<![CDATA[
مقدمة
بنيامين كلوف الابن (7 فبراير 1858 – 14 يونيو 1948) كان أول رئيس لجامعة بريغام يونغ وثالث مدير لها. لعب دورًا محوريًا في تحويل الكلية الصغيرة إلى جامعة معترف بها على نطاق واسع. تميزت فترة رئاسته بالتوسع الأكاديمي، وزيادة التسجيل، والتطورات الهامة في المناهج الدراسية والبنية التحتية.
نشأته وتعليمه
ولد بنيامين كلوف الابن في بروفو بولاية يوتا، ونشأ في كنف عائلة رائدة ومؤسسة في مجتمع المورمون. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم والتعليم. أرسل في مهمة تبشيرية لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة إلى جزر ساندويتش (هاواي حاليًا) حيث قضى عدة سنوات. هذه التجربة وسعت آفاقه وعززت التزامه بخدمة الآخرين.
بعد عودته من مهمته التبشيرية، التحق بجامعة بريغام يونغ (BYU) التي كانت لا تزال في بداياتها. تفوق في دراسته وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1886. ثم تابع دراسات عليا في جامعة جونز هوبكنز، حيث تخصص في الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا. هذه الدراسات المتقدمة زودته بمعرفة وخبرة قيمة ستخدمه جيدًا في حياته المهنية اللاحقة.
رئاسة جامعة بريغام يونغ
في عام 1892، عُين بنيامين كلوف رئيسًا لجامعة بريغام يونغ. كان يبلغ من العمر 34 عامًا فقط، ولكنه أثبت أنه قائد يتمتع برؤية وحماس. في ذلك الوقت، كانت الجامعة صغيرة ومحدودة الموارد، ولكن كلوف كان مصممًا على تحويلها إلى مؤسسة تعليمية رائدة.
خلال فترة رئاسته التي استمرت 12 عامًا، أشرف كلوف على فترة من النمو والتوسع غير المسبوقين. زاد عدد الطلاب بشكل كبير، وتم إنشاء أقسام وبرامج أكاديمية جديدة. قام كلوف أيضًا بتوسيع الحرم الجامعي، وإضافة مباني ومرافق جديدة. كان مدافعًا قويًا عن التعليم العلماني والديني، وعمل بجد لضمان حصول الطلاب على تعليم شامل.
التطورات الرئيسية في عهد كلوف:
- توسيع المناهج الدراسية: قام كلوف بتوسيع المناهج الدراسية لتشمل مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك العلوم والرياضيات واللغات والفنون.
- تحسين المرافق: قام ببناء العديد من المباني الجديدة، بما في ذلك مكتبة ومختبرات وقاعة ألعاب رياضية.
- زيادة التسجيل: زاد عدد الطلاب المسجلين في الجامعة بشكل كبير خلال فترة رئاسته.
- توظيف أعضاء هيئة تدريس مؤهلين: قام بتعيين أعضاء هيئة تدريس مؤهلين تأهيلا عاليا من جميع أنحاء البلاد.
- تعزيز الروح المعنوية: عزز روحًا قوية من الوحدة والفخر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
واجه كلوف أيضًا بعض التحديات خلال فترة رئاسته. كان عليه أن يتعامل مع الصعوبات المالية، والانتقادات من بعض أعضاء المجتمع، والضغط المتزايد من الجامعات الأخرى. ومع ذلك، ظل ثابتًا في التزامه تجاه الجامعة، وعمل بلا كلل للتغلب على هذه التحديات.
الرحلة إلى الشرق الأوسط
في عام 1903، قام بنيامين كلوف برحلة استكشافية إلى الشرق الأوسط، وخاصة فلسطين، بهدف البحث عن مواقع محتملة لدراسة الكتاب المقدس والآثار. كانت هذه الرحلة مدفوعة برغبته في تعزيز فهم أعمق للجذور التاريخية والدينية للمسيحية. كان يعتقد أن الدراسة المباشرة لهذه المواقع ستكون ذات قيمة كبيرة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة بريغام يونغ.
خلال رحلته، قام كلوف بزيارة العديد من المواقع الهامة، بما في ذلك القدس وبيت لحم والناصرة. التقى بعلماء الآثار والباحثين الآخرين، وجمع مجموعة كبيرة من الصور والتحف. تم استخدام هذه المواد لاحقًا في التدريس والبحث في جامعة بريغام يونغ. كما قام بتوثيق تجاربه وملاحظاته في مذكرات تفصيلية، والتي توفر رؤى قيمة حول الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين.
حياته اللاحقة
استقال بنيامين كلوف من منصبه كرئيس لجامعة بريغام يونغ في عام 1904، لكنه ظل نشطًا في التعليم والمجتمع. شغل منصب مدير التعليم في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وعمل في العديد من اللجان والمجالس المدنية. كما كرس وقته لكتابة ونشر الكتب والمقالات حول مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك الدين والتعليم والعلوم.
توفي بنيامين كلوف في 14 يونيو 1948، عن عمر يناهز 90 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كرائد في التعليم وقائد رؤيوي. يظل اسمه مرتبطًا بالنمو والتطور الذي شهدته جامعة بريغام يونغ في السنوات الأولى من تأسيسها.
إرثه
يُذكر بنيامين كلوف باعتباره شخصية محورية في تاريخ جامعة بريغام يونغ. لقد كان قائدًا يتمتع برؤية وحماس، ولعب دورًا حاسمًا في تحويل الكلية الصغيرة إلى جامعة معترف بها على نطاق واسع. كان مدافعًا قويًا عن التعليم، وعمل بلا كلل لتزويد الطلاب بفرص تعليمية ممتازة. إرثه مستمر في إلهام الأجيال القادمة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
خاتمة
كان بنيامين كلوف الابن شخصية بارزة في تاريخ جامعة بريغام يونغ. بصفته أول رئيس للجامعة، قادها خلال فترة نمو وتوسع كبيرين. من خلال رؤيته والتزامه، ساهم في تحويل الجامعة إلى مؤسسة مرموقة. تظل مساهماته في التعليم والبحث محفورة في تاريخ جامعة بريغام يونغ ومجتمع المورمون الأوسع.