نشأته وتعليمه
ولد زيليبوتا في إيطاليا، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بوكوني في ميلانو عام 1988. ثم انتقل إلى جامعة كامبريدج حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد في عامي 1990 و1993 على التوالي. وقد تأثر بشكل كبير بأساتذته وزملائه خلال فترة دراسته، مما ساعد في صقل اهتماماته البحثية وتوجهاته الأكاديمية.
مسيرته المهنية
بدأ زيليبوتا مسيرته المهنية بالعمل كأستاذ مساعد في الاقتصاد في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) في الفترة من 1993 إلى 1996. ثم انتقل إلى جامعة زيورخ في سويسرا، حيث شغل منصب أستاذ الاقتصاد بين عامي 1996 و2006. خلال هذه الفترة، أسس سمعته كباحث متميز في مجاله، ونشر العديد من المقالات البحثية الهامة في أهم المجلات الاقتصادية.
في عام 2006، انتقل زيليبوتا إلى جامعة ييل، حيث يشغل منصب أستاذ تونتكس في الاقتصاد الدولي والتنمية. بالإضافة إلى عمله التدريسي، شغل زيليبوتا العديد من المناصب القيادية في الجامعة، بما في ذلك مدير مركز دراسات التنمية الاقتصادية. كما عمل كباحث زائر في العديد من المؤسسات البحثية المرموقة في جميع أنحاء العالم.
إسهاماته البحثية
ركزت أبحاث زيليبوتا على مجموعة متنوعة من القضايا الاقتصادية، بما في ذلك:
- الاقتصاد السياسي: قام بتحليل العلاقة بين المؤسسات السياسية، والسياسات الاقتصادية، والنمو الاقتصادي. وقد أظهرت أبحاثه كيف يمكن للمؤسسات السياسية الجيدة أن تعزز النمو الاقتصادي من خلال توفير بيئة مستقرة وشفافة للشركات والأفراد.
- التنمية الاقتصادية: درس العوامل التي تؤثر على التنمية الاقتصادية في البلدان النامية. وقد ركز بشكل خاص على دور التعليم، والصحة، ورأس المال البشري في تحقيق النمو المستدام.
- النمو الاقتصادي: ساهم في فهمنا للعوامل التي تدفع النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وقد قام بتحليل دور التكنولوجيا، والابتكار، والاستثمار في رأس المال المادي والبشري في تعزيز النمو الاقتصادي.
- العولمة: بحث في تأثير العولمة على الاقتصادات المختلفة، بما في ذلك تأثيرها على التجارة، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتدفقات المالية.
من أبرز مساهماته البحثية:
- نظرية رأس المال البشري: طور زيليبوتا، بالتعاون مع باحثين آخرين، نماذج جديدة لرأس المال البشري، والتي أخذت في الاعتبار دور التعليم والتدريب في تعزيز النمو الاقتصادي.
- العلاقة بين المؤسسات والنمو الاقتصادي: أجرى زيليبوتا تحليلات تجريبية مكثفة للعلاقة بين جودة المؤسسات السياسية والنمو الاقتصادي. وقد وجد أن المؤسسات الجيدة، مثل سيادة القانون وحماية حقوق الملكية، ضرورية لتحقيق النمو المستدام.
- دور التكنولوجيا والابتكار: درس زيليبوتا دور التكنولوجيا والابتكار في تعزيز النمو الاقتصادي في البلدان المتقدمة والنامية. وقد أظهرت أبحاثه أن الاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى تبني التكنولوجيا الجديدة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
الجوائز والتكريمات
حصل زيليبوتا على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة “جيرالدو بيلي” للاقتصاد: حصل عليها في عام 2003 تقديرًا لمساهماته البارزة في مجال الاقتصاد.
- زمالة جمعية الاقتصاد القياسي: انتخب زميلًا في جمعية الاقتصاد القياسي في عام 2005، وهو ما يعكس اعترافًا بتميزه البحثي.
- العديد من المنح البحثية المرموقة: حصل زيليبوتا على العديد من المنح البحثية من مؤسسات مرموقة، مثل المجلس الأوروبي للبحوث (ERC)، لدعم أبحاثه في مجالات الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية.
مؤلفاته
نشر زيليبوتا العديد من الكتب والمقالات البحثية في أهم المجلات الاقتصادية، مثل مجلة الاقتصاد السياسية (Journal of Political Economy)، ومجلة الاقتصاد القياسي (Econometrica)، ومراجعة الدراسات الاقتصادية (Review of Economic Studies). من أبرز مؤلفاته:
- “بين الأباطرة والسوق: مؤسسات النمو الاقتصادي” (Between Empires and Markets: Institutions for Economic Growth): كتاب يحلل دور المؤسسات في التنمية الاقتصادية، ويوضح كيف يمكن للمؤسسات الجيدة أن تعزز النمو.
- “الصين في العصر العالمي” (China in the Global Era): كتاب يدرس التحول الاقتصادي للصين وتأثيره على الاقتصاد العالمي.
- العديد من المقالات البحثية: نشر زيليبوتا العشرات من المقالات البحثية في مجلات اقتصادية مرموقة، تناقش مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية، مثل الاقتصاد السياسي، والتنمية الاقتصادية، والنمو الاقتصادي، والعولمة.
تأثيره
ترك فابريتسيو زيليبوتا تأثيرًا كبيرًا على مجال الاقتصاد، خاصة في مجالات الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية. ساهمت أبحاثه في تعزيز فهمنا للعلاقة بين المؤسسات والسياسات والنمو الاقتصادي. تعتبر أفكاره ونماذجه البحثية مؤثرة في صياغة السياسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، عمل زيليبوتا على توجيه وتدريب العديد من الطلاب والباحثين الشباب، مما ساهم في تطوير جيل جديد من الاقتصاديين المتميزين.
تتميز أبحاث زيليبوتا بالجمع بين التحليل النظري الدقيق والتحليل التجريبي المنهجي. إنه معروف بقدرته على تطوير نماذج اقتصادية معقدة واختبارها باستخدام البيانات الواقعية. وقد ساعد هذا النهج في تعزيز مصداقية أبحاثه وتأثيرها على صانعي السياسات والأكاديميين على حد سواء.
يعتبر زيليبوتا باحثًا نشطًا يشارك بانتظام في المؤتمرات وورش العمل الدولية. كما يشارك بانتظام في الحوار العام حول القضايا الاقتصادية، حيث يشارك أفكاره ونتائج أبحاثه مع جمهور واسع من المهتمين.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية المتميزة، يشتهر زيليبوتا بتفانيه في عمله وشغفه بالبحث العلمي. وهو متزوج وله أطفال. يحافظ على اهتمامه بالأنشطة الأكاديمية والاجتماعية، ويسعى دائمًا إلى التوازن بين عمله وحياته الشخصية.
مستقبله
من المتوقع أن يستمر زيليبوتا في المساهمة في مجال الاقتصاد من خلال أبحاثه وتدريسه وخدمته للمجتمع الأكاديمي. نظرًا لخبرته الواسعة ومعرفته العميقة، فمن المرجح أن يظل صوته مسموعًا في النقاشات حول القضايا الاقتصادية الرئيسية. من المحتمل أن يواصل زيليبوتا استكشاف مجالات بحثية جديدة، وتطوير أفكار جديدة، وتدريب جيل جديد من الاقتصاديين.
خاتمة
فابريتسيو زيليبوتا هو اقتصادي بارز قدم مساهمات كبيرة في مجالات الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي. من خلال أبحاثه، ساعد في تعزيز فهمنا للعلاقة بين المؤسسات والسياسات والنمو الاقتصادي. يعتبر عمله مؤثرًا في صياغة السياسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، كما أن إسهاماته في تدريب الطلاب والباحثين الشباب أكسبته احترامًا واسعًا في المجتمع الأكاديمي. من المتوقع أن يستمر في التأثير على مجال الاقتصاد في السنوات القادمة.
المراجع
- صفحة فابريتسيو زيليبوتا في جامعة ييل
- ملف فابريتسيو زيليبوتا في جوجل سكولار
- صفحة فابريتسيو زيليبوتا في RePEc
- كتاب “بين الإمبراطوريات والأسواق: المؤسسات من أجل النمو الاقتصادي”
“`