نشأته وتعليمه
ولد إرنست ليروي ويلكينسون في أوغدن، يوتا، لعائلة متدينة من كنيسة LDS. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالدراسة والقيادة. بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، التحق بجامعة بريغهام يونغ، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1921. خلال فترة وجوده في جامعة بريغهام يونغ، شارك بنشاط في الأنشطة الطلابية وأظهر قدرات قيادية قوية.
بعد تخرجه من جامعة بريغهام يونغ، واصل ويلكينسون تعليمه في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، حيث حصل على درجة في القانون عام 1926. خلال فترة دراسته القانون، عمل أيضًا في الكونجرس، مما منحه رؤى قيمة حول النظام السياسي الأمريكي.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على شهادة في القانون، بدأ ويلكينسون مسيرته المهنية كمحامٍ في واشنطن العاصمة. سرعان ما أثبت نفسه كمحامٍ كفء ومجتهد، وتخصص في قانون العمل. عمل في العديد من القضايا البارزة ومثل مجموعة واسعة من العملاء، بما في ذلك النقابات العمالية والشركات الكبرى.
بالإضافة إلى ممارسته القانونية، شارك ويلكينسون أيضًا في السياسة. ترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية يوتا في عام 1932، لكنه خسر الانتخابات. ومع ذلك، استمر في المشاركة في الشؤون العامة ولعب دورًا نشطًا في مجتمعه.
رئاسته لجامعة بريغهام يونغ
في عام 1951، تم تعيين إرنست ل. ويلكينسون رئيسًا لجامعة بريغهام يونغ. كانت هذه بداية حقبة جديدة في تاريخ الجامعة، حيث شهدت نموًا وتوسعًا غير مسبوقين تحت قيادته. شغل ويلكينسون منصب الرئيس لمدة 20 عامًا، حتى عام 1971، وخلال فترة ولايته، تحولت جامعة بريغهام يونغ من كلية إقليمية صغيرة إلى جامعة وطنية مرموقة.
تحت قيادة ويلكينسون، زاد عدد الطلاب في جامعة بريغهام يونغ بشكل كبير، وتم بناء العديد من المباني الجديدة، وتم توسيع البرامج الأكاديمية. كما قام بتعيين عدد من أعضاء هيئة التدريس المتميزين، مما ساهم في تحسين سمعة الجامعة. كان ويلكينسون مصممًا على جعل جامعة بريغهام يونغ مؤسسة تعليمية رائدة، وعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف.
تشمل بعض الإنجازات الرئيسية التي حققها ويلكينسون كرئيس لجامعة بريغهام يونغ ما يلي:
- زيادة عدد الطلاب من حوالي 4000 إلى أكثر من 25000.
- بناء العديد من المباني الجديدة، بما في ذلك مكتبة هارولد ب. لي، ومركز الفنون الجميلة، ومركز ماريوت.
- توسيع البرامج الأكاديمية، بما في ذلك إضافة كليات جديدة في الهندسة والقانون والأعمال.
- تعيين عدد من أعضاء هيئة التدريس المتميزين، بما في ذلك هيو نيبلي، ودوغلاس هوت، وريتشارد ليمان.
- تحسين سمعة الجامعة على المستوى الوطني.
كان ويلكينسون أيضًا مدافعًا قويًا عن القيم الأخلاقية والدينية. أكد على أهمية الحفاظ على المعايير الأخلاقية العالية في الحرم الجامعي وشجع الطلاب على عيش حياة فاضلة. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يجمع بين المعرفة والفضيلة، وعمل على غرس هذه القيم في طلابه.
مواقفه الجدلية
على الرغم من إنجازاته العديدة، لم تخل فترة رئاسة ويلكينسون لجامعة بريغهام يونغ من الجدل. كان معروفًا بآرائه المحافظة القوية، والتي غالبًا ما كانت تتعارض مع وجهات نظر بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. واجه انتقادات بسبب سياساته المتعلقة بالسلوك الطلابي والحرية الأكاديمية. على سبيل المثال، كان لديه قواعد صارمة بشأن ارتداء الملابس والسلوك في الحرم الجامعي، والتي اعتبرها البعض قمعية.
كما أثار الجدل بسبب مواقفه بشأن قضايا مثل الحقوق المدنية والحرب في فيتنام. كان مدافعًا قويًا عن النظام القائم وعارض الاحتجاجات والمظاهرات. اتهمه البعض بقمع المعارضة وتقييد حرية التعبير في الحرم الجامعي.
أحد أبرز الخلافات خلال فترة رئاسته كان يتعلق بسياسة الجامعة بشأن الطلاب السود. في ذلك الوقت، كانت جامعة بريغهام يونغ تتبع سياسة تقيد قبول الطلاب السود. دافع ويلكينسون عن هذه السياسة، بحجة أنها كانت ضرورية للحفاظ على الانسجام العرقي في الحرم الجامعي. تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب هذا الموقف، واعتبره الكثيرون تمييزيًا وغير عادل.
في نهاية المطاف، تخلت جامعة بريغهام يونغ عن سياسة التمييز العنصري في عام 1978، بعد وفاة ويلكينسون. ومع ذلك، لا تزال فترة رئاسته مثيرة للجدل بسبب مواقفه بشأن هذه القضية وغيرها من القضايا الاجتماعية والسياسية.
حياته اللاحقة
بعد تقاعده من رئاسة جامعة بريغهام يونغ في عام 1971، استمر ويلكينسون في المشاركة في الشؤون العامة. عمل في عدد من اللجان والمجالس، واستمر في تقديم المشورة والتوجيه للقادة الدينيين والسياسيين. كما كتب سيرته الذاتية، التي نشرت بعد وفاته بعنوان “إرنست ل. ويلكينسون: سيرة ذاتية”.
توفي إرنست ل. ويلكينسون في 6 أبريل 1978، عن عمر يناهز 78 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كمربٍ وقائد ومواطن. لا يزال يُذكر بجهوده في تحويل جامعة بريغهام يونغ إلى مؤسسة تعليمية رائدة وبإسهاماته في مجتمعه وكنيسته.
إرثه
يظل إرنست ل. ويلكينسون شخصية بارزة في تاريخ جامعة بريغهام يونغ وكنيسة LDS. يُنسب إليه الفضل في تحويل جامعة بريغهام يونغ إلى جامعة مرموقة على المستوى الوطني، وقد لعب دورًا رئيسيًا في نموها وتوسعها. كما يُذكر بدفاعه عن القيم الأخلاقية والدينية وبقيادته خلال فترة مضطربة في التاريخ الأمريكي.
على الرغم من مواقفه الجدلية، لا يزال يُنظر إلى ويلكينسون على نطاق واسع على أنه شخصية مؤثرة في تاريخ جامعة بريغهام يونغ. تواصل الجامعة تكريمه من خلال تسمية العديد من المباني والبرامج باسمه. كما يتم الاحتفال بإرثه من خلال المنح الدراسية والجوائز التي تحمل اسمه.
خاتمة
كان إرنست ل. ويلكينسون شخصية معقدة ومثيرة للجدل، لكنه كان أيضًا قائدًا مؤثرًا وله رؤية. لقد ترك بصمة لا تُمحى على جامعة بريغهام يونغ وعلى مجتمعه، وسيظل يُذكر بجهوده في تطوير التعليم وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية.