب الاستعادة
تُظهر حروب الاستعادة، سواء حرب بوشين في اليابان أو حرب الاستعادة البرتغالية، أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والسيادة. في حالة اليابان، مكنت استعادة ميجي البلاد من التحديث والانضمام إلى صفوف القوى العالمية. بالنسبة للبرتغال، شكلت حرب الاستعادة لحظة حاسمة في تاريخها، حيث أكدت هويتها المستقلة وحافظت على إرثها الثقافي.
خاتمة
حرب الاستعادة مصطلح يشير إلى صراعات متعددة، أبرزها حرب بوشين في اليابان وحرب الاستعادة البرتغالية. كلا الحربين تمثلان نقطة تحول في تاريخ بلديهما، حيث أدت إلى تغييرات سياسية واجتماعية عميقة. حرب بوشين مهدت الطريق لتحديث اليابان وتحولها إلى قوة عظمى، بينما حرب الاستعادة البرتغالية أكدت استقلال البرتغال وحافظت على هويتها الوطنية.