التأسيس والتكوين
أنشئ المجلس التشريعي بموجب القانون الدستوري لعام 1791، والذي قسّم مقاطعة كيبيك إلى كندا العليا (أونتاريو حاليًا) وكندا السفلى (كيبيك حاليًا). كان الهدف من إنشاء هذا المجلس توفير مجلس أعلى يتمتع بصلاحيات مراجعة التشريعات التي يقرها المجلس الأدنى، وهو الجمعية التشريعية المنتخبة. كان يُنظر إلى المجلس التشريعي على أنه وسيلة لتحقيق التوازن بين السلطة الشعبية التي تمثلها الجمعية المنتخبة والمصالح الأرستقراطية والمحافظة.
تألف المجلس التشريعي من أعضاء معينين من قبل الحاكم العام، الذي كان يمثل التاج البريطاني. كان الأعضاء عادةً من الأفراد البارزين في المجتمع، مثل كبار المسؤولين الحكوميين والتجار الأثرياء وملاك الأراضي الكبار. كان التعيين مدى الحياة، مما يعني أن الأعضاء احتفظوا بمقاعدهم حتى وفاتهم أو استقالتهم.
الوظائف والصلاحيات
تمتع المجلس التشريعي بعدة وظائف وصلاحيات رئيسية:
- مراجعة التشريعات: كانت الوظيفة الأساسية للمجلس هي مراجعة مشاريع القوانين التي أقرتها الجمعية التشريعية. كان للمجلس سلطة الموافقة على مشاريع القوانين أو رفضها أو اقتراح تعديلات عليها.
- اقتراح التشريعات: على الرغم من أن المجلس لم يكن مسؤولاً عن بدء معظم التشريعات، إلا أنه كان بإمكانه اقتراح مشاريع قوانين خاصة به.
- تمثيل المصالح المحافظة: كان يُنظر إلى المجلس على أنه يمثل المصالح المحافظة في المجتمع، وغالبًا ما كان يعمل كموازن للسلطة الشعبية للجمعية المنتخبة.
- تقديم المشورة للحاكم: قدم المجلس المشورة للحاكم العام بشأن مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بإدارة المقاطعة.
التحديات والانتقادات
واجه المجلس التشريعي العديد من التحديات والانتقادات طوال فترة وجوده:
- الافتقار إلى المساءلة: كان أحد الانتقادات الرئيسية للمجلس هو أنه لم يكن مسؤولاً أمام الشعب. كان الأعضاء معينين وليسوا منتخبين، مما يعني أنهم لم يكونوا ملزمين بالاستجابة لمطالب الناخبين.
- الهيمنة من قبل النخبة: كان المجلس يهيمن عليه الأفراد الأثرياء وذوي النفوذ، مما أدى إلى اتهامات بأنه يمثل مصالح النخبة على حساب عامة الناس.
- الصراعات مع الجمعية التشريعية: غالبًا ما كان المجلس على خلاف مع الجمعية التشريعية المنتخبة، مما أدى إلى طريق مسدود بشأن التشريعات. غالبًا ما كان المجلس يرفض مشاريع القوانين التي أقرتها الجمعية، مما أثار غضبًا شعبيًا ودعوات للإصلاح.
- قضية “الشاليه” (Château Clique): سيطرت مجموعة صغيرة من الأفراد المرتبطين ارتباطًا وثيقًا، يشار إليهم غالبًا باسم “الشاليه”، على المجلس التشريعي. كانت هذه المجموعة معروفة بنهجها المحافظ ومعارضتها للإصلاح، مما أدى إلى تفاقم التوترات مع الجمعية التشريعية.
أزمة المجلس التشريعي
في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تصاعدت التوترات بين المجلس التشريعي والجمعية التشريعية إلى أزمة. رفض المجلس مرارًا وتكرارًا مشاريع القوانين التي أقرتها الجمعية، بما في ذلك مشاريع القوانين التي تهدف إلى زيادة سيطرة الجمعية على الأموال العامة. أدت هذه التصرفات إلى طريق مسدود سياسي وإحباط شعبي متزايد.
أدى الطريق المسدود السياسي إلى تمرّدات كندا السفلى عام 1837. قاد المتمردون، بقيادة شخصيات مثل لويس جوزيف بابينو، ثورة مسلحة ضد الحكومة الاستعمارية. تم قمع التمرد بوحشية، وتم تعليق دستور كندا السفلى.
الإلغاء والنتائج
بعد التمردات، تم إلغاء المجلس التشريعي لكندا السفلى. في عام 1838، تم توحيد كندا العليا وكندا السفلى في مقاطعة كندا بموجب قانون الاتحاد لعام 1840. تم استبدال المجلس التشريعي لكندا السفلى بمجلس تشريعي جديد لمقاطعة كندا، والذي كان أيضًا معينًا وليس منتخبًا. في وقت لاحق تم استبدال المجلس التشريعي المعين بمجلس شيوخ منتخب.
كان لإلغاء المجلس التشريعي لكندا السفلى آثار بعيدة المدى على التطور السياسي لكندا. مهد الطريق لحكومة أكثر تمثيلًا ومساءلة، وساهم في نهاية المطاف في إنشاء كندا الحديثة.
تأثير المجلس التشريعي
على الرغم من عمره القصير نسبيا، ترك المجلس التشريعي لكندا السفلى إرثا كبيرا. لقد كان جزءًا لا يتجزأ من نظام الحكم الاستعماري البريطاني، وساهم في تشكيل التطور السياسي لكندا. إن الانتقادات الموجهة إلى المجلس التشريعي، وخاصة افتقاره إلى المساءلة والهيمنة من قبل النخبة، لعبت دوراً حاسماً في الدعوة إلى الإصلاح الديمقراطي في كندا.
إن تجربة المجلس التشريعي لكندا السفلى بمثابة تذكير بأهمية المساءلة والتمثيل في الحكم. إنها أيضًا بمثابة قصة تحذيرية حول المخاطر المحتملة لتركيز السلطة في أيدي عدد قليل من الأفراد غير المنتخبين.
خاتمة
كان المجلس التشريعي لكندا السفلى هيئة تشريعية عليا معينة في كندا السفلى. تأسس بموجب القانون الدستوري لعام 1791، وكان يهدف إلى مراجعة التشريعات وضمان تمثيل المصالح المحافظة. ومع ذلك، واجه المجلس انتقادات بسبب افتقاره إلى المساءلة، وهيمنة النخبة، والصراعات مع الجمعية التشريعية المنتخبة. أدت التوترات المتصاعدة إلى تمرّدات كندا السفلى عام 1837، مما أدى إلى إلغاء المجلس ودمج كندا السفلى مع كندا العليا. على الرغم من عمره القصير، لعب المجلس دورًا مهمًا في التطور السياسي لكندا، مما سلط الضوء على أهمية المساءلة والتمثيل في الحكم.