<![CDATA[
مقدمة
مايكل كولينز بايبر (بالإنجليزية: Michael Collins Piper)، واسمه الحقيقي مايكل برنارد بايبر، ولد في 16 يوليو 1960 وتوفي في مايو 2015. كان كاتبًا سياسيًا أمريكيًا ومروجًا لنظريات المؤامرة. اشتهر بكتاباته المثيرة للجدل التي تناولت مواضيع حساسة مثل السياسة الأمريكية والدولية، ودور إسرائيل في الشؤون العالمية، وأحداث 11 سبتمبر، والنظام الاحتياطي الفيدرالي. كانت آراؤه غالبًا ما توصف بأنها معادية للسامية ومعادية للصهيونية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا طوال حياته المهنية.
حياته المبكرة
ولد مايكل كولينز بايبر في الولايات المتحدة عام 1960. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول حياته المبكرة وتعليمه. بدأ اهتمامه بالسياسة في سن مبكرة، وسرعان ما انخرط في الكتابة والنشر في مجلات صغيرة وصحف يمينية متطرفة. اكتسب بايبر شهرة واسعة من خلال عمله في صحيفة “ذا سبوتلايت” (The Spotlight) التي كانت تصدر عن حزب الحرية الوطني (Liberty Lobby)، وهو تنظيم سياسي يميني متطرف.
مسيرته المهنية
بدأ بايبر مسيرته المهنية في الكتابة السياسية في الثمانينيات. عمل لسنوات عديدة في صحيفة “ذا سبوتلايت”، حيث كتب مقالات وتقارير تناولت مجموعة واسعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اشتهر بأسلوبه الجريء والمثير للجدل، وقدرته على تقديم وجهات نظر بديلة وغير تقليدية. بعد إغلاق صحيفة “ذا سبوتلايت” في عام 2001، أسس بايبر موقعه الخاص على الإنترنت، والذي أطلق عليه اسم “أميركان فري برس” (American Free Press). من خلال هذا الموقع، استمر في نشر مقالاته وآرائه، وتوسيع نطاق جمهوره.
أفكاره ونظرياته
اشتهر مايكل كولينز بايبر بتبنيه وترويجه لنظريات المؤامرة. كان يعتقد أن هناك قوى خفية تتحكم في العالم، وأن هذه القوى تسعى إلى تحقيق أهداف شريرة من خلال التلاعب بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من بين أبرز النظريات التي روج لها بايبر:
- نظرية اغتيال جون كنيدي: كان بايبر يعتقد أن اغتيال الرئيس جون كنيدي لم يكن من عمل لي هارفي أوزوالد بمفرده، بل كان جزءًا من مؤامرة أكبر شاركت فيها وكالة المخابرات المركزية والموساد الإسرائيلي والمافيا.
- نظرية أحداث 11 سبتمبر: كان بايبر يشكك في الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر، ويعتقد أن الحكومة الأمريكية وإسرائيل كانتا متورطتين في الهجمات.
- نظرية النظام الاحتياطي الفيدرالي: كان بايبر ينتقد النظام الاحتياطي الفيدرالي، ويعتقد أنه مؤسسة خاصة تسيطر على الاقتصاد الأمريكي وتستغل الشعب الأمريكي.
- نظرية السيطرة الصهيونية: كان بايبر يعتقد أن إسرائيل والمنظمات الصهيونية تسيطر على السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي، وتستخدم هذه السيطرة لخدمة مصالحها الخاصة.
كانت آراء بايبر غالبًا ما توصف بأنها معادية للسامية ومعادية للصهيونية. كان يرى أن اليهود الصهاينة يشكلون تهديدًا للعالم، وأنهم يسعون إلى السيطرة على العالم من خلال التلاعب بالسياسة والاقتصاد والإعلام. أثارت هذه الآراء انتقادات واسعة النطاق، واتهم بايبر بالعنصرية والتحريض على الكراهية.
مؤلفاته
ألف مايكل كولينز بايبر العديد من الكتب والمقالات التي تناولت مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية مثيرة للجدل. من بين أبرز مؤلفاته:
- Final Judgment: The Missing Link in the JFK Assassination Conspiracy: يعتبر هذا الكتاب أشهر أعمال بايبر، ويتناول نظرية المؤامرة حول اغتيال الرئيس جون كنيدي. يقدم بايبر في هذا الكتاب أدلة وحججًا تدعم فكرة أن إسرائيل والموساد الإسرائيلي كانتا متورطتين في الاغتيال.
- The New Jerusalem: Zionist Power in America: يتناول هذا الكتاب موضوع السيطرة الصهيونية على السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي. يقدم بايبر في هذا الكتاب تفاصيل حول المنظمات الصهيونية التي تعمل في الولايات المتحدة، وكيفية تأثيرها على القرارات السياسية.
- The High Priests of War: The Secret History of American Conservatism: ينتقد هذا الكتاب الحركة المحافظة في الولايات المتحدة، ويتهمها بالخضوع للنفوذ الصهيوني. يقدم بايبر في هذا الكتاب تفاصيل حول تاريخ الحركة المحافظة، وكيفية تحولها إلى أداة في يد إسرائيل.
- False Flag: Template for Terror: يتناول هذا الكتاب موضوع العمليات الوهمية، وهي العمليات التي تقوم بها الحكومات أو المنظمات السرية لاتهام طرف آخر بارتكاب جريمة أو هجوم. يقدم بايبر في هذا الكتاب أمثلة على العمليات الوهمية، وكيفية استخدامها لتحقيق أهداف سياسية.
انتقادات
تعرض مايكل كولينز بايبر لانتقادات واسعة النطاق بسبب آرائه المثيرة للجدل ونظرياته المؤامرة. اتهمه الكثيرون بالعنصرية ومعاداة السامية والتحريض على الكراهية. وصفته العديد من المنظمات الحقوقية بأنه شخصية يمينية متطرفة وخطيرة. دافع بايبر عن نفسه، وأصر على أنه ليس عنصريًا أو معادًا للسامية، وأنه يمارس حقه في حرية التعبير. قال إنه ينتقد إسرائيل والمنظمات الصهيونية بسبب سياساتها وأفعالها، وليس بسبب عرقهم أو دينهم.
وفاته
توفي مايكل كولينز بايبر في مايو 2015 عن عمر يناهز 54 عامًا. لم يتم الكشف عن سبب الوفاة رسميًا، لكن العديد من المصادر ذكرت أنه توفي بسبب نوبة قلبية. أثارت وفاته ردود فعل متباينة. أعرب بعض أنصاره عن حزنهم وأشادوا به كبطل للحرية والحقيقة. بينما عبر منتقدوه عن ارتياحهم لوفاته، واعتبروها نهاية لمسيرة مهنية مليئة بالكراهية والتحريض.
تأثيره
على الرغم من الجدل الذي أثاره، كان لمايكل كولينز بايبر تأثير كبير على الحركة اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة وخارجها. ألهمت كتاباته ونظرياته العديد من الأشخاص الذين يشتركون معه في وجهات نظره حول السياسة والاقتصاد والمجتمع. استمرت أعماله في الانتشار عبر الإنترنت، ولا تزال تحظى بشعبية بين أولئك الذين يبحثون عن وجهات نظر بديلة وغير تقليدية.
إرثه
يمكن القول إن إرث مايكل كولينز بايبر معقد ومثير للجدل. يعتبره البعض بطلاً للحرية والحقيقة، بينما يعتبره البعض الآخر شخصية يمينية متطرفة وخطيرة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن بايبر كان شخصية مؤثرة في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي، وأن أفكاره ونظرياته لا تزال تثير الجدل حتى اليوم.
خاتمة
كان مايكل كولينز بايبر شخصية مثيرة للجدل في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي. اشتهر بكتاباته ونظرياته التي تناولت مواضيع حساسة مثل السياسة الأمريكية والدولية، ودور إسرائيل في الشؤون العالمية، وأحداث 11 سبتمبر، والنظام الاحتياطي الفيدرالي. أثارت آراؤه انتقادات واسعة النطاق، واتهم بالعنصرية ومعاداة السامية والتحريض على الكراهية. على الرغم من ذلك، كان له تأثير كبير على الحركة اليمينية المتطرفة، ولا تزال أعماله تحظى بشعبية بين أولئك الذين يبحثون عن وجهات نظر بديلة وغير تقليدية.