<![CDATA[
مقدمة
عيون المجرات (بالإنجليزية: Eyes Galaxies)، والمعروفة أيضًا بـ NGC 4435-NGC 4438 أو Arp 120، هي زوج من المجرات الحلزونية المتفاعلة يقع على بعد حوالي 52 مليون سنة ضوئية في كوكبة الهلبة (Coma Berenices). تتميز هذه المجرات بمظهرها الذي يشبه العينين، مما أكسبها هذا الاسم المميز. تتكون المجموعة من المجرة NGC 4438، وهي مجرة حلزونية مضطربة بشكل كبير، والمجرة NGC 4435، وهي مجرة حلزونية أصغر حجمًا وأكثر انتظامًا. التفاعل الجاذبي بين هاتين المجرتين أدى إلى تشوهات واضحة في شكلهما، مما يجعلهما هدفًا مثيرًا للاهتمام للدراسة الفلكية.
اكتشاف عيون المجرات
اكتُشفت المجرة NGC 4435 في عام 1784 من قبل عالم الفلك ويليام هيرشل، بينما اكتُشفت المجرة NGC 4438 في نفس العام من قبل نفس العالم. تم تصنيف هذا الزوج من المجرات لاحقًا ضمن أطلس المجرات الغريبة الذي جمعه هالترون آرب في عام 1966، تحت اسم Arp 120. ساهم هذا التصنيف في زيادة الاهتمام بعيون المجرات كهدف للدراسة لفهم التفاعلات المجراتية وتأثيرها على تطور المجرات.
خصائص المجرات المكونة لعيون المجرات
تتكون عيون المجرات من مجرتين رئيسيتين، لكل منهما خصائص فريدة:
- NGC 4438: هي مجرة حلزونية مضطربة بشكل كبير، وتعتبر واحدة من أكثر المجرات صعوبة في التصنيف في عنقود العذراء المجري. يُعتقد أنها تعرضت لتفاعل قوي مع مجرة أخرى، مما أدى إلى تشوهات كبيرة في شكلها. تظهر NGC 4438 نقصًا في الغازات، وتتميز بوجود حزام غبار واسع النطاق يمتد عبر قرص المجرة. يُعتقد أن هذا الغبار قد تم تجريده من مجرة أخرى أثناء التفاعل.
- NGC 4435: هي مجرة حلزونية أصغر حجمًا وأكثر انتظامًا من NGC 4438. تتميز بوجود حلقة داخلية بارزة ونواة لامعة. على الرغم من مظهرها المنتظم، إلا أن NGC 4435 تظهر أيضًا علامات على التفاعل مع NGC 4438، مثل وجود ذيل مدّي ضعيف.
التفاعل بين المجرتين
التفاعل الجاذبي بين NGC 4435 و NGC 4438 هو المسؤول عن المظهر المميز لعيون المجرات. يُعتقد أن NGC 4438 قد تعرضت لتصادم أو اقتراب وثيق من مجرة أخرى، ربما NGC 4435 أو مجرة أخرى في عنقود العذراء المجري. أدى هذا التفاعل إلى:
- تشوهات في الشكل: تشوه شكل NGC 4438 بشكل كبير، حيث يظهر قرص المجرة ملتوياً وغير منتظم.
- تجريد الغاز والغبار: تم تجريد كميات كبيرة من الغاز والغبار من NGC 4438، مما أدى إلى نقص في المواد الخام لتكوين النجوم.
- تكوين ذيول مدّية: تشكلت ذيول مدّية من المواد التي تم سحبها من المجرات المتفاعلة.
- زيادة معدل تكوين النجوم: في بعض المناطق من NGC 4438، لوحظ زيادة في معدل تكوين النجوم نتيجة لضغط الغاز والغبار الناتج عن التفاعل.
عيون المجرات وعنقود العذراء المجري
تقع عيون المجرات داخل عنقود العذراء المجري، وهو تجمع كبير من المجرات يقع على بعد حوالي 54 مليون سنة ضوئية. يحتوي عنقود العذراء على آلاف المجرات، بما في ذلك المجرات الحلزونية والإهليلجية وغير المنتظمة. يلعب عنقود العذراء دورًا هامًا في تطور المجرات الموجودة فيه، حيث يمكن للتفاعلات بين المجرات والتأثيرات البيئية أن تؤثر بشكل كبير على خصائصها.
أهمية دراسة عيون المجرات
تعتبر عيون المجرات هدفًا هامًا للدراسة الفلكية لعدة أسباب:
- فهم التفاعلات المجراتية: توفر عيون المجرات فرصة فريدة لدراسة التفاعلات المجراتية وتأثيرها على تطور المجرات. من خلال تحليل شكل المجرات وتوزيع الغاز والغبار وتكوين النجوم، يمكن للعلماء فهم العمليات الفيزيائية التي تحدث أثناء التفاعلات المجراتية.
- تأثير البيئة على المجرات: تساعد دراسة عيون المجرات في فهم تأثير البيئة (مثل عنقود العذراء المجري) على تطور المجرات. يمكن للتفاعلات مع المجرات الأخرى والغاز الساخن في العنقود أن تؤثر على معدل تكوين النجوم وشكل المجرات.
- تطور المجرات الحلزونية: تعتبر المجرات الحلزونية مثل NGC 4435 و NGC 4438 من أكثر أنواع المجرات شيوعًا في الكون. تساعد دراسة هذه المجرات في فهم كيفية تطورها وتغيرها عبر الزمن.
- التحقق من النماذج النظرية: توفر عيون المجرات بيانات مهمة للتحقق من النماذج النظرية التي تصف التفاعلات المجراتية وتطور المجرات. من خلال مقارنة الملاحظات بالنتائج المتوقعة من النماذج، يمكن للعلماء تحسين فهمهم للعمليات الفيزيائية التي تحكم تطور الكون.
الملاحظات المستقبلية
من المتوقع أن تستمر الملاحظات المستقبلية لعيون المجرات باستخدام التلسكوبات الأرضية والفضائية في تقديم رؤى جديدة حول هذه المجموعة المجراتية المثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، يمكن لتلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) أن يوفر صورًا عالية الدقة للأشعة تحت الحمراء لعيون المجرات، مما يسمح للعلماء بدراسة الغبار والغاز وتكوين النجوم بتفصيل غير مسبوق. يمكن أيضًا استخدام التلسكوبات الراديوية لدراسة توزيع الغاز في عيون المجرات وفهم ديناميكية التفاعل.
صور أخرى لعيون المجرات
توجد العديد من الصور الرائعة لعيون المجرات التي تم التقاطها بواسطة التلسكوبات المختلفة. تعرض هذه الصور تفاصيل دقيقة عن شكل المجرات والتفاعلات الجارية بينهما. يمكن العثور على هذه الصور على مواقع الويب الخاصة بوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA) وغيرها من المراصد الفلكية.
خاتمة
عيون المجرات هي زوج من المجرات المتفاعلة التي تقدم لنا لمحة عن العمليات الديناميكية المعقدة التي تحدث في الكون. من خلال دراسة هذه المجموعة المجراتية، يمكننا فهم المزيد عن التفاعلات المجراتية، وتأثير البيئة على تطور المجرات، وتطور المجرات الحلزونية بشكل عام. الملاحظات المستقبلية باستخدام التلسكوبات المتقدمة ستستمر في كشف المزيد من الأسرار حول عيون المجرات وغيرها من الأجرام السماوية الرائعة.